عبدالله شابو - الزَّمن الأوَّل، آفاق السعد.. شعر

مِْن ثُقبْ الشُبّاك تَداعَى صَوْتْ
شَهقةُ موسيقى
والصمتُ يُعِّرشُ في أرجاءِ البيتْ
ما أقسى أن تعرفَ لكنْ لا تَقوى أن تفعلْ
أن تُدركَ أنّ الوقتَ يَمرُّ ولا توقِفُهْ
فارغةٌ فارغةٌ كأسى والليلُ طويلْ
بالأمسِ دخلتُ السوقَ على غِرِّهْ
وأضبِعة وجهِ الحكمةِ في طابورِ الزيف
يامطر الصيفْ
غضِبتْ آلهةُ الدنيا لا تُمطر
ضَحَكَ الشاعرُ
يا أحبابَ القهوةِ ياأحبابْ
قلبي صحراء تمتدُ وتمتد
وصخورٌ ناتئةٌ سوداء
ضَحِكَ الشاعر
قالوا أسعدُ مِنْ وطأت قَدماهُ الارضْ
أحبابي
لو كان الحَزنُ دموعْ
لو أنّا بالعيِن نُحسْ
ما يبستْ في شَفةِ الشعرِ الغُنوة
لو كان الحزُن يشم
نَزَفت رئتاي الدّمْ
وطلعتُ عليكم
جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ
لكني أخجل أن تفضحني أَنّة
والدربُ طويل
والصبرُ على المكروهِ سلامة
أن نُضرب في الرمضاءِ ولا نكبو
أن نُشرقَ بالآلام ولا نَعبس
الكلمة يوقفها في شَفَتي مَحضُ حياء
يوقفها لو شئتم محضُ رياء
والشكوى أجهلها
لا تعرفني
ماذا يُرجى يا أحباب
شيخي قال الحب ثمين
والبهجةُ في رشفِ الشَّفةِ السفلى
في آنسةٍ صالحةٍ لا تعرفُ وجَه النومِ ولا تَكْرىَ
في كأسٍ تَمزِجُها هيفاءُ القَدْ
في الصمتِ المطبقِ
في الصمتْ
في جرحٍ يَتَفَّتحُ على الدنيا لا يَنْسَدْ
لكنَّ الملاح يقول
البهجةُ في فَكَ شراعِكَ للريحْ
في التطوافِ الأعشىَ
في جزرِ المجهول
طوّافُ أسيانٌ قلب الشاعر
والرحلةُ لا تلوي تَمْتدْ
نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السَعدْ
أحبابي
يا أحبابَ القهوةِ يا أحبابْ
نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السعد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى