زكي المحاسني - آذار أمي.. شعر

الورد لا وردي ولا زهري = زهر الربيع الفائح النَّشْر
غنيت والأحزان مائجة = تهتاج مثل البحر في صدري
أهل الهوى قاموا لنزهتهم = دوني وهم يدرون ما عذري
وأتيت مهدوماً منهنهة = عيني بكاً ودنوت من قبر
فنثرت أساً فوقه وهمي = دمعي على أوراقه الخُضر
أمي بهذا القبر هادئة = وأنا فُجعت بها على الدهر
مَثَّلتُ آذاراً لا نعته = بالشعر فاستعصى على الشعر
فوصفته بالوهم أهمسُه = معنى أدقَّ كلمعة الفكر
ناجيت فيه الريح صافرة = والغصن منعطفاً على النهر
ورأيت في غلوائه أسفاً = كم يزهد الإنسان أو يغري
وأصخت للأطيار فاندفعت = كفى على قارورة الخمر
أسكرت آلامي لأسكنها = يا ليت لا تصحو من السكر
شرْخ الشباب حملت رائقة = وغداً يسير بمهيع العمر
هو مثل آذار على سَفرِ = لكن بلا عَوْد من السَّفر
آذار سرُّ الحب في يده = أفضى به في مطلع الزهر

زكي المحاسني
أستاذ الآداب العربية بتجهيزية دمشق ودار المعلمين


مجلة الرسالة - العدد 37
بتاريخ: 19 - 03 - 1934

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى