فتـــــاح خطــــاب - ذلك الكتاب المتمرد.. شعر

في ثنايا كل تلك الكتب البراقة
الغليظة، الثمينة والمعتبرة رسمياً
كان هناك ثمة كتاب وحيد، مهلهل ومكفهّر
ذلك الكتاب المهلهل
كان قد أبطل كل الاكاذيب المنمقة
وأسقط كل تلك الاقنعة المزيفة
لرؤية الحقائق الكونية، كان بمثابة مرآة صافية
ولتصحيح المغالاة والاخطاء التاريخية، كان فرصة وافية
*****
ذلك الكتاب المكفهّر
كان مختفياً، ضائعاً بين عناوين تلك الكتب البراقة
المسموحة رسمياً
والعناوين كانت:
ـ كيف تتعلم الركوع والسجود لآلهات العصر الحديث
ـ كيف تتعلم أن تكون قاتلاً محترفاً براتب وزير شاعر
ـ كيف تصبح قائداً وترليونيراً
حسب الطريقة اللارأسمالية
ـ كيف تُخفي آثار الجرائم السياسية
بمحاكمات صورية وبهبات خيالية
ـ كيف تكسر عيون الصحفيين والادباء والفنانين
يؤمنون بالرأي الآخر
ويتحدثون عن لغة الارقام الفلكية
بلسان حاد وساخر
ـ ملك الملوك
ـ كبير الآلهات
ـ شجرة العائلات المقدسة والعائلات المدنسة
ـ سيوف وخوازيق ما بعد الحداثة
ـ العصا السحرية
ـ صك الغفران
ـ من تمنطق، تزندق
ـ فن اللطم والتزنجل
ـ عن طريق اللطم وصلنا الى الحكم
ـ تسقط الحكومة برمتها في الربيع
وتُبعث شُبه حيّة في بورصات عالمية
ـ بيع نفسك ! إذ ليس لديك متسع من الوقت!
ـ فوائد الخوف واليأس والخنوع والكبت الجنسي
*****
ذات يوم، التجأ إليَّ ذلك الكتاب المتمرد
بطرَقات متسارعة على الباب
إثر تعرضه لنوبات اليأس والكآبة
ما لبث إن فتحت الباب
حتى تراءت لي هناك في الخارج
فريقاً حكومياً من آذان راصدات وعيون جاحظات
مع كومة من اللحى المصطنعة والمستوردة خصيصاً
وثمة جبين بماركات مسجلة
رافعين لافتات تقول:
( بالروح بالدم نفديك يا هدّام )
يا هدّام.. يا هدّام
نفديك يا هدّام



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى