عامر الطيب - لا تستعمل كلمات سيئة في مثل هذا الوقت.. شعر

لا تستعمل كلمات سيئة في مثل هذا الوقت
مثل أن تقول أنا حزين
وأنت مصاب بصداع خفيف
إذ يفترض أن تقول أنا حزين
إذا وقفت وحيداً في توديع البشر و الأفلام مثلاً ..
أو تقول
مسافة الطريق و أصل
و أنت في مكان آخر
فيما ينبغي عليك أن تقول أنني أريد أن أعبر ..
أو تقول أنني أحبكِ
محاولاً أن تعيش سعيداً مع الوهم
و بإمكانك أن تقول:
لقد خلقتُك في السجن
و نسيتُ أن أخلق لكِ يداً لتفتح الباب !

...

أريد أن أفصل حياتي
التي لا أحتاجها
عن حياتي التي بإمكاني أن أهبها لأحد ما !

...

محرج بشكل يومي
كما تفكر البحيرة بالندم
و ذلك ثمن حبكِ الذي حاول أن يسعد العالم!

...

أفتح يديّ لأصلب الهواء الخفيف،
أنجز عملاً لأحب عدوي،
ألمس الفقاعة
لتصير نهراً !

...

عندما رأى الوحيد
أثر يدٍ في العتمة
وضع يده على الأثر
كأنه حاول أن يسند الجدار فقط!

...

منذ زمن بعيد
وأنا أراقب السفن المليئة بالمهاجرين
متى تصل السفن المليئة بالأخطاء ؟!

...

كيف سينبح الشاعر
لو كان كلباً ؟
يمد رقبته بحذر و يفعل ذلك ببطء
تاركاً الاخرين يفكرون بقلق
إن كان جائعاً أو خائفاً
أو متهوراً بسبب أضواء السيارات فقط؟
كيف سيعض الشاعر
لو كان كلباً ؟
سيدع الوقت يمر قبل أن يفكر بذلك
و سيغسل أسنانه بالدم ليشوش نظر العالم..
كيف سيتصرف مع الكلاب
البوليسية ؟
سيحاول أن يجعلهم أقل اهتماماً بالحقيقة
ليؤلف كتابه الأخير :
" كيف تصبح كلباً سائباً في خمسة أيام " !

...

لن نموت إذا لم نجد أحداً
يتحدث معنا عن المرح
أو عن السفر
أو يرافقنا إلى طريق مسدود..
لن نموت إذا نمنا
و نسينا الشبابيك مفتوحة
و دخلت علينا الحشرات و الأشباح
و كوابيس القتلى القدامى..
لكن ذلك لا يعني أننا سنموت
لأسباب أرفع مما نعرف
قد نموت لأننا كتبنا اسماً سيئاً على الجذع
أو لأننا شربنا دواء الجدة بالخطأ
أو لأن حياتنا بدت لنا عديمة الجدوى
أو مناسبة للندم على الأشياء!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى