صلاح عبد العزيز - حافة المدينة.. شعر

إنها امرأة
عمرها عمر زهرة
تسافر فى دم السحب والذكريات
تمر القرون إلى سمائها
تموت فى آخر الربيع
ويموت فى الربيع التالى من يمر من هنا
حتما سنمر من هنا
وبلا موت نموت
نلم
ضحكات سيد وسيدة من الذاكرة الحية
ضحكات امرأةٍ خضراء
من كتابٍ أخضر
فى منتصف زمان العالم
تمر أجساد
لا تستريح
عالقة فى فانوسها
تضئ نبض الجالسين
تبحث فى مدينة العسكر
فى التباس الناس
وحوائج كانت معها
لا تلين
يدها البيضاء
قماش فوق فتارين شمع
فر من مصنع الشمع على قدمين
من فضة الوقت
من أربع شهور كنا خمسة
والآن أصبحنا نصف العالم ،
هى نصف وأنا نصف
كلانا أنصاف فى أنصاف
فى جلوسنا فوق حافتها .

* زيارة للفراغ

الأيام تسير وحدها فى الفراغ
تبحث عن وقت سقط منها بلا تعمد
والزمن فى سيره المتوقف جعل الأشياء لا تشيخ ..
أى عذاب هذا التوقف
بلا احتضار أو مواليد جديدة
أو حركة مفاجئة للخلف أو الأمام
كأن يزورك وجه من الماضى
أو شجراً يكبر أو عصفوراً
يتجول فى حديقة لم تكن هنا ـ أبدا ـ
وبلا تعمد تتجدد الحياة فعلا
وتنمو الأغصان إلى أن ترى سنديانة
وآلاف الطيور تلتقط الأيام بمنقارها
فيلتئم الفراغ .
1

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى