عزت الطيري - في مَشْيها نُعومة الهديلِ.. شعر

في جِيدِها
عِقد من النُجومِ
مَوْكبٌ
لرقصةِ الشُّهُبْ
في ثغرها سَفَرْجَلٌ
وموسمٌ مؤجَّلٌ
لِسُكَّرٍ دَنَا
ولمْ يَذُبْ
في صدرها جسارة الرمانِ
نشوة الربيع,
في سواحلِ العِنَبْ
في زِندِها أَساورٌ
من نَرجَسِ السُّحُبْ
في كفِّها نمارقٌ
زوارقٌ ورديةُ المِجْدافِ
تنتهي لشاطئٍ
لا ينتَهِي...إلاَّ كَما بَدَأْ
في لحظها ابتسامة الرّشَأْ
في مائِها الظَّمَأْ
في رِيقها شَهْدٌ وَبَلْسَمٌ
لكلِّ ما يهذي بِهِ المحبُّ
كلّ ما يشتاقه, مِن حلِمهِ الممتدِّ
طول ليلِهِ الأثِيلِ
حينما امْتلأَ
بأغنياتٍ عن حدائقِ المدى المعلقاتِ
عند بابلِ الندى
وقصة الهَداهد التي نامَتْ
على أسرّةِ النسيمِ
في سَبَأ
ولم تَبُحْ بِسِرِّها
ولم تُذعْ نَبَأْ
في مَشْيِها نعومة الهديلِ
مِنْ يمامةٍ يلفها الطَرَبْ!!
في خطوها غزالةٌ تميس
فوقَ عُشبةِ الأصيلِ
تَقْتفي آثارَ سَوْسنٍ هَرَبْ
تبَّتْ يدا البنت التي
أغرت فتًى
فغاب ثم ذابَ
ثمَّ لم يَتُبْ
عن حتْفِهِ
ولم يَكُنْ سوى غمامة
تقطّر الأعنابَ في سُهولِها
وترسلُ العذابَ هادرًا
إلى سهولِهِ
وترشق التَّعَبْ
لم يُغنِ عنه عشقهُ
ولا البَروق يصطلي بِنارِها
ولا بريق فضة الرَوحِ
ولا زمرد الضلوع
عندما تضيء كاللهبْ
ولا القصائد الذَهَبْ
أضاعَ عمرَهُ سُدى
وباء بالخسرانِ مرة
ومرة
وما كَسَبْ!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى