جيلي عبدالرحمن - قصيدة عبري.. شعر

أحن إليك ياعبري حنينا ماج في صدري
وأذكر عهدك البسام عهد الظل في عمري
تطوف بخاطري الذكرى من الأعماق من غوري
وتبدو في بهاتتها كطيف خالد يسري
عليه غلالة سوداء ذابت في رؤى الفجر
طيوف لست أنساها ورب يعافها غيري
أنا ظمآن ياعبري إلى الأمواه والطير
إلى كثبانك الغرقى هناك بحافة النهر
يذهبها سنا الشمس بأكوام من التبر
ونخلك رامق النظرات ملء السفح والجسر
يطل على ربى النيل ويحمل أطيب التمر
غذاء دائم حلو لنا في البرد والحر
وأطباق مبعثرة على أكواخك السمر
تلألأ مثل آمال نمت في جدبه القفر
وخلف جبالك الثكلى عتاة الجن والشر
والغاز ..... تحير عالم الفكر
تخوفني بها أمي تقول طويلة الشعر
وأرجلها من الطين وأعينها من الجمر
وساقية مرنحة تجرجرها قوى الثور
تدلت أذنه تعبا من الإنهاك والسير
ويمشى خلفه الفلاح وهو مقوس الظهر
تغيم بعينه الدنيا ويلعن ذلة الفقر
وتجثم خلفها الأخرى وتشكو قسوة الهجر
أجل قد ماتت الأبقار والمحصول لايغري
ونجري نحن أغرارا ونلقي الطوب في البئر
ونبني كوخنا المختار بالطين وبالصخر
فمأدبة بلا خبز وزيجات بلا مهر
ويوم غرقت في النهر وأختي ولولت تجرى
وصاح الناس من هول وماج الجمع في ذعر
وأنقذني من الموت فتى قد هاله أمري

أكلنا لحم تمساح وذقنا أرنب البر
وعيشا قد عرفناه حثالات من البر
نجهز ذبحة الضان لعيد الفطر والنحر
فنشبع فيهما لحما ونعطي البعض للغير

أنا ظمآن يا قلبي إلى صاي إلى عبري
إلى عنزاتي الصغرى إلى ليلاتي الغر
أقضيها بلا قيد مع الأطفال والبدر
سذاجات وأخيلة تظللها يد الطهر
نشاوى مثل أسماك تعوم برائق النهر
حنيني جارف عات برغم المسلك الوعر
تراثي كيف أنساه وقد أودعته عبري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى