عبدالإله مهداد - المشكاة.. شعر

مقدمة: آه... أيَّامُكَ سوداء !

هَا هِيَ ذِي الصخرةُ فوقَ البَطْنِ الضّامِرِ بالأوْجاعْ...
أتحسّسُ بالفَخِذِ المُضْرَمِ بِالرّمل ِالمُتَعَرِّقِ هَذا الإِبْرِيزَ المُتَقَطِّر
مِنْ شمسٍ كَفَرَتْ بِالمِسْك النّافِحِ مِن أقصى مكةَ، وسْطَ الصحراءْ . . .
فتُؤَذِّنُ رِئَتِي المَثْقُوبةُ بِحَوَافِرِ ذِكْرَى خَمَدَتْ قَبْلَ خُرُوجِهَا مِنْ شَفَـتِي . . .
أَسَّائَلُ هَلْ تَشْرينِي قُريْشُ – القَتَـــلةْ- .. : بدَرَاهِمَ مَعْدودَةْ ؟
أم تستبدلُ حُبِّي المسْروقْ :
بالتّابُوتِ الضّيقِ لِيُــــــدثّرَني؟
وَعَسَى أَنْ أنْجوا مِنْ هَذَا العَبْد الآبقْ
! كي أرْقُصَ فَوْقَ الوهم المُتخثِّرِ ببَخُورِ الخُلْد الأزْرَقْ …

*
*

”هل يسمحُ لِي رَبِّي أن أعطيكَ الذّكْرى؟ “
و بعد: ؟. . . أيَّامُكَ سوداء !
” استُــــــبْدِلْتُ بكفٍ دامية بالموت “
إني بجواركَ يا عزريلْ
لـَكِنَّكَ لَنْ تَخْدِشَ بُؤْبُؤة الرُوحْ …
إني أعْرِفُ وِجْهَتَك الْآنْ
” سَأَدُلُّكَ عَنْهَا … وسَأصْطحِبُكْ …”
أنْزِعُ عَنِّي قُمْصانِي … تَتَكَسّرُ مِرْآتي …
خُذْ ما شئتَ مِنَ الطّعناتْ ؛
هل يسمحُ لِي رَبِّي أن أعطيكَ الذّكْرى؟
ولآخُذَ بعضا مِنْ تفاح الجَنّة أحْمِلـُهُ مِنْ سَلّتِكَ الوَرْديّةْ ؟ …
هل يسمحُ لِي ربّي أن أعلوا صَوْمَعَتِي وَحْدي لا أَصْحَبُ غَيْرَ الظلّ العَالِقِ بِي وَ الهَجْهُوجِ المُتْخَم بالوَحْدَةْ ؟ …
أفْوَاهُ بَنَادِق هَذَا البَلَد الآمِن تَرْمقُنِي..
لمْ أقتُلْ حُلما
لمْ أسْرِقْ عَبَقا
لم ألْفظْ بالرِّيح أوِ الطّوفَان …
إنّي فقطْ :
أتوضّئ بالقيح المتقطّرِ من فَجْرٍ يَتَعَثَّرُ خَلْفَ تُخُوم الخوفْ ؛
وألوّن … : آه… أيّـــ..امي … سوداء

*
*

ثم : …
إني لبستُ القنْديلَ المتوهّجَ بزيُوتِ الدّمعْ , و خَرجْتُ مِنَ النّافِذَةِ الزَّاحِفَةِ على صَدْري . . .
نــــــــــــــــــــــــور يَحْملني الآن
نـــــــــــــــــــــــــور كفكف عني وعْثائي
ضَحِكـَتْ رُوحِي
وهي تُدَنْدِنُ في صَمْتٍ يَتَهدّج بالْقلْب : “أيّامُكَ عمْياء… !”

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى