فراشة رقيقة تطير من زهرة إلى أخرى ، تشبه الحلم ، ضحكاتها أجراس فرح تسحر الألباب و تشيع الفرح أينما حطت ، ناثرة عطرها الفواح في حارات الشام العتيقة ، ترنيمة قلب أمها حيث ترتلها نهار مساء ولسانها الذاكر لايفتر عن الدعاء لها ، سكنت في سويداء قلبها وتربعت على عرشه . قطعة موسيقى باذخة من روح أمها الحالمة وعالمها الأثير ، كلما خرجت تلعب في الحارة ، أحست بأن قلبها خطف منها ولاتطيق فراقها . رسمتها أمنية في خبايا روحها المتعطشة إلى الأمومة فتحقق الحلم بعد طول انتظار ، ولكم تمنت أن تخبئها في حنايا ضلوعها فتتنفس عبير شذاها .
السماء تنذر بوقوع خطب ما ، غربان الشر مازالت تحوم فوق المكان وتسقط حمم الموت ، تنشر الخراب وتصطاد الفراشات وتقتل أحلام البسطاء ، الحرب ليس فيها مبادئ أو أخلاق وكل الوسائل مباحة وطرق القتل مشروعة مهما كانت مروعة ، قانون الغاب هو السائد والبقاء للأقوى يسري دائماً . بدأت ماكنة القتل والحقد التي لاتعترف بأي قانون تحصد أرواح الأبرياء . تحولت القرية التي تغفو على ضوء القنادبل وحكايات المساء إلى لوحة مشوهة بعد أن احترقت كل صور الجمال فيها ، وغطى الدخان المروج الخضراء محولاً صباحاتها إلى سخام أسود.
كانت فراشة الحارة تعب من الحياة وترقص بجذل طفولي مثل راقصة باليه وهي ترتدي فستانها الأبيض ، وقد جذبتها الأضواء نحو مصيرها المحتوم ، تسلل الخوف إلى قلبها الصغير الذي لايعرف سوى الحب ، عند رؤيتها بشاعة ما يمكن أن يفعله الإنسان ، بدأت تجري على غير هدى وقد استيقظت فيها غريزة البقاء ، قادتها أقدامها نحو سيارة متوقفة على جانب الطريق فوجدت فيها الملاذ الاَمن . أقتربت قليلاً وزحفت أسفلها علها توفر لها الحماية والأمان ،
وفي نهاية حفلة الشواء التي أقامها البرابرة الجدد الذين يرتدون زي الحملان الوديعة لكي يقتلوا ألف ليلى ، تجمهر البسطاء في لحظة ذهول وهم يتفقدون أبناءهم ، على مقربة من السيارة كانت فراشة ترقد وحيدة وقد تفحمت ولكن رائحة عطرها لم تزل تفوح في حارات الشام .
السويد – 29 / 6 / 2016
السماء تنذر بوقوع خطب ما ، غربان الشر مازالت تحوم فوق المكان وتسقط حمم الموت ، تنشر الخراب وتصطاد الفراشات وتقتل أحلام البسطاء ، الحرب ليس فيها مبادئ أو أخلاق وكل الوسائل مباحة وطرق القتل مشروعة مهما كانت مروعة ، قانون الغاب هو السائد والبقاء للأقوى يسري دائماً . بدأت ماكنة القتل والحقد التي لاتعترف بأي قانون تحصد أرواح الأبرياء . تحولت القرية التي تغفو على ضوء القنادبل وحكايات المساء إلى لوحة مشوهة بعد أن احترقت كل صور الجمال فيها ، وغطى الدخان المروج الخضراء محولاً صباحاتها إلى سخام أسود.
كانت فراشة الحارة تعب من الحياة وترقص بجذل طفولي مثل راقصة باليه وهي ترتدي فستانها الأبيض ، وقد جذبتها الأضواء نحو مصيرها المحتوم ، تسلل الخوف إلى قلبها الصغير الذي لايعرف سوى الحب ، عند رؤيتها بشاعة ما يمكن أن يفعله الإنسان ، بدأت تجري على غير هدى وقد استيقظت فيها غريزة البقاء ، قادتها أقدامها نحو سيارة متوقفة على جانب الطريق فوجدت فيها الملاذ الاَمن . أقتربت قليلاً وزحفت أسفلها علها توفر لها الحماية والأمان ،
وفي نهاية حفلة الشواء التي أقامها البرابرة الجدد الذين يرتدون زي الحملان الوديعة لكي يقتلوا ألف ليلى ، تجمهر البسطاء في لحظة ذهول وهم يتفقدون أبناءهم ، على مقربة من السيارة كانت فراشة ترقد وحيدة وقد تفحمت ولكن رائحة عطرها لم تزل تفوح في حارات الشام .
السويد – 29 / 6 / 2016
