محمد أديب السلاوي - ويتحدثون عن إنجازات التنمية البشرية…

تقول الحكومات المغربية المتلاحقة مند عدة عقود، أنها تعمل من أجل التنمية البشرية، وأنها حققت من خلالها انجازات هامة، ساهمت في التحرر من عقال التخلف، وتقول أنها بالتنمية البشرية واجهت/ تواجه ارتفاع معدلات البطالة والفقر والأمية وكل الأمراض الاجتماعية الأخرى.

ولأن التنمية البشرية تعني في المفاهيم الحضارية، التطور والتغيير والتقدم والانفتاح على المعرفة والعلم، وتعني أيضا بناء المواطن وفق مطامحه الحالية والمستقبلية، نجد أن المسافة مازالت بعيدة ما بين ما صرحت / تصرح به الحكومات المغربية وواقع التنمية البشرية كما حددت مفاهيمها القواميس الأكاديمية الدولية.

التنمية البشرية تعني في المنظور الحضاري، بناء الإنسان، وهذا البناء لا يتكئ فقط على الدعائم المادية، ولكنه أساسا يقوم على التربية والتعليم والثقافة.

من هذه الزاوية فقط نسال حكوماتنا المتعاقبة،التي تقول إنها اشتغلت علي التنمية البشرية، وأنفقت عليها الملايير، ماهي المناهج الدراسية والعلمية والسياسات الثقافية التي أعدتها لبناء المواطن المغربي ليكون قادرا على إدراك حقيقته وعلى التغيير نحو الأفضل وهو ما تهدف إليه هذه التنمية.

لا ندري هل تعلم هذه الحكومات، أن لا استقامة ولا نجاح للتنمية البشرية، إلا من خلال إستراتيجية تربوية وسياسة ثقافية تطال كل نواحي الحياة الاجتماعية، الإعلامية، البيئية، وهي الاستراتيجيات والسياسات التي مازالت غائبة عن ديارنا.

أن الفكر التنموي في عصر العولمة، يولي المسالة الثقافية اهتماما خاصا، باعتبارها الشرط الأساسي والضروري لتجاوز التعثرات التي تواجه التنمية البشرية، وهو ما يتطلب وضع الثقافة في صميم السياسات الحكومية ،كشرط مسبق لتحقيق الأهداف المرجوة من التنمية البشرية.ذلك لان الثقافة القائمة على الإبداع والفن والدين والفكر والفلسفة والعادات والتقاليد والطقوس والأعراف وعلى الصنائع والبدائع،هي كل الإنتاجات المعنوية التي تساهم في تنمية الإنسان عقليا وذهنيا ووجدانيا، وبالتالي هي الأهداف التي تسعى إليها التنمية البشرية.

مع الأسف الشديد، نحن ما زلنا من أكثر الدول بعدا عن تحقيق أهداف التنمية البشرية،لأننا من أكثر الدول بعدا عن وضع الثقافة في موقعها من السياسة التنموية، ولأننا مازلنا في أمس الحاجة إلى مراجعة مفاهيمنا للثقافة وللتنمية البشرية..... ولا ندري متى يحدث ذلك.

أفلا تنظرون.... ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى