محمد القاطوف - وطن مسجون.. شعر

وأنا أمضغُ الوَقت
وبعدَ انتظارٍ مُملٍ لعقاربِ السّاعة
وهيَ تَلسعُني
دونَ موعدٍ مُسبق

أرسمُ ذكرياتي بِعنايَة
مِنْ دونِ أقلامِ رَصاص
ولا حِبرَ ريشة
مسروقَ مِنَ السّماء

وبريشةٍ بَيضاءَ أمسحُ الظّلَ
دونَ ضَجيج
وأتوجسُ الكَونَ بإصبعٍ
مَبتورة
وأرى تِمثالَ الثّلجِ حافيَ القَدمينِ
يَتبعني

ويَصنعني تلابيبَ الوَقت
تحتَ ظلّهِ الخَافِتِ

أتذكرُ أنّي حلمتُ ذاتَ وَقت
ورسمتُ شيئاً ما
يؤلمني

ونَقشتهُ على وجهِ المَاء
واحتفظتُ بهِ
قبلَ أنْ أولد

حِينَها سَقطَ تِمثالُ الثّلج
ساجداً
أمامَ البُحيرة الزّجاجيّة


أتَذكرُ وأنا أبتعدُ مِنْ بُقعةِ الظّلام
و أرتَجفُ مِنْ الصّدمَة
فوقَ بُقعةِ الضّوء
و أرى أوراقَ الخَريفِ تتساقطُ
دونَ ضَجيجٍ
لكنّها لاتُشبهُ أطفالَ وَطني
عنّدما يَسقطونَ
وتَرسمُ أشلائَهم على الجّدران

لا أتذكّر الوَقت كمْ كانَ حِينَها
و أنا غائِبٌ في المَجهول
و لا أرى سوى انت

لكنّي أنحدرُ بِقسّوة
إلى مَتاهةِ الإنحسار
وإلى رُقعةٍ مُحاكة بِعناية
في رُكنِ الوَقت

مِنْ أركانِ الزّاوية المَثقوبَة
يَلسعُني سَهمٌ خَافِتٌ
ويَصدُمُني مَشهدُ المَوت
وهوَ يَجري إلينا
وتَرسمني بَعضَ الهُلالات
وأنا أدورُ في الفُلك
المَمنوع

ويُصفَعُني النَظرُ حِينَ أُحدِقُ
إلى الوَقت
كي لا أنتهي
و أُمسِكُ بِجذعِ الظّل

/محمد القاطوف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى