أقدم وأشهر صورة في الحلة ( )...........
الذين تجاوزوا الخمسين عاماً يتذكرون جيداً ( صورة) فتاة جميلة معتمرة ( طربوشاً ) نسائياً جميلاً ، ( الصورة ) معلقة على جدران أغلب المحلات والمقاهي و ملصقة على ( صناديق ) الشاي و ملحقات غرف النوم.
فما سر هذه الصورة؟ ومن هي صاحبتها؟ وما هي قصتها؟
قبل أن أروي ما سمعته من حكايات عن هذه ( الصورة ) ومن شفاه بعض كبار السن رجالاً و نساءً سأنقل روايتين مع مصدريهما تحدثنا عن ( الصورة ) أو بالأحرى عن أصل الفتاة صاحبة ( الصورة ).
الرواية الأولى : ( إن الفتاة تنتمي إلى عائلة معروفة في كركوك و اسمها (فاطمة) صما نجي قيزي : أي ( فاطمة بنت التبان ) (1)
الرواية الثانية : ( إن الانكليز دخلوا العراق محتلين عام 1914 م عن طريق البصرة و الجنوب و الحكاية حدثت بأهوار الجنوب حصراً و ليس في أي مكان آخر ).. واسمها ( ليلى بنت المعيدي أو ليلى أم اللبن أو المعيدية ليلى ) (2)
فماذا عن ( حكايتنا ) نحن أهل الحلة عن صاحبة الصورة؟!
الحكاية الأولى : حدثني عبد الرزاق نصيف الربيعي المولود في الحلة عام 1931م أنه قد(سجّل) (شريطاً ) (كاسيت ) بصوت الحاجة المرحومة ( أم مؤيد ) تسرد فيه حكاية بنت الفلاح ( صاحبة الصورة ) وأنها تعرفها معرفة شخصية لأنها كانت تسكن في منطقة ( كريطعة ) (3) و التي تعود بعض ملكية أراضيها للحاجة ( أم مؤيد ) فتقول : -
استأجرت الحامية الانكليزية في بداية العشرينات من القرن العشرين بيتاً في تلك المنطقة ( كريطعة ) و التي تقع على شط الحلة ... وفي كل يوم يقوم الجنود وهم من ( السيك و الكركة ) ( الهنود ) بتنظيف مكان على الشاطئ .. و يجلس الضابط الانكليزي على كرسي مخصص له ... و يبدأ بالتحديق بوجوه النساء اللائي يأتين إلى الشاطئ لغسل الأواني ( المواعين ) و ( الملابس ) فإذا ما أعجب الضابط بوجه إحدى تلكم النساء يرسل ( مراسله ) (الفلاح ) لتكريم هذا الوجه الجميل بإعطائها روبية ...
واستمر هذا الحال لفترة طويلة ... وكانت لهذا الفلاح .. المراسل بنت جميلة ، فاغرته ( الروبيات ) وحدث نفسه لماذا لا يفلح هو بتلك ( الروبيات ) عن طريق ابنته وكان ذلك .
وتستمر الحاجة ( أم مؤيد ) بسرد الحكاية :
أعجب الضابط الانكليزي هذا الوجه الجميل فأحبه وأحبها ... فطلب منها السفر معه إلى انكلترا و الزواج بها وكان ذلك أيضاً .. وكان للضابط صديق مصور التقط لهذا الوجه الصبوح صورة أو ( عدة صور ) لتكون غلافاً لمجلة أو صورة لدعاية ... وثارت ثائرة والد الفتاة ، فأقام عليه دعوى في إحدى بيوتات الحلة المشهورة و حضر الضابط و الفتاة و خيرت الفتاة بين العودة إلى بيت أبيها أو البقاء مع زوجها الانكليزي ففضلت الخيار الثاني .
وكان اسمها ( جديلة بنت عمران )
الحكاية الثانية :
وحدثني بعض الشيوخ شفاهاً برواية ثانية هي :
إن صاحبة الصورة من أهالي ( السدة ) و بالتحديد من السكنة القاطنين في ( محطة سكة الحديد في السدة ) (4) . وهؤلاء القاطنون من الناس الذين احترفوا صناعة اللبن و الجبن و القيمر حتى ضرب المثل الشعبي بـ ( القيمر السداوي ) فقيل ( كيمر السدة ) . هذه المواد كما نعرف مستخرجة من حليب الأبقار و الجاموس التي يربونها و قد أطلق عليهم اسم ( المعدان ) .
وعادة يتوقف القطار القادم من بغداد إلى البصرة و بالعكس في هذه المحطة طويلاً ... و حيث النساء يحملن القيمر و الجبن و اللبن لبيعها إلى المسافرين وكان أغلبهم كما مر ذكره من الجنود .. و نتيجة لتكرار السفر أولاً و التوقف الطويل ثانياً فقد أعجب أحد الضباط الانكليز بإحدى بائعات القيمر تلكم ، ( فسرقها ) و ( تزوجها ) ... و تتكرر حكاية سفره إلى انكلترا واصل الصورة و أطلق عليها ( بنت المعيدي ) ... بدون اسمها .
الحكاية الثالثة:
أما الحكاية الأخيرة التي يتداولها البعض من شيوخنا فهي : إن صاحبة الصورة من أهالي ( طويريج ) ( كانت تابعة للحلة ) و يعود زمنها زمن الحكاية إلى أيام بناء جسر ( طويريج الحديدي ) الذي ما زال قائماً .. حيث بُني من قبل الانكليز بدليل وجود العلم الانكليزي على أعمدته الوسطى لحد الآن .. فأعجب ضابط انكليزي بإحدى النساء اللائي كن يمرن بجانب بناء الجسر فأحبها وأغراها و( سرقها ) و ( تزوجها ) وتتكرر الحكاية .
وأخيراً أقول كما قال السيد عبد الأمير الديراوي ( و ظلت القصة متشابهة لكنها قد تغيرت من مكان الى آخر . لذا نرى من الضروري أن يشارك المعنيون بالبحث عن تاريخ هذه الصورة التي ظلت ومنذ زمن طويل مثار حديث الناس في كل مكان ). (5)
ملاحظة :
هنالك اختلاف واضح بين الصورتين أود أن يكون هذا الاختلاف مدخلاً لأحد فنانينا التشكيليين لفك رموز الصورتين بالوسائل الفنية الحديثة وصولاً إلى ( أصل الصورة ) ثم أصل صاحبتها . وهل ( الصورة ) حقاً ( تعبر عن قدرة و مهارة الفنان هوينر ) كما يذهب السيد كاظم ناصر السعدي. (6) وأنا أخالفه الرأي لأن الاختلاف ظاهر بين الصورتين وأتذكر جيداً أني قد رأيت صورة ثالثة كانت الفتاة فيها تعتمر طربوشاً طويلاً عمله الجنود الهنود ودامت فترة عمله ثلاثة أشهر كما تذكر الحاجة ( أم مؤيد ) ذلك .. وقد بحثت عنها طويلاً في الحلة.. إلى أن ساومني أحد مقتنيها بمبلغ خيالي ثمناً لها جزاه الله خيراً -.
الذين تجاوزوا الخمسين عاماً يتذكرون جيداً ( صورة) فتاة جميلة معتمرة ( طربوشاً ) نسائياً جميلاً ، ( الصورة ) معلقة على جدران أغلب المحلات والمقاهي و ملصقة على ( صناديق ) الشاي و ملحقات غرف النوم.
فما سر هذه الصورة؟ ومن هي صاحبتها؟ وما هي قصتها؟
قبل أن أروي ما سمعته من حكايات عن هذه ( الصورة ) ومن شفاه بعض كبار السن رجالاً و نساءً سأنقل روايتين مع مصدريهما تحدثنا عن ( الصورة ) أو بالأحرى عن أصل الفتاة صاحبة ( الصورة ).
الرواية الأولى : ( إن الفتاة تنتمي إلى عائلة معروفة في كركوك و اسمها (فاطمة) صما نجي قيزي : أي ( فاطمة بنت التبان ) (1)
الرواية الثانية : ( إن الانكليز دخلوا العراق محتلين عام 1914 م عن طريق البصرة و الجنوب و الحكاية حدثت بأهوار الجنوب حصراً و ليس في أي مكان آخر ).. واسمها ( ليلى بنت المعيدي أو ليلى أم اللبن أو المعيدية ليلى ) (2)
فماذا عن ( حكايتنا ) نحن أهل الحلة عن صاحبة الصورة؟!
الحكاية الأولى : حدثني عبد الرزاق نصيف الربيعي المولود في الحلة عام 1931م أنه قد(سجّل) (شريطاً ) (كاسيت ) بصوت الحاجة المرحومة ( أم مؤيد ) تسرد فيه حكاية بنت الفلاح ( صاحبة الصورة ) وأنها تعرفها معرفة شخصية لأنها كانت تسكن في منطقة ( كريطعة ) (3) و التي تعود بعض ملكية أراضيها للحاجة ( أم مؤيد ) فتقول : -
استأجرت الحامية الانكليزية في بداية العشرينات من القرن العشرين بيتاً في تلك المنطقة ( كريطعة ) و التي تقع على شط الحلة ... وفي كل يوم يقوم الجنود وهم من ( السيك و الكركة ) ( الهنود ) بتنظيف مكان على الشاطئ .. و يجلس الضابط الانكليزي على كرسي مخصص له ... و يبدأ بالتحديق بوجوه النساء اللائي يأتين إلى الشاطئ لغسل الأواني ( المواعين ) و ( الملابس ) فإذا ما أعجب الضابط بوجه إحدى تلكم النساء يرسل ( مراسله ) (الفلاح ) لتكريم هذا الوجه الجميل بإعطائها روبية ...
واستمر هذا الحال لفترة طويلة ... وكانت لهذا الفلاح .. المراسل بنت جميلة ، فاغرته ( الروبيات ) وحدث نفسه لماذا لا يفلح هو بتلك ( الروبيات ) عن طريق ابنته وكان ذلك .
وتستمر الحاجة ( أم مؤيد ) بسرد الحكاية :
أعجب الضابط الانكليزي هذا الوجه الجميل فأحبه وأحبها ... فطلب منها السفر معه إلى انكلترا و الزواج بها وكان ذلك أيضاً .. وكان للضابط صديق مصور التقط لهذا الوجه الصبوح صورة أو ( عدة صور ) لتكون غلافاً لمجلة أو صورة لدعاية ... وثارت ثائرة والد الفتاة ، فأقام عليه دعوى في إحدى بيوتات الحلة المشهورة و حضر الضابط و الفتاة و خيرت الفتاة بين العودة إلى بيت أبيها أو البقاء مع زوجها الانكليزي ففضلت الخيار الثاني .
وكان اسمها ( جديلة بنت عمران )
الحكاية الثانية :
وحدثني بعض الشيوخ شفاهاً برواية ثانية هي :
إن صاحبة الصورة من أهالي ( السدة ) و بالتحديد من السكنة القاطنين في ( محطة سكة الحديد في السدة ) (4) . وهؤلاء القاطنون من الناس الذين احترفوا صناعة اللبن و الجبن و القيمر حتى ضرب المثل الشعبي بـ ( القيمر السداوي ) فقيل ( كيمر السدة ) . هذه المواد كما نعرف مستخرجة من حليب الأبقار و الجاموس التي يربونها و قد أطلق عليهم اسم ( المعدان ) .
وعادة يتوقف القطار القادم من بغداد إلى البصرة و بالعكس في هذه المحطة طويلاً ... و حيث النساء يحملن القيمر و الجبن و اللبن لبيعها إلى المسافرين وكان أغلبهم كما مر ذكره من الجنود .. و نتيجة لتكرار السفر أولاً و التوقف الطويل ثانياً فقد أعجب أحد الضباط الانكليز بإحدى بائعات القيمر تلكم ، ( فسرقها ) و ( تزوجها ) ... و تتكرر حكاية سفره إلى انكلترا واصل الصورة و أطلق عليها ( بنت المعيدي ) ... بدون اسمها .
الحكاية الثالثة:
أما الحكاية الأخيرة التي يتداولها البعض من شيوخنا فهي : إن صاحبة الصورة من أهالي ( طويريج ) ( كانت تابعة للحلة ) و يعود زمنها زمن الحكاية إلى أيام بناء جسر ( طويريج الحديدي ) الذي ما زال قائماً .. حيث بُني من قبل الانكليز بدليل وجود العلم الانكليزي على أعمدته الوسطى لحد الآن .. فأعجب ضابط انكليزي بإحدى النساء اللائي كن يمرن بجانب بناء الجسر فأحبها وأغراها و( سرقها ) و ( تزوجها ) وتتكرر الحكاية .
وأخيراً أقول كما قال السيد عبد الأمير الديراوي ( و ظلت القصة متشابهة لكنها قد تغيرت من مكان الى آخر . لذا نرى من الضروري أن يشارك المعنيون بالبحث عن تاريخ هذه الصورة التي ظلت ومنذ زمن طويل مثار حديث الناس في كل مكان ). (5)
ملاحظة :
هنالك اختلاف واضح بين الصورتين أود أن يكون هذا الاختلاف مدخلاً لأحد فنانينا التشكيليين لفك رموز الصورتين بالوسائل الفنية الحديثة وصولاً إلى ( أصل الصورة ) ثم أصل صاحبتها . وهل ( الصورة ) حقاً ( تعبر عن قدرة و مهارة الفنان هوينر ) كما يذهب السيد كاظم ناصر السعدي. (6) وأنا أخالفه الرأي لأن الاختلاف ظاهر بين الصورتين وأتذكر جيداً أني قد رأيت صورة ثالثة كانت الفتاة فيها تعتمر طربوشاً طويلاً عمله الجنود الهنود ودامت فترة عمله ثلاثة أشهر كما تذكر الحاجة ( أم مؤيد ) ذلك .. وقد بحثت عنها طويلاً في الحلة.. إلى أن ساومني أحد مقتنيها بمبلغ خيالي ثمناً لها جزاه الله خيراً -.