لوّحي بالمرايا التي في عيونكِ
حتى يعود النهارْ
ساكبا نورهُ في ليالي الحصار
باعثا وردهُ في الأغاني التي
نسيتها الفصولُ
ومشتعلاً في انحطافِ المدارْ
حالماً بالبلاد التي (تتقاعدُ)
في آخر الليل منذ نفاها التتارْ
ومنذ سباها الكبارْ
ولم يستطعْ أن يردَّ الشبابَ
إليها الصغارْ
ومازال تكوى معاصمها
غابة من قيودٍ
فإن خرجت من إسارٍ
يعودُ إليها إسارْ
وها هو قلب الفتى المستطارْ
قابعٌ في جحيم النبوءاتِ
يمضغُ أوجاعهُ
يتجرع في يأسهِ
حنظلَ الانتظار
خارجا من قرون الغبارْ
داخلاً في قرون الغبار
سائلا عنكِ طير البراري
وريح المسافاتِ
موج البحار
حاملاً شوقهُ
للدروب التي قطعتها
خطاكِ هنا.. والتي أغلقتْ دونهُ
والنجوم التي قطفتها يداكِ
وأضحتْ حجارْ
إنه يتداوى بذكركِ
منذ سطوع الحقيقةِ
حتى غروبِ الديار
ومنذ شروق الطفولةِ
حتى مدى الاحتضارْ
فمن لليتامى
يبيتون في ظلمةِ الليلِ
يرجون غيثك
لا غيثَ إلا إذا أمطرتْ مقلتاكِ
ففاضتْ ينابيعُ كل السهولِ
بهذي العيونِ الغِزار
وها نحن موتى
نُراقبُ فجركِ
هل يقبل الفجرُ من حُلكةٍ
تستثيرُ الجنون
وتشعلُ هذا السُّعارْ
توِّحي بالمرايا..
لنعرف أين الطريقُ
إلى حلمكِ المرتَجىَ
كي يعودَ إلى حقلنا
الاخضرار
سأمضي إلى آخر الحُلم
أتبعُ ما قد يفوحُ من العطرِ
ما قد يلوحُ من النهرِ
ما قد يبين من السّرِ
حتى نهاية هذا الفرار
لعلي ألاقيكِ
عند انعطافِ الربيعِ
وعند اكتمال الهوى في القلوبِ
وعند انتثار البذارْ
لعلي أُلاقيكِ
قلب طفلٍ
يحاولُ أن يقهر اليُتم بالعزم
واليأس بالحلم
والموتَ بالأمنيات الكثارْ
لعلي ألاقيكِ..
في النهرِ
في البحرِ
في العشبِ
وسط الأُوارْ
سأمضي.. إلى آخر القهرِ
حتى ألاقيكِ
ننهض من قبوِ هذا
المساء المعلق في الريح
في قبضة الاصفرار
ليبدأ عصركِ
هذا الذي قد أقمنا
انتظرناه
منذ توارتْ عيونُكِ
خلف الغيوم
ومنذ تطاول للنجم
هذا الجدار
ومنذ تهاوت خيولُ المسراتِ
للانحدار
لينصرمَ الليلُ
تأتي الدفوفُ
تزفكِ في لحظة الانتصار.
محمد إبراهيم أبوسنة
فبراير 2001
حتى يعود النهارْ
ساكبا نورهُ في ليالي الحصار
باعثا وردهُ في الأغاني التي
نسيتها الفصولُ
ومشتعلاً في انحطافِ المدارْ
حالماً بالبلاد التي (تتقاعدُ)
في آخر الليل منذ نفاها التتارْ
ومنذ سباها الكبارْ
ولم يستطعْ أن يردَّ الشبابَ
إليها الصغارْ
ومازال تكوى معاصمها
غابة من قيودٍ
فإن خرجت من إسارٍ
يعودُ إليها إسارْ
وها هو قلب الفتى المستطارْ
قابعٌ في جحيم النبوءاتِ
يمضغُ أوجاعهُ
يتجرع في يأسهِ
حنظلَ الانتظار
خارجا من قرون الغبارْ
داخلاً في قرون الغبار
سائلا عنكِ طير البراري
وريح المسافاتِ
موج البحار
حاملاً شوقهُ
للدروب التي قطعتها
خطاكِ هنا.. والتي أغلقتْ دونهُ
والنجوم التي قطفتها يداكِ
وأضحتْ حجارْ
إنه يتداوى بذكركِ
منذ سطوع الحقيقةِ
حتى غروبِ الديار
ومنذ شروق الطفولةِ
حتى مدى الاحتضارْ
فمن لليتامى
يبيتون في ظلمةِ الليلِ
يرجون غيثك
لا غيثَ إلا إذا أمطرتْ مقلتاكِ
ففاضتْ ينابيعُ كل السهولِ
بهذي العيونِ الغِزار
وها نحن موتى
نُراقبُ فجركِ
هل يقبل الفجرُ من حُلكةٍ
تستثيرُ الجنون
وتشعلُ هذا السُّعارْ
توِّحي بالمرايا..
لنعرف أين الطريقُ
إلى حلمكِ المرتَجىَ
كي يعودَ إلى حقلنا
الاخضرار
سأمضي إلى آخر الحُلم
أتبعُ ما قد يفوحُ من العطرِ
ما قد يلوحُ من النهرِ
ما قد يبين من السّرِ
حتى نهاية هذا الفرار
لعلي ألاقيكِ
عند انعطافِ الربيعِ
وعند اكتمال الهوى في القلوبِ
وعند انتثار البذارْ
لعلي أُلاقيكِ
قلب طفلٍ
يحاولُ أن يقهر اليُتم بالعزم
واليأس بالحلم
والموتَ بالأمنيات الكثارْ
لعلي ألاقيكِ..
في النهرِ
في البحرِ
في العشبِ
وسط الأُوارْ
سأمضي.. إلى آخر القهرِ
حتى ألاقيكِ
ننهض من قبوِ هذا
المساء المعلق في الريح
في قبضة الاصفرار
ليبدأ عصركِ
هذا الذي قد أقمنا
انتظرناه
منذ توارتْ عيونُكِ
خلف الغيوم
ومنذ تطاول للنجم
هذا الجدار
ومنذ تهاوت خيولُ المسراتِ
للانحدار
لينصرمَ الليلُ
تأتي الدفوفُ
تزفكِ في لحظة الانتصار.
محمد إبراهيم أبوسنة
فبراير 2001