محمد عكاشة - فى الصباح

فى الصباح
والحب يتدلى من خيوط الشمس
ويتأرجح كغلام فى سماء مدينتى
سرت أسفل الشرفات متواريا منه
كى أنجو من تراتيله التى يلقيها علىٓ كل شفق
ولأن الحب لايعلم عن المكائد شيئا
ولا يعرف عن اللغات ولا اللهجات
والألسنة بالنسبة له
ماهى إلا أوتار تعزف أغانيه
ولأن الحب لايوقن أن الهواء
من الوارد أن يطيرنا كعهن منفوش
وأن السماء من الجائز أن تمطر أثوابا حريرية بيضاء
وأن النهر الفائض مسالما
لايعلم سوى مجراه الذى حددته الأقدار
فى الليل
الحب يمسك طبشورا
ويرسم خرائطه على ناصية شارعنا
كى أفتح نافذتى فى الصباح
وأرى أقدارى التى رسمها
والأماكن التى تحدها
وأعرف أنه مخلوق هلامى لاتحده العوائق
فهو من يدخل ذراعىٓ فى أكمام معطفى
وهو من يعلق قميصى على أوتار نافذتى
كى يجف من قطرات الندى
وهو النائم بجوارى ويحلم لى
والساكن فى أوراق ميلادى
التى لاأعلم كيف خطت
بهذه الأحرف المتعرجة
والتى تشبه التعاويذ السحرية
أو كأنها كتبت ليقرأها جني يتقن حروف الحب
ويعرف أن الحب ينسل بداخلنا دون أن ندري
ودون أن تصوره أعين الحاسدين
فى الصباح
الحب يشرق قبل الشمس
ويسبح فى فضاء مدينتى
كى يزيح من أمامها الضباب
كى يسقط الندى المتلهف للثرى
لتصحو العصافير النائمة
على قضبان شرفتى
ويهرع العاشقون
كثوار يهتفون بجلاله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى