سمر لاشين - جسدي الآن مستيقظ بكامل شغفه.. شعر

أرتجف من مطاردة الريح لي.
أتفجر عصافيرًا وشجرًا، موسيقى وشعرًا،
رقصًا وهربًا، بيوتاً وأسرّةً، نساءً وأطفالًا.
الشعر وحده لا يمنحني ثوباً.
الحب وحده يجعلني عارية.
يقولون لا نجاة لي سوى ظل ذكوري يمنحني مباركته.
وحدي أقف عارية بين الجموع.
لا أريد ظلًا، أريدكَ أنتَ
تعال وامنحني عباءتكَ
تعال لأنام على صدركَ العاري، صدركَ الدافئ.
احملني على ظهركَ كطفلة، أو بين ذراعيكَ كامرأة
ولا تنزلني إلا على ذاك المقعد الخشبي على كورنيش النيل
عند أول خيط ضوء قل لي ما تيسر لكَ من قصائد.
إنه وقت مناسب جدًا للشعر، للحب، للنوم، وللحياة.
الأشياء السعيدة تأتي غالبا متأخرة
وأحيانا لا تأتي لأنها تضل الطريق إلينا
أنا لا أريد الأشياء السعيدة
أريد رجلًا يحبني كثيراً ويهديني ثوبًا واحداً
رجلًا مجنوناً يقطع كل يوم إصبعاً من أصابعي
ويزرع مكانه غصنًا،
ويقول أنتِ امرأة مثمرة، حقلا خصبا؛ لابد أن يزرع بالأشجار.
رجلًا مصنوعاً من الموسيقى يعريني أمامه
يمرر أصابعه على جسدي،
ويقول أنتِ ناي؛ لابد أن تتزوجي الريح.
رجلًا سفاحاً يطرد كلّ الرجالِ داخلي
ويسكن وحده في كوخِ قلبي،
وحين تغلبني الكآبة؛ يلتهم شفتَيَّ بالكثير من اللذة، ويطلق الكثير
من الشتائم، ويجبرني أن أستقبلها
وأنا مغمضة العينين،
وفي تودد وحميمية يقول: ياحلوتي لا تجزعي إنها حلوى الحبّ.
رجلًا مصنوعاً من الضحكات؛ يفككني،
يعيد ترتيب حزني
ضحكة
ضحكة.
رجلًا على مشارفِ الأربعين يعبر العمر بخطواتٍ من قصائد،
حين أراه،
حين يستقبله قلبي؛ ستنمو على جسدي أوراق التوت
وأصبح كاسية والجموع عرايا.


سمر لاشين


* المصدر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى