أحمد الجوماري - دعوة إلى الاحتراق!.. شعر

لمن تزغرد الحياةُ يا رفاقْ
لمن تزفّ أغنياتِها،، قُبلاتِها،، لمنْ،،
ونحن نزرع الدموعَ في دروب عمرنا
ونحصد الأحزانَ، والسأمْ
ونلعق الهزائمَ المريره
لنا،، لنا،، فلنوقدِ الشموعَ في كهوف ليلنا
ولنطوِ أمسَنا المجرّحَ اللهاثْ:
أمسَ التشرّدِ الطويلِ، في دروبٍ لا تُحدْ
أمسَ الكآبةِ، الجنونِ، والليالْ
أفعى مسلولة تقتات من ربيع عمرنا القصيرْ!
كدنا نشيخ في كهوف أمسنا، كدنا نشيخْ
ونحن بعثٌ، فجرٌ هادرٌ، أمواجٌ من عطاءْ

كنا نقولْ:
اللهُ ما أقسى صحراءنا البوارْ
صحراءَ الملحِ، والفراغ، والجنونْ
كنا نعيد غنوةً محروقةَ الصدى تقولْ:
إننا نصارع التيّارْ
بدون غايةٍ نحسّها في جدب يأسنا المريرْ
نصارع الأمواجَ، والأنواء، والإعصار

شراعُنا الصغيرْ
بالأمس شقَّ ثورةَ الرياحْ
ونحن فيه لهفةٌ مجنونةٌ إلى شواطئ الأمانْ
كنّا نسير في ظلام وحشيٍّ، أعمى غريبْ
عسى يلوح فجرُنا من أفقِ شاطئِ الأمانْ
عسى تشعّ في شراعنا أفراحُ عيدْ
عسى، عسى، ويشهق السؤالُ من عيوننا
لأين يا شراعَنا الكئيبْ؟
طريقنا بعيدةٌ، بعيدةٌ، فارجعْ بنا
فالرحلةُ المجنونة الرعناء أتعبتكْ
وكشّرتْ أضلاعُكَ المخنوقة الأنينْ!
ونحن فيكَ يا شراعَنا الحبيبْ
صرنا بقايا من رمادٍ، من عقولْ
تَحجّرتْ أوّاه لم تعد لنا عقولْ!
نحن الذين مات، انهدّ في عروقنا تَرقُّبُ الصباحْ
بالأمس صارعنا التيارَ في جنونْ
من أجل بعثٍ، فجرٍ غامضٍ يزعزع الظلامْ
لكننا كنا نسير في صحراءَ دون ظلْ
صحراؤنا ملحٌ، بوارْ
جرداءُ يبعث السرابَ في هجيرها
ونحن في أتّونها فراغٌ أجوف
أشياءُ دون معنىً، دون لونْ
كنا نقول يا صحابْ

كنا نعيدْ،،،
ونحن نزرع الدمارَ في الدروبْ
وننشر الأحزانَ في الطريقْ
ونقرع الكؤوسَ بالكؤوسْ
على نخب المأساةِ والندمْ،
كفى! لنلتفتْ! فدفقةُ العطاءْ
في عيوننا وفي قلوبنا ستغمر الجموعَ بالضياءْ
الله ما أحلى تعطّشَ النفوسِ للضياءْ
مرحى! فلنحرقْ عمرَنا للتائهين الجائعينْ
لهم لنشعلَ الشموعْ
فهم نجومُنا، وجودنا، وفجرُنا الأكيدْ
لنطوِ أمسَنا المجرّحَ اللهاثِ يا رفاقْ
ولتنبعْ من نفوسنا أمواجُ الخصبِ والعطاءْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى