جعفر الديري - الشاعر جويل فيرنيه: فرنسا تجدد علاقتها بالشعر الكلاسيكي

كتب – جعفر الديري

قال الشاعر الفرنسي جويل فيرنيه: تلزمنا حياة أخرى حتى نستطيع احتضان الأدب الفرنسي الكلاسيكي فضلا عن العالمي، لكني أرى في الثلاثين سنة الماضية اهتماما من قبل الشعراء الفرنسيين بالشعر الكلاسيكي، واني لأسعد كثيرا اليوم بالاستماع الى الكتاب والشعراء الذين يلقون دائما أشعار فيكتور هيجو، ولدي احساس خاص أن الشعر الحالي سيرجع مرة أخرى الى هذه الحقبة.
وأضاف في إجابته على سؤال من الصحافي جعفر الديري، بخصوص احتفال الأوساط الثقافية والأدبية في العام 2002 بمرور مئتي سنة على وفاة «فيكتور هيجو»، ومدى التأثير الذي تركه هذا الشاعر العظيم وشعراء تلك الحقبة على نتاجات الشعراء الفرنسيين اليوم: أنا آسف في الواقع لأنني لم يتسن لي دراسة سوى بعض قصائد فيكتور هيجو ولم أطلع الا على النزر اليسير من أدب بلزاك، والسبب راجع الى كوني منشغلا أكثر بتجربة رامبو، ولكني أحب فعلا اكتشاف قارات أخرى في الشعر، وأتصور لهذا أنه يجب علينا ألا نتوقف عن قراءة الشعر الكلاسيكي لأن في ذلك نوعا من التواصل فنحن لسنا الانسان الأول على وجه الأرض.
وكان فيرنيه أحيا أمسية شعرية بأسرة الأدباء والكتاب في العاصمة المنامة 15 مارس/ آذار 2004، عرض فيها لجملة من المحاور حول تجربته الشعرية ومنزلة شعراء فرنسا على خريطة الشعر العالمي.
وبين فيرنيه انه في كتابته للشعر يحاول الإجابه على سؤال دائم عن علاقة الانسان بالكتابة، وعن المدى الذي يمكن أن يخطوه الشاعر في بحثه عن جواب لهذا السؤال، مضيفا: انه لمن الصعوبة بمكان أن نكتب أشعارنا ونعرضها على العالم، ولكني لا أشعر حقيقة أن لي مكانا بارزا، ولكني أفضل البقاء على هذا الطريق السهل، وتحديد منزلة الشعر الفرنسي مسألة صعبة حقيقة، وان كنت اعتقد أن الشعر الفرنسي كان له تأثير بارز وخصوصا في القرن التاسع عشر، مع شعراء مهمين من أمثال بودلير ورامبو أبو الشعراء والذي اعتبر أنه أشعل نبوءة لا تنطفىء.
وتابع قائلا: لم أزل أشعر أني قريب جدا من الطفولة والمراعي والقطيع وهذه الصورة التي بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا، وقد كانت قريتي قرية صغيرة ذات منظر رائع وبديع ولكنها تلاشت فبقي جانب منها في نتاجات خمسة كتاب فرنسيين، وأعتقد أني كتبت الشعر لأني كنت أحتفظ ببعض الأبقار ولكني بالمقابل أهوى شعر المدن الكبيرة، ولقد عبرت الصحراء الجزائرية حتى جنوب إفريقيا والتقيت أناسا رائعين بشعور غريب كي أتعرف عن كثب على التطورات الاجتماعية لأن كل ذلك يشكل زادا بالنسبة إليّ.


الأربعاء 17 مارس 2004م الموافق 21 ذي الحجة 1440هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى