بقوة جامحة اندفعت فى طريق البحث العلمى وفى نيتى ألا اتوقف حتى الموت.ما أن حصلت على درجة علمية عليا فى تخصصى النادر حتى أصابنى الملل وتوقفت.
بنفس القوة اندفعت فى طريق العمل المهنى مكتسحا فى طريقى كل العقبات حتى حصلت على منصب كبير بعد قتال دموى شرس مع المتنافسين . تعمدت أن أقف عند هذه المحطة غير ساع الى ما يليها من محطات فى رحلة المناصب العليا المرهقة ، كانت كل الظروف تؤكد قدرتى على الوصول اليها.
وبقوة أعتى جموحا انطلقت فى طريق الفن. ألفت العديد من الكتب وأنجزت العديد من الأعمال، حتى حصلت على جائزة رفيعة المستوى فى هذا المجال ، ثم لم أستطع بعد ذلك أن أكتب حرفا واحدا أو أنجز عملا واحدا ، فقد تمكن منى التعب.
احتضنت عودى أبثه حيرتى ووحشتى فأصدر انغاما شجية تقاذفتنى أصداؤها بين أحوال التغير والزوال..منذ سنوات خلت لم يكن هذا العود يفارقنى. كنت لا أتصور للحياة معنى بدونه ، ولكنى أنتزعه الآن من حضنى فى يأس لأضعه بجوارى كأى شىء من الأشياء ، فقد استبد بى الزهق.
وقادنى القلب على جناحيه الحريريين الى رحلة خلتها أروع رحلات عمرى ، فقلت ان الحب تعويض الهى عادل عن كل ما لاقيت فى حياتى من كد وضجر وملالة وعبث.
حين يتوسد رأسى صدرها الحنون ويحيط ذراعى بخصرها الهش ، أغادر الأرض بقهرها وقسوتها وملالتها ، لا إلى السماء حيث العدل والرحمة ، وإنما الى كون آخر يفصل بينهما مثلما يصل.. كون برزخى يستقطر فيه عسل الحب والرضا الى رحيق العشق المتفانى.. وهى تربت بكفها الرقيق الدقيق على رأسى لأذوب فى عبير عطائها المسكر ، وكأنها تغسلنى فى ينبوع الخلد المتدفق من هذا الصدر العبقرى، لتزيل عن روحى أدران المادة وأثقال الشقاء ، وتمتص ذبذباتى وعذاباتى وقلقى وحيرتى..
أحببتها وتصورت أنها ستكون حسن الختام ، لكنى - رغم ذلك - تعبت وزهقت!..
كانت أعراض التعب قد بدأت تحل علىّ منذ سنوات عديدة تزيد قليلا عن سنوات عمرى الملول ، أى منذ أن عانت نطفتى بشدة حتى تمكنت من التعلق برحم أمى. كانت آلام المخاض رهيبة.. واندفعت مضغوطا الى الفضاء الكونى الغامض وقد ازرق لونى وعلا صياحى تعبيرا عن مخاوفى التى لاحصر لها، فأنا قد نزلت من مكان آمن – رغم معاناتى بداخله - الى مكان مجهول ، فعرفت الخوف.. والخوف أول التعب..والملل آخره !
فى البداية لم أشعر بذلك الخوف فى اندفاعى الى كل ما اندفعت اليه.. أما الآن فقد صار تعبى فوق حدود احتمالى ، فتوقفت عن كل شىء. فضلت أن أستريح وأبتعد، فكانت أولى خطواتى فى طريق القرب.
* من مجموعة "رحيق الروح" التى صدرت من المجلس الاعلى للثقافة
بنفس القوة اندفعت فى طريق العمل المهنى مكتسحا فى طريقى كل العقبات حتى حصلت على منصب كبير بعد قتال دموى شرس مع المتنافسين . تعمدت أن أقف عند هذه المحطة غير ساع الى ما يليها من محطات فى رحلة المناصب العليا المرهقة ، كانت كل الظروف تؤكد قدرتى على الوصول اليها.
وبقوة أعتى جموحا انطلقت فى طريق الفن. ألفت العديد من الكتب وأنجزت العديد من الأعمال، حتى حصلت على جائزة رفيعة المستوى فى هذا المجال ، ثم لم أستطع بعد ذلك أن أكتب حرفا واحدا أو أنجز عملا واحدا ، فقد تمكن منى التعب.
احتضنت عودى أبثه حيرتى ووحشتى فأصدر انغاما شجية تقاذفتنى أصداؤها بين أحوال التغير والزوال..منذ سنوات خلت لم يكن هذا العود يفارقنى. كنت لا أتصور للحياة معنى بدونه ، ولكنى أنتزعه الآن من حضنى فى يأس لأضعه بجوارى كأى شىء من الأشياء ، فقد استبد بى الزهق.
وقادنى القلب على جناحيه الحريريين الى رحلة خلتها أروع رحلات عمرى ، فقلت ان الحب تعويض الهى عادل عن كل ما لاقيت فى حياتى من كد وضجر وملالة وعبث.
حين يتوسد رأسى صدرها الحنون ويحيط ذراعى بخصرها الهش ، أغادر الأرض بقهرها وقسوتها وملالتها ، لا إلى السماء حيث العدل والرحمة ، وإنما الى كون آخر يفصل بينهما مثلما يصل.. كون برزخى يستقطر فيه عسل الحب والرضا الى رحيق العشق المتفانى.. وهى تربت بكفها الرقيق الدقيق على رأسى لأذوب فى عبير عطائها المسكر ، وكأنها تغسلنى فى ينبوع الخلد المتدفق من هذا الصدر العبقرى، لتزيل عن روحى أدران المادة وأثقال الشقاء ، وتمتص ذبذباتى وعذاباتى وقلقى وحيرتى..
أحببتها وتصورت أنها ستكون حسن الختام ، لكنى - رغم ذلك - تعبت وزهقت!..
كانت أعراض التعب قد بدأت تحل علىّ منذ سنوات عديدة تزيد قليلا عن سنوات عمرى الملول ، أى منذ أن عانت نطفتى بشدة حتى تمكنت من التعلق برحم أمى. كانت آلام المخاض رهيبة.. واندفعت مضغوطا الى الفضاء الكونى الغامض وقد ازرق لونى وعلا صياحى تعبيرا عن مخاوفى التى لاحصر لها، فأنا قد نزلت من مكان آمن – رغم معاناتى بداخله - الى مكان مجهول ، فعرفت الخوف.. والخوف أول التعب..والملل آخره !
فى البداية لم أشعر بذلك الخوف فى اندفاعى الى كل ما اندفعت اليه.. أما الآن فقد صار تعبى فوق حدود احتمالى ، فتوقفت عن كل شىء. فضلت أن أستريح وأبتعد، فكانت أولى خطواتى فى طريق القرب.
* من مجموعة "رحيق الروح" التى صدرت من المجلس الاعلى للثقافة