أحمد عبد أحمد - رد فلسطيني على كهانا.. شعر

لن أرحل عن أرضي، يا حاخام «كهانا»،
أبدًا لن أرحلْ
هدِّدني ما شئتَ فحبي لبلادي
نهرٌ عن مجراه النابع من قلبي لا يتحوَّلْ
أعلنُ هذا الموقف في ثقةٍ أكبر من حجم العالمِ،
فأنا لستُ هنا
رقمًا في قائمةٍ السُيّاحِ،
من القدس إلى يافا أو حيفا يتنقّلْ
وأنا لستُ هنا
عضوًا ضمن فريقٍ جاء من المكسيكِ
ليلعب في «المجدلْ»

تشهد دائرةُ الصحة في القدسِ
بأني جئت إلى قريتي المسروقة من عامي الأولْ
وتؤكد أوراق الطابو،
أن أصابع جدّي كانت تعزفُ ألحان الخِصْب على المنجلْ
قبلَ وأثناء وبعد قيام «الكيبوتس» الأولْ
في وطني
أحببتُ جميع الأشياء، لأن الأشياء هنا
في وطني ، تبدو أجملْ
من شدة حبّي لترابي
يتساوى عندي طعم العسل الخالص والحنظلْ
أعوام الجدب أغازلها أبتسمُ طويلاً للمعولْ
وأطيِّب خاطر أشجاري المهزومة أُقْنعها
أن الإنتاج سيأتي في العام القادم أفضلْ
أبذل كل جهودي
حتى لا أصبح في «كندا» حمّالاً
أو بائع أقمشةٍ في «فنزويلا» يتجوَّلْ
حتى لا أحمل جنسية بلدٍ
يبصق في وجهي
حين أصير أنا أتفهَ من حبّة خردلْ

محكمةٌ أين «كهانا»؟ القاضي يسألْ:
- أين ولدتَ؟
- وماذا جئت هنا تفعلْ؟
- لن تجد وصايا تسمح بالقتل وحرْقِ العالم في الهيكلْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى