لاثيو،
لم نُبلّل الطّريق بعرق خطواتنا،
وانتهى بنا الكلام.
يدي التي تُغافلني وتتحرّك صوب يدك كعصفور فقد بهجة التّحليق واختار نتف ريش حريّته، أشار إلى قفص هواك، وبدأ بالسّقوط كما لو أن الجاذبية اجتمعت في باطن كينونتك.
وقلبي الذي تجهل معدنه يجذبه مغناطيس هذا الحبّ المهبول.
أقاوم تلك الظّروف الغامضة ولا أسعى إلى تقشير فاكهة غضبك،
أما الكلمة الحامضة التي تتجشأ بها وصلتني رائحتها من عينيك.
من الغريب أن يفقد هذا الحبّ قوّته وقدرته الحسيّة، سأعمل على مجاراة ريحك عساها تقتلع آخر شجرة ذكريات غرستها منذ وقت بعيد.
الوقوع في جبّ الحبّ ليس كالمشي فوق ماء العطش،
الجنون بطاقة ائتمان البقاء، وحين صرخت في أذن ظهري وأنا أبتعد وسط ظلال الأطفال الذين خرجوا لتوّهم من المدرسة لم يتوقّف الزّمن فحسب، توقفت حتى ظلالهم عن الركض.. عن السقوط.. عن الضحك…
ملامحهم هي الأخرى سقطت تباعًا..
والدهشة سيّدة الحضور ظننت بأنّ الجرأة فقدت ضرسها.
لقد اعتقد قلبي صراخك في الطريق العام بعبارة “يا امرأة أنا أحبّك” بأنها تأشيرة مرور إلى عالم مفتوح قطع رأس الجهات…
أكنتَ تحبّني حقًا؟
ياااه كم آمنتُ بجنونك ساعتها!
ما الذي حدث بعد أن مددت لك يدي الصّغيرة التي لم تفارق جيب الخوف لسنوات؟
لماذا أثبت لي أن العالم تافه بما يكفي، بأننا نختلق الأشياء الجميلة، قصص الحبّ المعاد تدويرها، كخدعة للبقاء لا غير.
كيف لي بإقناع أذني – بعد اﻵن – بعدم سماع نكاتك، صراخك، ضحكاتك، غضبك الفوّار
مثل cocotte-minute وهي تُصفّر في أذن العدم بأن أطفأ النّار التي تنبت رؤوسها بالداخل.
أنّى لي إقناع السّماء بالمحافظة على هدوئها، بأن لا تعصف حواسي بي، بأن لا تعتصرني شراييني كـأناكوندا عاشقة تودّ التعبير عن شراهة لهفتها بعدد لفّاتها حول فريستها؛ أن هكذا يكون الحب وإلا فلا.
لاثيو،
أنت تُحبني ولم يعد بحوزتك المزيد من الأسباب لتفسير هذا الحب، فالكلام الذي يُفلت منك يتسرّب خارج عينيك.
لم تدرّب بؤبؤ عينك على طاعة غرورك. لم تشدّ رئتيك لضبط حركة مرور تنهيداتك، حتى حبال صوتك لم تضبطها لشدّ ياقة الكلام وأنت في حضرة ظلّي.
أظنّ بأنّه حان وقت تسديد تكاليف هذا الصّمت، ومن ثمّ دفع القلب إلى حتف يليق به.
* عنفوان فؤاد/ شاعرة جزائرية
* عن موقع نفحة
مثل وردة تتفتّح في تراب القلب! - نفحة
لم نُبلّل الطّريق بعرق خطواتنا،
وانتهى بنا الكلام.
يدي التي تُغافلني وتتحرّك صوب يدك كعصفور فقد بهجة التّحليق واختار نتف ريش حريّته، أشار إلى قفص هواك، وبدأ بالسّقوط كما لو أن الجاذبية اجتمعت في باطن كينونتك.
وقلبي الذي تجهل معدنه يجذبه مغناطيس هذا الحبّ المهبول.
أقاوم تلك الظّروف الغامضة ولا أسعى إلى تقشير فاكهة غضبك،
أما الكلمة الحامضة التي تتجشأ بها وصلتني رائحتها من عينيك.
من الغريب أن يفقد هذا الحبّ قوّته وقدرته الحسيّة، سأعمل على مجاراة ريحك عساها تقتلع آخر شجرة ذكريات غرستها منذ وقت بعيد.
الوقوع في جبّ الحبّ ليس كالمشي فوق ماء العطش،
الجنون بطاقة ائتمان البقاء، وحين صرخت في أذن ظهري وأنا أبتعد وسط ظلال الأطفال الذين خرجوا لتوّهم من المدرسة لم يتوقّف الزّمن فحسب، توقفت حتى ظلالهم عن الركض.. عن السقوط.. عن الضحك…
ملامحهم هي الأخرى سقطت تباعًا..
والدهشة سيّدة الحضور ظننت بأنّ الجرأة فقدت ضرسها.
لقد اعتقد قلبي صراخك في الطريق العام بعبارة “يا امرأة أنا أحبّك” بأنها تأشيرة مرور إلى عالم مفتوح قطع رأس الجهات…
أكنتَ تحبّني حقًا؟
ياااه كم آمنتُ بجنونك ساعتها!
ما الذي حدث بعد أن مددت لك يدي الصّغيرة التي لم تفارق جيب الخوف لسنوات؟
لماذا أثبت لي أن العالم تافه بما يكفي، بأننا نختلق الأشياء الجميلة، قصص الحبّ المعاد تدويرها، كخدعة للبقاء لا غير.
كيف لي بإقناع أذني – بعد اﻵن – بعدم سماع نكاتك، صراخك، ضحكاتك، غضبك الفوّار
مثل cocotte-minute وهي تُصفّر في أذن العدم بأن أطفأ النّار التي تنبت رؤوسها بالداخل.
أنّى لي إقناع السّماء بالمحافظة على هدوئها، بأن لا تعصف حواسي بي، بأن لا تعتصرني شراييني كـأناكوندا عاشقة تودّ التعبير عن شراهة لهفتها بعدد لفّاتها حول فريستها؛ أن هكذا يكون الحب وإلا فلا.
لاثيو،
أنت تُحبني ولم يعد بحوزتك المزيد من الأسباب لتفسير هذا الحب، فالكلام الذي يُفلت منك يتسرّب خارج عينيك.
لم تدرّب بؤبؤ عينك على طاعة غرورك. لم تشدّ رئتيك لضبط حركة مرور تنهيداتك، حتى حبال صوتك لم تضبطها لشدّ ياقة الكلام وأنت في حضرة ظلّي.
أظنّ بأنّه حان وقت تسديد تكاليف هذا الصّمت، ومن ثمّ دفع القلب إلى حتف يليق به.
* عنفوان فؤاد/ شاعرة جزائرية
* عن موقع نفحة
مثل وردة تتفتّح في تراب القلب! - نفحة