لويز آكرمان - كتابي.. شعر - تعريب : محمد الصالح الغريسي

أنا لم أعد أمنحكم على كلّ لحن من الألحان
سوى صرخات غاضبة و قواف جسورة.
نعم ! و لكنّي حين استمعت إليّ، تساءلت إن كنتم ستصابون بالشّحوب؟
إن كنتم و قد فاجأكم بريق قريحتي الحمقاء، ستلعنون هذا الصوت الجهوريّ الحادّ
الّذي جعلكم تجفلون؟

فأنا حين أرتقي إلى مثل هذه الملاحظات،
لا أدّعي جرح القلوب و الأسماع.
فلا خوف حتّى على أكثرهم قلقا
لأنّ نبرة اليأس هنا هي و لا شكّ سيّدة الموقف،
غير أنّي لم أسحب هذه الأصوات من صدري
لمجرّد متعة التّجديف.

كيف للحريّة أن تطلق جام غضبها؛
في كلّ مكان ضدّ جهد أخطاء تحصل مرّة كلّ القرن؛
فالحقيقة تسعى جاهدة أن تفتح لنفسها طريقا؛
و سوف لن أكون طرفا في هذه المأساة الكبرى؟
كيف ! و هذا القلب الّذي ينبض هنا، ليكون قلب امرأة،
أليس هو على الأقل قلب إنسان؟

هل الذّنب ذنبي إذا كان ثمّة في هذه الأيّام المحمومة
أسئلة حارقة تتزاحم على شفتي؟
إذا كان ربّكم يصرّ أن يلهمني الشّكوك؟
إذا كانت الطّبيعة هي الأخرى تتّخذ لها ألوانا جنائزيّة،
و إذا كنت في زمني هذا، أشعر بقشعريرة تدبّ على طول عمودي الفقري؟

منذ زمن طويل و أنا لعبة في يد الرّياح و الأمواج المتلاطمة،
سفينتي، يتسرّب إليها الماء من كلّ الجوانب، فتغرق.
وحدها الصّاعقة ما تزال تردّ على إشاراتها.
و هي تراها عرضة للخطر، بعيدة عن أيّ مرفئ،
و عوض أن أغلق على نفسي مرتجفة في عمق السّفينة،
قرّرت أن أصعد إلى ظهرها.

و بمعزل، لكن منتصبة القامة، وقفت هنا أتأمل..
أتأمّل الأمواج في سريرها الرّحب و هي تعبث بجنون.
ثمّ، و أنا أتوقّع الغرق و الموت القريب،
و خطر الحرمان من رحمة الكنيسة، و التّعرّض إلى تأنيبها،
هكذا مسكت كتاب روحي هذا بكلتا يديّ، و ألقيت به إلى البحر.

لقد كان كنزي الفريد، جمّعنه صفحة صفحة.
و ها أنا ذي أتركه يختفي معي في أعماق بحر بلا شاطئ،
و لم يكن بوسعي أن أتقبّل ذلك.
و بالرغم من التيّار الّذي يجرفه أو يعيقه،
كان عليه أن يتماسك، أن يطفو مع الحطام فوق هذه الأمواج الّتي سوف تغمرني.

لويز آكرمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى