جعفر الديري - علي سيار: افتتاحيات "جريدة البحرين" لا تمت بصلة لعبدالله الزايد

كتب – جعفر الديري

أكد كبير الصحافيين في مملكة البحرين علي سيار أن افتتاحيات "جريدة البحرين" التي كان يصدرها رائد الصحافة البحرينية عبدالله الزايد لا تمت إليه بصلة وقد فرضت عليه فرضا، لأنها تتنافى مع وطنيته وتوجهاته الأدبية والصحافيّة.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها علي سيار، في بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي الثلاثاء 23 ديسمبر 2003، وعرج فيها على محطات من حياته الصحافية.

وقال سيار: ان أول لقاء لي مع عبدالله الزايد كان عن طريق تعرفي لأول مرة بجريدته (البحرين)، وكنت وقتها طفلا صغيرا جالسا في إحدى المقاهي الشعبية بصحبة والدي فاذا بشاب يخرج للناس متأبطا حزمة من الأوراق مناديا الناس لشراء «جريدة البحرين» التي كان يبيعها بنفسه في الأسواق. أما اللقاء الثاني مع عبدالله الزايد فتم حين افتتح عبدالله الزايد دار السينما، حيث كانت له علاقة بالشاعر عبدالرحمن المعاودة، المعلم بإحدى المدارس، فطلب منه الزايد عمل انشودة بهذه المناسبة، ينشدها الأطفال وكنت ضمن هذا الفريق، وكان افتتاح صالة للسينما شيئا غريبا بالنسبة إلينا، وقد وجدنا هذه الصالة بلا سقف، مع كراس بلاستيكية مما توضع في المقاهي، مع شاشة بيضاء.

وأضاف: أما اللقاء الثالث فتم بعد حصولي على بعثة دراسية، فبعد ستة أشهر من وصولي الى جمهورية مصر العربية، تسلمت خطابا من أخي يخبرني بوفاة عبدالله الزايد، فكان يوما كئيبا حزنت فيه كثيرا وتذكرت فيه القصيدة التي نظمها الزايد يرثي فيها نفسه، والتي كان مطلعها: "سئمت الحياة وكثر السهر/ ورمت الممات وسكنى الحفر".

وتابع الرائد الصحافي: بعد عودتي من دولة الكويت الشقيقة وكنت وقتها قد امتهنت الصحافة، أصدرت في عام 1969 مجلة «صدى الأسبوع»، وكنت من خلالها أريد طرح شيء مختلف لذلك اتخذت من الشارع والالتقاء بالناس سبيلا لذلك، فاخترت اللقاء بأصحاب السلطة في الدولة، وحدث في احدى جولاتي هذه متقصيا شيئا جديدا أضيفه الى المجلة، دخلت الى مبنى قديم من دوائر الدولة وتكلمت مع مديره طالبا الحصول على شيء مختلف فدلني على مخزن صغير في المبنى، فدخلته ووجدت فيه أكواما من الأوراق والفايلات والدفاتر، عالقا بها شيء كثير من الأوساخ والغبار المتطاير، لكنني حصلت فيها على كنز حقيقي مجموعة ملفات تحوي أعدادا من جريدة البحرين مخرمة ومطوية، وكانت في حال يرثى لها، فقمت بتنسيقها وتنظيمها، وتمكنت عن طريق سفير البحرين في الكويت والذي كان يعمل في وزارة الإعلام من طباعتها، وقد احتفظت بخمس مجموعات منها. فكان الهاجس الذي يلح علي، هو حفظ هذه الأعداد القديمة من التلف، فاستطعت ذلك بمساعدة الأستاذ منصور سرحان الذي تفضل بطرح الأمر على وزير التربية في ذلك الوقت عبدالعزيز الفاضل، حيث تفضل مشكورا بطباعة جريدة البحرين والقافلة والوطن، وهي الآن محفوظة في أماكن أمينة.

وختم سيار شريط ذكرياته بقوله: إن آخر لقاء لي مع الزايد كان في بيته، وكأنني أراه الآن يتنقل من مكان الى مكان ومن غرفة الى أخرى، باحثا عن شيء مختلف. لقد أنشأ في في هذا البيت جريدة البحرين، وأسلم روحه أيضا. إن عواطفي وتاريخي الصحافي مشدود الى هذا البيت، ففي ظل جريدة البحرين تعلمت أول حرف في الصحافة، وعلى صفحاتها تعرفت بالأسماء الصحافية عبدالرحيم روزبة الذي كان يوقع باسم العميد، وحسن الجشي وكان يوقع باسم ابن ثابت وكان هناك أيضا قلم التاجر.

وفي إجاباته على مداخلات الحضور قال سيار: إن الصحافة وليدة الظروف وكانت تعيش فترة ازدهار قومي أيام الخمسينات وأهم ما كان يميزها أنها كانت تطرح موضوعاتها في تحد واستعداد لقول الكلمة الصريحة، ولكن صحافة اليوم لديها تراث صحافي عريق، ومشروع تحديثي وإصلاحي كبير يمكنه النهوض بها من جديد.


* الأربعاء 24 ديسمبر 2003م الموافق 02 محرم 1441هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى