أمل عايد البابلي - حزنٌ آخر

تقول إحداهن
في حزنها الجنوبي
أو ما تسميه أمّها حزنها الدائم :
حزني سواد
وخطاي بياض
وما بينهما وطنُ على سبورة الموت
*
أنا وأنت ...
قطرتا مطر على زجاج سيارة فارهة
سقطنا في أول تقاطع إشارة للمرور ....
ما زال اللون الاخضر مشعا بسواده
**
على كفِ أعمى يجرّ سلالات قديمة
الى صندوق إقتراع
أنا وأنت ...
أخذنا نحات ليضعنا خارج القصيدة
فنفخ الروح بأجساد المارة.
أنا وأنت
أعمدة دخان سافرنا في أول لهيب صدورنا
***.
يقول الفلاح : أرض بلا ماء ورّبٌ لا يسمع !
وتقول الجدة : الاولاد لا يعرفون آباءَهم فقد رحلوا قبل أن يروا وجه الشمس
اما الأمهات فهنُ أنهرُ من بللٍ موجع بين الأثداء .
..****
ويقول الراعي : لا شيء سوى المواشي تحكم الوطن
أنا مازلت أرعى القصابَ
ليخصّبَ اغنامي للذبح.
*****
وأقول أنا وأنت
لم يمر علينا السوادُ
بغير
ذكرى خارجة عن ألوان
الزمان
والمكان.
.
.
.
..... امل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى