ألتهم الوقت أو يلتهمني، سيان المهم عندي متابعة عطر النساء، هذه الكائنات الرقيقة والعذبة كفراشات، شرائح لحم مختلفة المذاقات، ما أعذبهن! يكفيني أنا القابع بهذه المقهى الوضيعة، أن أجلس على كرسي من القش، وأمامي طاولة شحب لونها على ظهرها فنجان قهوتي، ومرمدة من زجاج تحمل علامة ماركة عالمية، عليها سيجارتي، وقربهما جريدتي الصباحية مطوية بعناية لا تظهر سوى صفحة الكلمات المتقاطعة فارغة المربعات. بعد نفثة وقضمة ورشفة كانت الكلمات تنثال إلى أن امتلأت شبكتي وفاض ماؤها، فحملني إلى أرض جرداء إلا من شجيرات مثمرة، ونبع ماء. سرعان ما تأقلمت مع المكان، فبنيت لي زاوية أحاطت بالشجيرات والنبع. كانت رياضتي الصلاة والصبر عليها. لم يمض وقت حتى وجدت القوافل تحط بجواري، في البداية كانت قليلة وعلى فترات من الزمن، ثم تكاثرت. من على صومعتي شاهدت بنايات تقام، وملاه ومقاه. فكانت مدينة الراشقاني.
حلقت لحيتي التي طالت حتى الصدر، واستحممت، وتعطرت، ولبست ثيابي، ثم توجهت إلى تلك المقهى الوضيعة، جلست على كرسي من قش، وعلى طاولتي الحالكة وضع النادل جريدتي الصباحية ومرمدة زجاجية تحمل علامة ماركة تجارية عالمية، أشعلت سيجارتي، وبدأت أتأمل نافثا في وجه العالم دخاني؛ لم يعد يروق لي، أفكر في إعادة بنائه، لكن، هذه المرة، على شكل امرأة.
حلقت لحيتي التي طالت حتى الصدر، واستحممت، وتعطرت، ولبست ثيابي، ثم توجهت إلى تلك المقهى الوضيعة، جلست على كرسي من قش، وعلى طاولتي الحالكة وضع النادل جريدتي الصباحية ومرمدة زجاجية تحمل علامة ماركة تجارية عالمية، أشعلت سيجارتي، وبدأت أتأمل نافثا في وجه العالم دخاني؛ لم يعد يروق لي، أفكر في إعادة بنائه، لكن، هذه المرة، على شكل امرأة.