نوزاد جعدان جعدان - في أوقات الفراغ يبيع الحمام.. شعر

1
لم يكن أبي يصدّق أنّي أهرب من المدرسة
ولا أصدقاءه حين يخبرونه: " ابنك كسلان"
أبي لم يكن يعلم أني أكره مدّرس الرياضيات
الذي يحوّل أسماء الشهداء إلى إحصاءات ولوغارتم
ومدرّس الجغرافيا وهو يعلّق فوق خريطة رؤوسنا صور الطغاة
ومدرّس الرياضة الذي كان يطردني من الحصة
لأنّي لا أملك بدلة رياضة
ومُدرّسة الرسم وهي تدفعني لأقف عند سلة المهملات
مهملاً هكذا كي أكون في دفاتر الطلاب لوحة
فقط لأني لا أملك علبة تلوين
كنتُ أكرههم جميعا وللصدق لم أكن أكره الوطن
أهربُ من المدرسة
وانتظر لأراها وهي تخرج من مدرستها
تنظرُ إلي
كي تقتل كل الطغاة في عيني
وترسم لي خريطة إلى الصدق الذي فقدته في مدرستي
وحين تبتسم بوجهي أعدّ الغيوم في السماء
كمعادلة أنسى فيها كل المطر الذي بلل ثيابي
أركض سعيدا و سريعاً جدا بجزمتي الكبيرة
حتى من دون حذاء رياضي

2
عندما كنت صغيراً كان جارنا صيّادا
أذهب وراءه واجمع الخراطيش الفارغة من بارودته
لأدفنها تحت الأرض
كانت هواية ربما
أو ربّما كي أغلق عيون الأمهات عن بنادق العالم
الآن وبعد زمن تقف العصافير على قبره
نسيتُ أن أقول يا أبي
ليتَ لي ذاكرة عصافير قريتنا ....

3
عندما قال لي أبي
اِذهب إلى النهر واِملأ كل جِرارك
ولا تعدْ
أبدا لا تعدْ
إلا وأنت ممتلئ بالماء
كي تسقي هذه العائلة العطشى
أخذتُ معي كل شيء
كل شيء
و لم أقبّل الفتيات الجميلات على الضفاف
ولم أشرب من ماء النهر
لأني ببساطة يا أبي أخذتُ كل شيء
و لكني نسيتُ فمّي

28-11-2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى