سارة شرف الدين - ألوان طيف على مآقي الخالة.. قصة قصيرة

ابتدات كراهيتي لخالتي الهيفاء خمرية اللون فاتنة الابتسامه مجدولة الضفائر منذ سنوات عمري الاولى تحديدا عندما اخبرتني عمتي انها زغردت بصوت مرتفع واحتضنت امي عندما جاء خالي الصغير راكضا ليعلن وفاة والدي !لم استوعب الموقف جيدا كيف يموت ابي وتفرح خالتي وتبكي امي في صمت دون ان تزجرها .. صحيح ان والدي كان طليقها الا انه يظل والدي .. اخبرتني عمتي بذلك عندما كنت في الصف الاول الابتدائي ومن يومها وانا اكرهها لم يشفع لها عندي انها كانت تحبني بجنون وهي اول من حملني بين ذراعيه حين ولدت وكثيرا مامررت بها دون القاء التحيه فتهز راسها وتلمع دموع خفية داخل عيونها تنعكس مع طيف الشمس لتشكل الوان سرعان ما انسحب فبل هطولها وحتى بعد ان بلغت عمر الرجال لم تتغير نظرتها الملونه لي فكثيرا ما ممرت بها في طريقي من بيت امي التي تزوجت من كبير التجار الى الجامع مرتديا جلبابا ناصعا فتتبعي بعين دامعه وهي تردد اذكار الحفظ وتمائم العين والحسد الى ان اغيب عن عيونها .ربما لم اعرف كم كنت قاسيا معها الا بعد ان كثر جلوسي مع الصبيه من حولي وسمعت الكثير عن قسوة ابي وطلاقه لامي من اجل الزواج بصديقة العمه الثريه وسرعان ماهدد امي باخذي عندما سمع برغبة كبير التجار بها كزوجه .. لذا زغردت خالتي واحتضنت امي عند وفاة ابي .. شعرت برغبة قويه في ضمها فاتجهت مع بزوغ الشمس نحو بيتها كنت اعرف انها في هذا الوقت تكون مع عنزاتها لجلب الحليب .. توقفت خلفها ارقب الشيب الذي بدا يغزو جدائلها الحالكه التفتت نحوي في بطء لتواجهني بعيون انعكست داخلها الشمس مكونه اطياف لم اهرب قبل هطولها بل شاركها بعيون افتقدت كثيرا حضنها ورائحتها .

قصص قصيرة سودانية: سارة شرف الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى