الحلم ليس كافيا كي تحقق ذاتا تمشي على الأرض، وليس الواقع كافيا إن لم يسبقه حلم،والاثنان ليسا بكافيين ما لم تخطط لطموح وترسم أساسا لمستقبل مجهول، فما أجمل البطولة في الخيال وأنت تحلم في فك لغز أعدائك والسيطرة عليهم بقوة، وتتمرد على الطغاة وتحاسب المجرمين وتساعد المساكين وتعيش الرفاهية في الجاه والمال والسطوة، لتمتلك قوة خرافية في السباحة ضد تيار الظلم وأنت تستخدم صلاحياتك في كل مكان وزمان لتقتص من مرتدّي الحياة الذين دأبهم فرض عقوبات وهمية، تساعدهم مواقعهم على ابتزاز الفقراء والمساكين والخجولين، أو أن تكون طبيبا ناجحا تنقذ البشرية من أمراضها المزمنة والمستعصية والكل يشير اليك بالبنان وتعرفك كل الجهات وتقربك الحكومة إليها وتعتمد عليك في شفاء رؤسائها المهمين... في بلدي هناك العديد من المسؤولين وحفنة من الرؤساء وجمهرة من القادة وجميعهم مستهدفون من قِبل الإرهاب، وتحلم أن تكون قائدا عقائديا تحبك الأمة وتموت من أجلك وأنت تحميهم بفتاوى الإرشاد والإصلاح وحب الله والوطن والأرض والناس والجيران العالمي والداخلي او تكون محاميا صلدا توقف كل مجرم عند حده حتى لو كان (....) ومهما كان. فالعدالة رمز التساوي بين الأفراد ليس فيها غني ولا فقير الكل يحاسب حسب جرمه وجريرته، لا مجال أن تستفيق فعليك مسؤوليات كبيرة يراد حسم لها... ولائي اليوم في خطر ويحتاج الى شجاعة مطلقة لنسف الرؤوس العفنة التي وجب قطفها، عليك أن تؤسس مؤسسات من جديد لان السابقة امتلأت بالإفساد والمفسدين وعلى عينك يا تاجر، الجيش والشرطة يستغيثون من الفشل ويطلقون شعار قوة بلا قوة ورحمة الله على الفقير الذي يقع تحت حوافرهما فلا رحمة تشمله ولا قانون إنسانيا يخفف عليه سياط الحاكم المجرم ، فيما الآخر المتعالي في الفساد يشيخ ويشمخ ويستفحل ويكبر ويحكم عليك بالإعدام متى شاء...
* حيدر عاشور
*قصة قصيرة من مجموعة (زَهَايْمَرات)
* حيدر عاشور
*قصة قصيرة من مجموعة (زَهَايْمَرات)