دراسات في التراث لامية العرب للشنفري


(علموا اولادكم لامية العرب، فانها تعلمهم مكارم الاخلاق)
عمر ابن الخطاب


أقيمـوا بنـي أمِّـي، صُـدُورَ مَطِيِّكـم = فإنـي، إلـى قـومٍ سِواكـم لأميلُ
فقد حُمَّتِ الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ = وشُدَّت، لِطياتٍ، مطايـا وأرحُلُ
وفي الأرض مَنْأىً، للكريم، عن الأذى = وفيها لمن خاف القِلى مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ = سَرَى راغباً أو راهباً، وهـو يعقلُ
ولي ، دونكم، أهلـونَ: سِيْـدٌ عَمَلَّـسٌ = وأرقـطُ زُهْـلُـولٍ وَعَـرفـاءُ أجْـيـلُ
هم الأهـلُ. لا مستـودعُ السـرِّ ذائعٌ = لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكـلٌّ أبـيٌّ ، باسـلٌ . غـيـر أنـنـي = إذا عرضـت أولـى الطـرائـدِ أبـسـلُ
وإن مُدَّتْ الأيدي إلـى الزاد لـم أكن = بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القـومِ أعجـلُ
ومـاذاك إلا بَسْـطَـةٌ عــن تفـضـلٍ = عَلَيهِـم ، وكنـتُ الأفضـلَ المتفـضِّـلُ
وإنـي كفانـي فَقْـدُ مـن ليـس جازيـاً = بِحُسنـى ، ولا فــي قـربـه مُتَعَـلَّـلُ
ثلاثـةُ أصـحـابٍ: فــؤادٌ مشـيـعٌ، = وأبيـضُ إصليـتٌ ، وصفـراءُ عيطـلُ
هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها = رصائعُ قـد نيطت إليها، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهـمُ، حَنَّتْ كأنها = مُرَزَّأةٌ، ثكـلى، تـرِنُ وتُـعْوِلُ
ولستُ بمهيافِ، يُعَـشِّى سَـوامهُ = مُجَدَعَةً سُقبانـها، وهـي بُـهَّـلُ
ولا جـبـأ أكـهـى مُــرِبِّ بعـرسِـهِ = يُطالعهـا فـي شأنـه كـيف يفـعـلُ
ولا خَــرِقٍ هَـيْـقٍ ، كــأن فُــؤَادهُ = يَظَـلُّ بـه الكَّـاءُ يعـلـو ويَسْـفُـلُ
ولا خـالـفِ داريَّـــةٍ ، مُـتـغَـزِّلٍ ، = يروحُ ويـغـدو، داهـناً، يتكحـلُ
ولـسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دُونَ خَـيـرهِ = ألفَّ ، إذا مـا رُعَتـه اهتـاجَ ، أعـزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحـت = هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعـزُ الصَّـوَّان لاقـى مناسـمـي = تطـايـر مـنـه قـــادحٌ ومُـفَـلَّـلُ
أُدِيـمُ مِطـالَ الجوعِ حتى أُمِيـتهُ = وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحـاً فأذهَـلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ = عَلـيَّ من الطَّوْلِ امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم، لـم يُلْـفَ مَشربٌ = يُعـاش بــه ، إلا لـديِّ ومأكلُ
ولكـنَّ نفسـاً مُــرةً لا تقـيـمُ بــي = علـى الضيـم ، إلا ريثـمـا أتـحـولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا كما انطوتْ = خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتـلُ
وأغدو على القـوتِ الزهيـدِ كمـا غدا = أزلُّ تـهاداه التَّـنـائِـفُ أطحـلُ
غدا طَاويـاً يعـارضُ الرِّيحَ هافياً = يخُوتُ بأذناب الشِّعَـاب ويعْـسِـلُ
فلمَّـا لـواهُ القُـوتُ مـن حيـث أمَّـهُ = دعــا ؛ فأجابـتـه نظـائـرُ نُـحَّــلُ
مُهَلْهَلَـةٌ ، شِيـبُ الـوجـوهِ ، كأنـهـا = قِــداحٌ بكـفـيَّ يـاسِـرٍ ، تتَقَـلْـقَـلُ
أوالخَشْـرَمُ المبعـوثُ حثحَـثَ دَبْــرَهُ = مَحَابيـضُ أرداهُـنَّ سَــامٍ مُعَـسِّـلُ
مُهَرَّتَـةٌ فُــوهٌ كــأن شُدُوقـهـا = شُقُـوقُ العِصِـيِّ ، كالـحـاتٌ وَبُـسَّـلُ
فَضَـجَّ ، وضَجَّـتْ بِالبَـرَاحِ كـأنَّـه = وإيـاهُ ، نـوْحٌ فـوقَ عليـاء ، ثُكَّـلُ
وأغضى وأغضتْ واتسى واتَّسـتْ بـهِ = مَرَاميلُ عَزَّاها وعَزَّتـهُ مُرْمِـلُ
شَكا وشكَتْ ثم ارعوى بعـدُ وارعـوت = ولَلصَّبرُ إن لم ينفـع الشكـوُ أجمـلُ
وَفَـاءَ وفـاءتْ بــادِراتٍ ، وكُلُّـهـا = علـى نَكَـظٍ مِـمَّـا يُكـاتِـمُ ، مُجْـمِـلُ
وتشربُ أسآرِي القطـا الكُـدْرُ بعدمـا = سـرت قربـاً أحنـاؤهـا تتصلصـلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّـتْ وابتدرنـا وأسْدَلَـتْ = وَشَـمَّـرَ مِـنـي فَــارِطٌ مُتَـمَـهِّـلُ
فَوَلَّيْـتُ عنهـا وهـي تكبـو لِعَـقْـرهِ = يُباشـرُهُ منـهـا ذُقــونٌ وحَـوْصَـلُ
كـأن وغـاهـا ، حجرتـيـهِ وحـولـهُأ = ضاميـمُ مـن سَفْـرِ القبائـلِ نُـزَّلُ
توافيـنَ مِـن شَتَّـى إليـهِ فضَمَّـهـا = كمـا ضَـمَّ أذواد الأصـاريـم مَنْـهَـل
فَعَبَّـتْ غشاشـاً ثُـمَّ مَـرَّتْ كأنهـا = مع الصُّبْحِ ، ركبٌ من أُحَاظـة مُجْفِـلُ
وآلـف وجـه الأرض عنـد افتراشهـا = بـأهْـدَأ تُنبـيـه سَنـاسِـنُ قُـحَّـلُ
وأعـدلُ مَنحوضـاً كــأن فصُـوصَـهُ = كِعَـابٌ دحاهـا لاعـبٌ، فهـي مُـثَّـلُ
فـإن تبتئـس بالشنـفـرى أم قسـطلِ = لما اغتبطتْ بالشنفـرى قبـلُ، أطـولُ
طَرِيـدُ جِنايـاتٍ تيـاسـرنَ لَحْـمَـهُ = عَقِيـرَتُـهُ فــي أيِّـهـا حُــمَّ أولُ
تنـامُ إذا مـا نـام يقظـى عُيُونُهـا = حِثـاثـاً إلــى مكـروهـهِ تَتَغَـلْـغَـلُ
وإلـفُ همـومٍ مــا تــزال تَـعُـودهُ = عِياداً كحمـى الرَّبـعِ أوهـي أثقـلُ
إذا وردتْ أصدرتُـهـا ثُــمَّ إنـهــا = تثوبُ فتأتي مِـن تُحَيْـتُ ومـن عَـلُ
فإمـا ترينـي كابنـة الرَّمْـلِ ضاحيـاً = علـى رقــةٍ أحـفـى ولا أتنـعـلُ
فأنـي لمولـى الصبـر أجتـابُ بَـزَّه = على مِثل قلب السَّمْـع والحـزم أنعـلُ
وأُعـدمُ أحْيانـاً وأُغـنـى وإنـمـا = ينـالُ الغِـنـى ذو البُـعْـدَةِ المتـبَـذِّلُ
فـلا جَـزَعٌ مــن خِـلـةٍ مُتكـشِّـفٌ = ولا مَــرِحٌ تـحـت الغِـنـى أتخـيـلُ
ولا تزدهـي الأجهـال حِلمـي ولا أُرى = سـؤولاً بأعـقـاب الأقـاويـلِ أُنـمِـلُ
وليلةِ نحـسٍ يصطلـي القـوس ربهـا = وأقطـعـهُ الـلاتـي بـهـا يتـنـبـلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغـشٍ وصحبتي = سُعارٌ وإرزيزٌ وَوَجْرٌ وأفكُلُ
فأيَّمـتُ نِسـوانـاً ، وأيتـمـتُ وِلْــدَةً = وعُـدْتُ كمـا أبْـدَأتُ، والليـل ألـيَـلُ
وأصبح ، عنـي ، بالغُميصـاءِ ، جالسـاً = فريقـان: مسـؤولٌ، وآخـرُ يـسـألُ
فقالـوا : لقـد هَـرَّتْ بِلـيـلٍ كِلابُـنـا = فقلنا: أذِئـبٌ عـسَّ؟ أم عـسَّ فُرعُـلُ
فلـمْ تَـكُ إلا نـبـأةٌ ، ثــم هـوَّمَـتْ = فقلنـا قطـاةٌ رِيـعَ ، أم ريـعَ أجْــدَلُ
فـإن يَـكُ مـن جـنٍّ ، لأبـرحَ طَارقـاً = وإن يَكُ إنسـاً ، مَاكهـا الإنـسُ تَفعَـلُ
ويومٍ مـن الشِّعـرى ، يـذوبُ لُعابـهُ = أفاعيـه ، فـي رمضـائـهِ ، تتملْـمَـلُ
نَصَبْـتُ لـه وجهـي ، ولاكـنَّ دُونَــهُ = ولا سـتـر إلا الأتحـمـيُّ المُرَعْـبَـلُ
وضافٍ ، إذا هبتْ لـه الريـحُ ، طيَّـرتْ = لبائـدَ عـن أعطـافـهِ مــا تـرجَّـلُ
بعيـدٍ بمـسِّ الدِّهـنِ والفَلْـى عُـهْـدُهُ = له عَبَسٌ، عـافٍ مـن الغسْـل مُحْـوَلُ
وخَرقٍ كظهـر التـرسِ ، قَفْـرٍ قطعتـهُ = بِعَامِلتيـن، ظـهـرهُ لـيـس يعـمـلُ
وألحـقـتُ أولاهُ بـأخـراه ، مُـوفـيـاً = علـى قُنَّـةٍ، أُقعـي مِــراراً وأمثُـلُ
تَرُودُ الأراوي الصحـمُ حولـي ، كأنَّهـا = عَـذارى عليـهـنَّ الـمـلاءُ المُـذَيَّـلُ
ويركُـدْنَ بالآصـالٍ حولـي، كأنني = مِن العُصْمِ، أدفى ينتحـي الكيـحَ أعقـلُ





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة "لامية العرب" لها عدة شـروح منها:

1- "لمحمد بن يزيد المبرّد"(ت 285هـ)، طبع
2- و"لأبي العباس أحمد بن يحيى الشيباني" المشهور بـ: "ثعلـب"(ت 291هـ)
3- و"لابن دريـد"(ت 321هـ)
4- و"ليحيى بن علي التبريزي"(ت 502هـ)، طبع
5- و"لجار الله الزمخْشري"(ت 538هـ), سماه: «أعجب العجب في شرح لامية العرب»، طبع
6- و"لعبد الله بن الحسين العُكبَري"(ت 616هـ)، طبع
7- و"ليحيى بن حميدة بن ظافر الغساني الحلبي" الشهير بـ: "ابن أبي طيّ"(ت 630 هـ), سماه: "المنتخب في شرح لامية العرب"، مخطوط منه نسخة في الأسكوريال ، رقمها 314
8- و"لمحمد بن الحسن ابن ايلجك التركي" شرحه سنة 698هـ/ مخطوط بخط المؤلف في أيا صوفيا استانبول رقمها 3145
9- و"لمؤيد بن عبد اللطيف النخجواني" شرحه سنة 983هـ/ مخطوط في ليدن رقم: 2758/3
10- و"لأبي جمعة سعيد بن مسعود الماغوسي الصنهاجي المراكشي"(ت بعد 1016 هـ), سماه: "إتحاف ذوى الأرب بمقاصد لامية العرب", طبع بالمغرب في مجلد
11- و"لأبي الإخلاص جاد الله الغنيمي الفيومي الشافعيّ", سماه: "عنوان الأدب، بشرح لامية العرب", وضعه سنة 1101هـ / مخطوط في دار الكتب المصرية القاهرة رقم: أدب 195.
12- و"لأبي عبد الله محمد بن القاسم بن زاكور الفاسى المالكى"(ت 1121هـ), سماه: "تفريج الكُرب عن قلوب أهل الأدب في معرفة لامية العرب"، طبع
13- و"لأبي البركات عبد الله بن الحسين السويدي" البغدادي الشافعي(ت 1174 هـ), سماه: "رشف الضرب في شرح لامية العرب", ذكره صاحب"هدية العارفين"(1 / 483)
14- ولولده "زين الدين أبي الخير عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي"(ت 1200هـ), سماه: "سكب الأدب على لامية العرب", ذكره صاحب"هدية العارفين"(1 / 483)
15- و"لعطاء الله بن أحمد المصري الأزهري"(ت بعد 1188هـ), سماه: "نهاية الأرب في شرح لامية العرب", طبع
16- و"لسليمان بن عبد الله بن شاوي الحميري البغدادي" (ت 1209 هـ), سماه: "سكب الأدب على لامية العرب", مجلد مخطوط في خزانة الأوقاف ببغداد (الرقم: أدب 405) كتاب من تأليفه سنة 1178 عليه تقاريظ لعلماء عصره ذكره "الزركلي في أعلامه" (3 / 129)
17- و"لأحمد بن محمد بن إِسماعيل المعافى الضحوي التهامي"(ت نحو 1280 هـ), ذكره "الزركلي في أعلامه" (1 / 246)
18- و"للحسن بن أحمد بن عبد الله اليمني " المعروف بـ: "عاكش"(ت 1289 هـ, وقد رد عليه في مواضع منه العلامة "محمد محمود ولد التلاميد الشنقيطي" بكتاب: "إحقاق الحق وتبرئة العرب مما أحدثه عاكش اليمني في لامية العرب", وكتاب الشنقيطي مطبوع
19- و "لمحمد بابا الصحراوي الشنقيطي"(ت 1342هـ), مخطوط بخطه
20- و"لأبي حامد محمد المكيّ بن محمد الشرشالي البطاورى الرباطي"(ت 1355 هـ), سماه: "هامية الطرب في شرح لامية العرب", ذكره "الزركلي في أعلامه"(7 / 110
21- و"لحكمة بن محمّد شريف الطرابلسي" ذكره "الزركلي في أعلامه" [2 / 268]









لسماع قصيدة
الشنفرى
بعد التنزيل على الرابط التالي:لامية العــــــــــــرب

http://www.alwaraq.net/Audio/poem_2.m3u

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى