ليلى أسامة - تمائم ذكري (١)

آه لو تعلم الصبية..
أنه كان بوسع تلك الظهيرة إعادة ترتيب فوضاها .. على نحو خرافي الخيال …

لإستلت حينها – بلا شك – خنجر التوق الذي كان يقصم خاصرتها ..
توقها لفضاءاتٍ مزدحمة بالإشراقٍ .. غارقة في التيهٍ .. ومبتّلة بالحبٍ والأشواق..
لتصيب به عائق حيائها الباذخ في مقتل…

لما إرتبكت خطواتها على الدرجِ… كإرتباك أيامها..
وما توسلتها المقل إرتجافة طرف…

لنفضت عنها – أخيراً – ثوب براءتها المفرط النقاء…
خوف المجهول…
شرك الانطواء…
واغترت بالحُلم…
الحُلم وحده…

لو أنها توسدت ذاك الفرح الطفولي الذي كان ينسكب من صفحة روحه..
ذاك الارتباك اللطيف .. الذي ملأ من حولها كل المنافذ…
ومن ثم سمحت للروح أن تتذوق طعم ذات الدهشة التي إرتسمت بملامح هذا القادم وتفاصيله..
والتصق طابعها على الأشياء المحيطة..
كدهشة الورد بالندي…
الكلمات باللحن العذب..
الفراشة بالضوء المنير ..
والزجاج بقطرات المطر..

لو أنها تركت روحها تتعلق بنفس خيوط الانبهار
و أطلقت لعدسة القلب عنان الرؤية…
لما عجزت أن تلتقط محار العيون وتسبح في يمها…

لو سمحت الحبيبة لخلايا عشقها أن تسقط في لجة الارتعاش…
كما سقطت حينها من بين يديه أوراقه، الدفاتر والأقلام…
وتبعثرت على أرضية ملساء كتبعثر أيامه على خارطة الزمن …

لو أطلقت الصبية سراح كرات دمها وتركتها تركض بلا مبالاة في كل اتجاه ..
تحيل صمتها إلى ارتجاف فاضح يُشابه ذات الارتجاف الذي التقط به أناملها في ضمة رقيقة كما النسيم..

لكانت – لا محال – تمسكت بتلك الكف الحنون إلى الأبد…

لو فقط أرهفت السمع لدقات الخافق الوله باهتمام…
بإنصات الترقب والترصد والاحتياج..
لعرفت كم كانت تحتاج لذاك الحب ..
تحتاج لذاك الجنون..
وان تمشي ذاك الدرب..!!

أحيانا
تمر بنا اللحظات الصغيرة وتتركنا على غفلتنا… أو نحن نمر بها على غفلة منا..
يصيبنا منها – فقط – بعض دفء .. ذكرى ..
وكثير ندم.. !!
  • Like
التفاعلات: رضى كنزاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى