صلاح عبد العزيز - فرح الذاكرة.. شعر

* الانتحار ..

أن لاتجيد ما يجيده الآخرون
وتدفع السماء نحو عينيك
بغته
ينفرط العالم
تلمه
قطعة ..
قطعة ..
وتصبح جمعاً
لا تعرف إلاّك .

* المستحيل

أن تخلع الريح عن عباءتك
وترمى للأرض أشجارها
تصبح يوماً ثامناً ولا تستريح
تحفظ وردة الهشيم فى حقيبتك
وفى الليل
تراقصها
فتخرج
الكائنات .

* الجنون ..

أن تسكن البيت المقابل
ولا تدخله ،وتظل نائماً مستيقظاً
تكلم الهواء والأحجار
وتحمل مصباحاً فى الظهيرة
تبحث عن بحار فى المرايا
المرأة السفينة
وجه صاحب حاضر فى الغياب
شجر المستحيل
الطواسين
…… وغير ذلك

* أنا ..

لا شيء سوى أنت والبياض
أنت المفرد المبهم
أنت المبهم الجمع
عليك أن تشرب الينسون
وتعدو تجاه القصيدة .

* امرأة ..

لم تبق غير بضع ثوان
حطمتها ،وانزلقت خلف طائر لا تراه
وكلما مرت غمامتان
رأت حجراً يطير ونورساً يهبط للسماء
مضت غير عابئة ، والتفتت لصوت قادم
ظنته جسداً
فإذا هو لا جسد ولا هيئة
تعودت أن تلقى خلفها
تذكاراً ، ينبىء عنها
( كان الهواء يحدث الأشجار
كيف هى عارية مما يلبسه الناس )

* العشاق ..

استكانوا
ألقوا للبحار زوارقهم
وامتطوا اليابسة
العشاق الذين سهروا كثيراً
أقفرت أرواحهم
جلسوا إلى الأحجار .

* مصارحة ..

صنعتُ ما يكفى لملء حقيبتين ..
كنت أوثر بهما ضحاياى
واخترعتُ قصصاً خرافية عن ..
كل واحدة
إحداهن تدعى " الفضيلة "
ولسوف أكون صريحاً إذا ما قلت ..
أنها أفسدتنى تماماً
أنني آخر الحقيقيين الذين ينتمون لأنفسهم
والحق أقول لكم :
أن هناك أخريات
سأنزعهن من دمائي
ولن أستعين بحقائب أخرى
ومن أجل إتمام مهمتي على أن ألبس ..
قناعاً رائعاً :
الكذب
وأقابل أصدقائى العاديين
أحدثهم عن الثورات ..
وجدوى الانقلابات العسكرية
وفرح البسطاء
ومجمل الأمر سأكون زعيماً
شعبياً

* رؤيا ..

فقط علىّ أن أنحنى لعاصفة
فإذا دقت الساعة نصف الليل
علىّ قيادة قطيع شياه
أقول : كن
فيكون خلق كثيرون
هكذا فى الحال يبدأ التناسل
بينما الأرض تستعيد اخضرارها
تنمو السراخس والطحلبيات
وكائنات اندثرت
إنها حقيقة أبصرتها منذ مليون عام
لسماء أخرى غير التى نراها

* الليلة السابعة لغياب الأمير ..

فى السابعة صباحاً
كان يضربه ضرباً مبرحاً
فى السابعة مساءً
كان يحكى له حكايات الأمير ..
الذى لا ينام
ليس من النادر أن تجده يدخن الشيشة
ويحك قضيبه كل يوم
إنه يفكر منذ مليون عام
أن يرى جبل قاف
وأن تستطيل الأرض
وأن ينزل سمك من السماء ./

* سبع سماوات وسبع أراضين ..

وسبعة فناجين من القهوة
ولم تأت ،ولم ينته
ترك مكانه إلى الرصيف
وجلس ..، حك مؤخرته جيداً
(عندما ينهى مشاكله مع الله
سيدرك أن العالم جميل
وحينئذٍ يقول للمرأة العجوز :
أنت جميلة
وللزهرة : الناس طيبون
وللشمس : أفسحى ..)

* وجه للبعث ..

البحر ميت /
وأنا أستمع النقيق
ينبغى الآن أن أشرب الدماء../
التى /
تسيل من صنبور ممزق النواح //

أيها الهواء /
الذى /
لا ينتمى لى /
أيّنا القاتل ؟!/

أيها الهواء شقنى /
بسيفك الصدىء/
علّنى أرى البحر فى انبعاج ردفها //

أنا القاتل المدمى منذ أربعين ليلة
كونى /
كما /
أراك /
بازخة /
فى الدخان //

* الغزاة القادمون فى البهو ..

يهشون للطحالب /
ودودة الأرض على مائدة العزاء //
·إننى العشب الترابى/
أذكر / كيف لم يستيقظ الزجاج /
عندما .، همّت ذبابة بشرب العصير//
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

أذكر فى ختام حفلنا المسائى/
رقصت للسقف /
وهم ينظرون //

* المقهى ..

على بعد فرسخ من المرحاض
تأتى العاهرة العجوز
تحجل للفجر ثم تتكىء على ثديها
تقيم ولائم الله فى العراء
فينبت للأرض شجر النوم //
.. .. .. .. .. .. .. ..
أيها النادل - زوج أمى -
أعطنى جماجم الأطفال
وبعض أضواء، وقليلاً من نبيذ
وخلع القديسين //
.. .. .. .. .. .. .. ..

* فى المتحف المقابل ..

يبصون /
جلسوا مكان التماثيل
وغادر آخر تمثال /
وأنا مع الشحاذين والنبلاء
أبني حائط البكاء //
.. .. .. .. .. .. .. ..
كانت العربات تقود..
أصحابها النائمين
وكنت غير مهيئ لركوب المترو
وللمحو /
( لذا مارستُ عادة سرية )//

*[ كل هذا القصيد لا يعدل
خطو امرأة فوق قلبى ]

* مشتعلٌ بضوئها اللامتناهى
إذ هى تنثال على السلم
تسقط الشهوة فى ذاكرتى
يغزونى رويداً.. ألق الكهف القديم
( تسقط الشهوة فوق الحائط ) ..//

*كيف أسير فى هذا العالم وحيداً
اكلم ..الهواء..
والأحجار
وأخلق - وحيداً - عالمى //

الشارع خالٍ إلا من الناس //
رائحة الشواء أفزعت المذياع /
الحناجر توقفت عن الصمت /
والمقهى
بعيد جداً
عن القمر //

* أنا مرة أخرى ..

ربما أكون رجلا بدائياً
ومحتمل أن أتهم بتعذيب امرأة ما
لا يهم
سأتظاهر بأننى رجل عادىّ
يدخن كثيراً
ويلبس كاباً قديماً
ويتجول فى الحانات

* شبق ..

المرأة التى راودتها صباحاً
تنادم الرصيف
ألقمت نهدها تمثال " مصطفى كامل "
فاجأتها
تعرفت علىّ
وأنا أبص لحلمة
تنزف فى الإناء .

* المعتمد بن عباد ..

بى رغبة أن لا أموت ميتة عابرة
لذا
سأصنع مدية بحجم كائن خرافى
ربما
يبكى البرابرة
ربما
يأتون
( بوسعي أن
أصغى
إلى اليرقات )

* فضاء ..

ربما أعود مثقلاً بحزن غامض
رغم أنى ما رأيت غير كلب
يلهث وراء كلبة
لكن ثمة حزن غامض يثقل علىّ
وعندما امتدّت حناجر الباعة
ما سمعتها
ولا اشتريت شيئاً خاصاً
لمحبوبة تطل في الذاكرة
ودائماً دائماً
أسأل نفسى :
هل لأن حزناً غامضاً
تنتشى روحه وراء روحى .. ؟!

معى لفافات
ربما سأشعل مدينة
بعود ثقاب واحد
كى أسمع صوتاً ما
يئن
تحت بالوعة
صرف قديم .

كفأر في مرحاض
كلما هممت بالصعود
أنتهى للمصفاة .

سيستريح أبى
وراء قبره
وربما كتم ضحكة
كى لا تنتبه الملائكة .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى