رضا عبد الرحيم - كرسي بدران..

ذو مسندُ عريض بائس..بثقوب هندسية مهشمة.. تلاشى بعضها. وقوائم مشققة.. منخوره وكتعاء. قاعدتهُ بلون رصاصى كالح، لم تخل من مزق أو خرق. حشوها من قش مهوش.. يحاول أن يهرب من فتحات جلده المشقق. أما عن الطبع! فهو ردىء الطبع كصاحبه.. يتأوه ويسعل يسب ويسخط مثله، وكأنهما وجدا معًا على قارعة الطريق..لا أحد يدرى.. من منهما وجد الآخر؟ أو إلى أى عالم ينتسبان؟

خمسون عامًا أو يزيد من العِشرة.. معًا فى كل مكان.. وفى كل ظرف.. يقاومان عواصف الحياة.

يتذكر كيف أستخدمهُ صاحبهُ فى معارك الشباب.. وإنتصاراتها الزائفة.. عدد المرات التى رفعه فيها إلى أعلى.. قابضًا بأسنانه على رأس مسنده.. راقصًا عند مرور زفة فرح أو عفش أو طهور.

تخطت شهرتهما الحى الشعبى إلى الأحياء المجاوره. ينتظر الخلق يوم المولد كل عام ليتابعا عرضهما الأشهر.. إكرامًا لصاحب المولد وضيوفه. حيث يخطف القلوب والأنظار.. فصاحبه هو الوحيد القادر على الوقوف فوق دراجته ذى العجلتين بثبات.. كأنه يمتطى صهوة جواد جامح.

تشاركا معًا فى الملذات,فما زال بداخل كليهما عبق وتأثير الدخان “الأزرق”، وعطن رائحة “البيره”، وذكريات مجد وفخار تملأ الكتب والجرانين، وتغنى على الربابة فى قبلى وبحرى.. على حد قوله.

شيخوخته ترعب المارة !! توحى برحيل وشيك.. ونهاية لا مفر منها.. على رصيف آخر.. فى عالم آخر.. ربما لا يحمل لكليهما الأفضل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى