قال الرجل الذى بلا رأس للشـــرطي الواقف خلف سور الملعب :
_ هل لك أن تساعدني يا سيدي الشــرطي .. لأســترد رأسي التي يلعبون به داخل الملعب؟
... ومد الشـــرطي يده له، ليتعلق بها قائلاً :
_ هيا بنا .. لنرى ما يمكننا عمله .
... المجلة التي اكتب فيها لم تعد موجودة .. تركها الناس الذين كانوا السبب في وجودها ..... ساروا في صفوف طويلة .. نحو الكوبري، يعبرونه ليعثروا على الملعب .. هناك يشترون بثمن المجلة، تذاكر مباراة كرة القدم .
في البداية قال رئيس التحرير لنا :
_ عدد النسخ المبيعة يقل كل يوم ..
رد عليه محرر سمين ن له لســـان طويل، ويدخن نوعًا من السجائر له رائحة تثير الاشمئزاز، والتفكير في وقت واحد ..
قال :
_ لكن عدد تذاكر مباراة كرة القدم يزيد .. وهذا هو المهم .
عبس وجه رئيس التحرير, وزمجر ثم أجاب في حزم :
_ ولو؛ لا يهم.
.. ولم يبق إلا أنا ورئيس التحرير العنيد ..
كان فوق عينيه نظارة بيضاء .. وأنا ألبس أخرى. يبدو أن هناك سببا ما يربط بين العناد والنظارات الطبية.
.. وتركنا المحررون الذين لا يتعاملون مع النظارات الطبية. وسبهم المحرر (سليط اللسان) الذي أصبح معلقا رياضيا.
.. ومع ذلك كان يزورنا بين الحين والحين ..
في فمه الآن سيجار ..
في عروة الجاكتة قرنفله حمراء ..
صاح فينا عندما رآنا :
_ ياه؛ لشد ما أصبحتما كالماعز.
.. تحسست جلدي ، فتبينت أنه قد أصبح خشنا .. وتطلعت إلى رئيس التحرير, فنظر إليّ بغضب وقال:
_ لماذا تنظر إلي هكذا هه.. ماء .. ماء ..
وتبينت أخيرا أنه يشبه معزة حقيقية .
.. ووجدنا نفسينا ذات يوم .. ونحن جالسان على برميل قديم .. مكان المطبعة التي بعناها .. قال رئيس التحرير :
_ لا تبتئس .. ســأعاود النضال من جديد .. امسح نظارتك .. سأذهب من فوري واخترع شيئًا .. وسأجمع نقوداً .. وأصدر بها المجلة .. وأنت ماذا ستفعل؟ وقبل أن أرد.. هبط علينا زميلنا السمين وقال :
_ لماذا تقفان هكذا؟
وعرف الأمر .. قال لرئيس التحرير وهو يضحك ويدخل انفه في جيوب القرنفلة:
_ يمكنني أن أجد لك عملاً.
قال رئيس التحرير وهو يحس بلسعة الإهانة :
_ ماذا تشغلني ؟
قال وقد اختفى أنفه داخل القرنفلة :
_ تحمل كرة الفريق . وتحرس ملابسه.
زمجر رئيس التحرير .. ومد يده بســرعة وتناول القرنفلة وبداخلها أنف المعلق الرياضي , ورمى بها على الأرض وسحقها بحذائه .
.. صرخ المعلق :
_ انتظر .. انتظر .. أنت تسحق أنفى بحذائك .
قال رئيس التحرير:
_ أحسن .
ونظر إلي وقال :
_ وداعا .. أنا ذاهب لأجمع النقود .. سأرسل لك نموذجا من اختراعي على عنوانك .. إلي اللقاء .. وانصرف .
تناول المعلق الرياضي انفه المهشم من الأرض وأعاده إلى مكانه وقال ضاحكا وهو يضع ذراعه حول كتفي:
_ لقد أصبح شرسا .. أما أنت .. فأنا أحبك .. وعندي شئ لك. خذ أهه.
.. ومنحنى تذكرة مجانية لمشاهدة مباراة ستقام اليوم .. قال :
_ إنها أهم مباراة في هذا الموسم .. اذهب لتراها.
واخرج من فمه السيجار الذي لم يشعله بعد، وأدخله في فمي:
_ خذ هذا أيضًا – أشعله في الملعب - إنه من لوازم مشاهدة مباريات كرة القدم .. وإلى اللقاء .
وانصرف ...
وقررت أن أذهب على الفور .
.. تبينت أن تذكرتي تسمح لي بالجلوس بين الناس الذين كانوا منذ زمن يشترون مجلتنا.
.. كانوا وقتها معجبين برأسي .. لكن ملامح وجوههم الآن تؤكد أن إعجابهم تحول عن رأسي مسافة لا شك أنها طويلة .
.. فجأة دخل لاعبو أحد الفريقين يحملون الكرة .
.. ولم تكد عيون الآلاف ترمقها حتى قاموا صائحين في جنون .. وتحسست في تلك اللحظة رأسي .. ورحت أقارن بين الكرة،
الكرة مستديرة .. ورأسي هو الآخر مستدير.
_ هل لك أن تساعدني يا سيدي الشــرطي .. لأســترد رأسي التي يلعبون به داخل الملعب؟
... ومد الشـــرطي يده له، ليتعلق بها قائلاً :
_ هيا بنا .. لنرى ما يمكننا عمله .
... المجلة التي اكتب فيها لم تعد موجودة .. تركها الناس الذين كانوا السبب في وجودها ..... ساروا في صفوف طويلة .. نحو الكوبري، يعبرونه ليعثروا على الملعب .. هناك يشترون بثمن المجلة، تذاكر مباراة كرة القدم .
في البداية قال رئيس التحرير لنا :
_ عدد النسخ المبيعة يقل كل يوم ..
رد عليه محرر سمين ن له لســـان طويل، ويدخن نوعًا من السجائر له رائحة تثير الاشمئزاز، والتفكير في وقت واحد ..
قال :
_ لكن عدد تذاكر مباراة كرة القدم يزيد .. وهذا هو المهم .
عبس وجه رئيس التحرير, وزمجر ثم أجاب في حزم :
_ ولو؛ لا يهم.
.. ولم يبق إلا أنا ورئيس التحرير العنيد ..
كان فوق عينيه نظارة بيضاء .. وأنا ألبس أخرى. يبدو أن هناك سببا ما يربط بين العناد والنظارات الطبية.
.. وتركنا المحررون الذين لا يتعاملون مع النظارات الطبية. وسبهم المحرر (سليط اللسان) الذي أصبح معلقا رياضيا.
.. ومع ذلك كان يزورنا بين الحين والحين ..
في فمه الآن سيجار ..
في عروة الجاكتة قرنفله حمراء ..
صاح فينا عندما رآنا :
_ ياه؛ لشد ما أصبحتما كالماعز.
.. تحسست جلدي ، فتبينت أنه قد أصبح خشنا .. وتطلعت إلى رئيس التحرير, فنظر إليّ بغضب وقال:
_ لماذا تنظر إلي هكذا هه.. ماء .. ماء ..
وتبينت أخيرا أنه يشبه معزة حقيقية .
.. ووجدنا نفسينا ذات يوم .. ونحن جالسان على برميل قديم .. مكان المطبعة التي بعناها .. قال رئيس التحرير :
_ لا تبتئس .. ســأعاود النضال من جديد .. امسح نظارتك .. سأذهب من فوري واخترع شيئًا .. وسأجمع نقوداً .. وأصدر بها المجلة .. وأنت ماذا ستفعل؟ وقبل أن أرد.. هبط علينا زميلنا السمين وقال :
_ لماذا تقفان هكذا؟
وعرف الأمر .. قال لرئيس التحرير وهو يضحك ويدخل انفه في جيوب القرنفلة:
_ يمكنني أن أجد لك عملاً.
قال رئيس التحرير وهو يحس بلسعة الإهانة :
_ ماذا تشغلني ؟
قال وقد اختفى أنفه داخل القرنفلة :
_ تحمل كرة الفريق . وتحرس ملابسه.
زمجر رئيس التحرير .. ومد يده بســرعة وتناول القرنفلة وبداخلها أنف المعلق الرياضي , ورمى بها على الأرض وسحقها بحذائه .
.. صرخ المعلق :
_ انتظر .. انتظر .. أنت تسحق أنفى بحذائك .
قال رئيس التحرير:
_ أحسن .
ونظر إلي وقال :
_ وداعا .. أنا ذاهب لأجمع النقود .. سأرسل لك نموذجا من اختراعي على عنوانك .. إلي اللقاء .. وانصرف .
تناول المعلق الرياضي انفه المهشم من الأرض وأعاده إلى مكانه وقال ضاحكا وهو يضع ذراعه حول كتفي:
_ لقد أصبح شرسا .. أما أنت .. فأنا أحبك .. وعندي شئ لك. خذ أهه.
.. ومنحنى تذكرة مجانية لمشاهدة مباراة ستقام اليوم .. قال :
_ إنها أهم مباراة في هذا الموسم .. اذهب لتراها.
واخرج من فمه السيجار الذي لم يشعله بعد، وأدخله في فمي:
_ خذ هذا أيضًا – أشعله في الملعب - إنه من لوازم مشاهدة مباريات كرة القدم .. وإلى اللقاء .
وانصرف ...
وقررت أن أذهب على الفور .
.. تبينت أن تذكرتي تسمح لي بالجلوس بين الناس الذين كانوا منذ زمن يشترون مجلتنا.
.. كانوا وقتها معجبين برأسي .. لكن ملامح وجوههم الآن تؤكد أن إعجابهم تحول عن رأسي مسافة لا شك أنها طويلة .
.. فجأة دخل لاعبو أحد الفريقين يحملون الكرة .
.. ولم تكد عيون الآلاف ترمقها حتى قاموا صائحين في جنون .. وتحسست في تلك اللحظة رأسي .. ورحت أقارن بين الكرة،
الكرة مستديرة .. ورأسي هو الآخر مستدير.