أمل عايد البابلي - مثل جسد شفاف

ليس بحجم حبة خردل
فبيت أمي
كعلبة كبريت قديمة
-بيتنا،في ضاحية المدينة
لا يعرفه أحد-
صنعتُه بيد واحدة
ونفختُ فيه أرواحا من روحي
فغدا
أعلى من نظرة عينيها ..
وأكبر
من جسدي الشفاف
مع أني لو وقفت
قليلا
ومددت يدي للامستْ رأسَ المدخنة
وربتتْ على كتف
الصباحات ،
ولكنتُ أكثر هلامية
بقدمين لا تتحركان
بأوامر المصورين
صامتتين
هادئتين
مطمئنتين
لا لشيء
سوى أني في انتظارك .
أما
تلك القطط الصغيرة التي تحيطني
فهي مثل أصدقاء الطفولة
بأرواحهم التي تختبيء
هنا
في هذه الأجساد
وتحدثها ..
مثلما تحدث الماضي
الماضي
الذي يراقبنا
ولا يكف عن إيقاظنا
وينادينا
بصوت خفيض
وموحٍ
فهو
لا يريد أن يرحل
ولا يدعنا ننام
مثل
العجائز
لنهنأ
بحلم يقظة وحيد
لا غيره .
..
..
..... امل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى