هناك صور قبيحة للحرب .. صور بعيدة الاحتمال بالنسبة لجنديين عاشـــا زمن البطولـــة و الانكسار في أشد المواقف غموضاً . لم يكن أيً منهما غريباً عن الآخر لكن الغيرة الشديدة تسوقهما وسط معمعة الحرب إلى المخاتلة التي لا تخلو من المصادفات . ما لا يقبــل التصديق إنهمــا أصبحـــا عدويـــن لدودين ، ما دفعهما إلى خوض مغامرتهما العاطفية بإجحاف . بدأت مغامرتهما قبل نهاية الحرب ، و بـدأ خصامهما المرهق . كان خصاماً خفياً على حبهما . الأمر الذي لم ينجم عنه سوى الحقد .
ترقى عواد في زمن قياسي من جندي بسيط إلى نائب ضابط قاسٍ بينما ظل مرعي جندياً لا يعرف كيـف يمسك بندقيته . لم يكن أياً منهما يجروء على ذكرِ عمشه أمام الآخـــر قبل أن يتزوجــها عواد ، و أصــبح مرعي يجرجر رجليه في الظهيرات المقفرة من أمام بيت عواد . يمشي بمحاذاة السياج المبني مـن اللـبن . يمر من أمام الباب الضيق بلون الصدأ يدفعه أحساس محبط بأن القرية متاهة كبيرة ، و أن ذلك الغــرام المذل يحفزه على التفكير بقوة متعاظمة إلى قتل عواد . كان الملجأ الذي يضمهما يمثل الجحيم بعينه . في هـذه العزلة المتماثلة تعزز إصرار مرعي على قتل عواد . أعتقـــد أول الأمر أنـــه في سبيلـــه إلــــــــى الانتصــار في المعركــة الفاصلة التي هزمت فيها قواتهما . في احتدام المعركة و في سبيله إلى الهـــروب افرغ مخزن رشاشه باتجاه عواد و كان مرتبكاً قبل أن يهرب نحــــو المقرات الخلفية لوحدتهــما ، الأمر الذي جعله يتحمل عذاب الضمـــير خلال سنوات الحرب الأخيرة . إن بعض غرابة تلك السنوات تنعكس في الحب البشع ، و الميتات التافهة . كان عليه أن يتوقع الإحســــاس بالذنب حين بدأ التفكير بالزواج مـن أرملة غريمه . كان زواجه منها حلاً لتجربة المخادعة . ترك ورائه عوالم مخدرة من المفارقات ، وردود الفعل الخالية من الشعور . تطلب الأمر منه فهم المفارقات ، إذ لم يتوقع أن يظهر غريمه بعد سبعة عشـر عامٍ من الغياب ، بعد هذه المعارك الفاصلة في تاريخ حياتهما الشخصي ، و عشية مجيئــــه رأى مرعـي حلماً تحول إلى كابوس ، إذ رأى عواد يضاجع عمشه و ينام إلى جوارها . لم يصدق الحلم لكنه رأى بقعة دمٍ على الفراش . لم يجروء أن يحدث عمشه بما رأى ، و وقع فريسة أوهامه و قاوم شعـوراً بالخــــوف . كان الأمر غبياً و مغيظاً ، و كما لو كان يحلم سمع الباب يفتح لكن أحداً لم يعرف أي صراع دامٍ دار عنـد الفجر قبل أن يطلق مرعي صيحة ألم مروعة بينما كانت عمشه ملطخةً بالدم تطلق صرخة رعب مدوية .
منقول عن موقع الناقد العراقي
ترقى عواد في زمن قياسي من جندي بسيط إلى نائب ضابط قاسٍ بينما ظل مرعي جندياً لا يعرف كيـف يمسك بندقيته . لم يكن أياً منهما يجروء على ذكرِ عمشه أمام الآخـــر قبل أن يتزوجــها عواد ، و أصــبح مرعي يجرجر رجليه في الظهيرات المقفرة من أمام بيت عواد . يمشي بمحاذاة السياج المبني مـن اللـبن . يمر من أمام الباب الضيق بلون الصدأ يدفعه أحساس محبط بأن القرية متاهة كبيرة ، و أن ذلك الغــرام المذل يحفزه على التفكير بقوة متعاظمة إلى قتل عواد . كان الملجأ الذي يضمهما يمثل الجحيم بعينه . في هـذه العزلة المتماثلة تعزز إصرار مرعي على قتل عواد . أعتقـــد أول الأمر أنـــه في سبيلـــه إلــــــــى الانتصــار في المعركــة الفاصلة التي هزمت فيها قواتهما . في احتدام المعركة و في سبيله إلى الهـــروب افرغ مخزن رشاشه باتجاه عواد و كان مرتبكاً قبل أن يهرب نحــــو المقرات الخلفية لوحدتهــما ، الأمر الذي جعله يتحمل عذاب الضمـــير خلال سنوات الحرب الأخيرة . إن بعض غرابة تلك السنوات تنعكس في الحب البشع ، و الميتات التافهة . كان عليه أن يتوقع الإحســــاس بالذنب حين بدأ التفكير بالزواج مـن أرملة غريمه . كان زواجه منها حلاً لتجربة المخادعة . ترك ورائه عوالم مخدرة من المفارقات ، وردود الفعل الخالية من الشعور . تطلب الأمر منه فهم المفارقات ، إذ لم يتوقع أن يظهر غريمه بعد سبعة عشـر عامٍ من الغياب ، بعد هذه المعارك الفاصلة في تاريخ حياتهما الشخصي ، و عشية مجيئــــه رأى مرعـي حلماً تحول إلى كابوس ، إذ رأى عواد يضاجع عمشه و ينام إلى جوارها . لم يصدق الحلم لكنه رأى بقعة دمٍ على الفراش . لم يجروء أن يحدث عمشه بما رأى ، و وقع فريسة أوهامه و قاوم شعـوراً بالخــــوف . كان الأمر غبياً و مغيظاً ، و كما لو كان يحلم سمع الباب يفتح لكن أحداً لم يعرف أي صراع دامٍ دار عنـد الفجر قبل أن يطلق مرعي صيحة ألم مروعة بينما كانت عمشه ملطخةً بالدم تطلق صرخة رعب مدوية .
منقول عن موقع الناقد العراقي