(1)
كعادته تعلق بي … فتح الباب .. ومدد ساقيه الصغيرتين … قمت بتسخين السيارة .. تأملني جيداً وهو مبتسم كان في قرارة نفسه يعلق انتصاره ..
(2)
أوه … تذكرت أن عليّ واجباً أن أؤديه .. قلت في لطف : ” إنزل .. وأنه أرجع لك تحولت سحنته وكشر عن وجه آخر .. وقال في تحد واضح .. لا ..
(3)
حاولت إغراءه كالعادة .. تروح ناكل آيس كريم بعدين ، إزداد تمسكاً برأيه .. وكأنه زعيم تم انتخابه مدي الحياة في دولة من دول العالم الثالث .. لم أجد بداً من الإذعان والاستسلام بل قل والهزيمة .. وانطلقت بالسيارة ..
(4)
توقف أمام الباب عرضت عليه بلطف البقاء في السيارة أيضاً مارس اضطهاده علي . لا .. نزل معي من السيارة .. ضم خنصري في راحه كفه الصغيرة وقطعنا الخطو معاً .. قال في براءة وقبل الدخول ” بل .. وأيد نعل وجواتي ” .. لم أعلق . فقد كان لزاماً عليّ الصمت .. دخلت سلمت ، احتضن صاحب العزاء واخترت مكاني .. ومارست الصمت ..
(5)
” بيا متي نروح ” هكذا نطق .. أصمت .. إلا تعرف فضيلة الصمت .. كررها مرة أخري بيا ابغي .. ؟ آه . يعرف كيف يمارس اضطهاده عليّ .. سألت شاباً من أقارب صاحب العزاء المساعدة .. فقام بالدور .. عاد ابني .. وكأنما اللعبه لم تعجبه .. التفت إلي في همس وقال : ” هم زعلانين منذ أردت أن أضحك ولكني كتمت ضحكي .. نهرته .. أصمت في تلك اللحظة . كنت في مسيس الحاجة إلي كاميرا فيديو حتي أستطيع أن أسجل وأدون هذه اللحظة من عمر الزمن .. علي الكرسي يتهالك الأب
.. والجلوس ينطلقون في مساراتهم .. كل مجموعة تثير لغطها الخاص . أحدهم يتحرك بدلال القهوة العربية المرة .. يرتشف البعض قليلاً منها .. ثم يدفعون الفنجان بلا مبالاة إلي الساقي .. كان صاحب العزاء منهاراً .. الموت حق .. ولكن أليس للميت أي احترام ، أم أن الميت قد قطع التذكرة قبلنا وغادر . فلماذا نحزن !! تأملت صاحب العزاء .. وانطلقت أتأمل الوجوه كان أمامي أثنان يضحكان دون أن يوليا الأمر أهمية ؟ أربعة في صفي يتجاذبون أحاديث خاصة .. ثلاثة يتحدثون عن أزمة الشرق الأوسط . أحدهم بعد أن جلس للحظات طرح تساؤلاً لا علاقة له بالمناسبة هل أمريكا تضرب العراق أم لا ؟ في هذه اللحظة فكرت أن أقوم بعمل طائش .. أما أن أصرخ فيهم أو أقول .. أدعوا للميت بالرحمة ولأهله وذويه بالصبر والسلوان .. لم استطع أن أنجز الفكرة .. تذكرت فيلماً عربياً من بطولة يحيي الفخراني وهو يقوم بالتعزية . ولأنه قد استهلك كمية من المخدرات فقد حول المكان إلي مسرح كوميدي .. كان الساقي يدور بدلته . ودار علي المعزين مرة أخري يقدم لهم فناجين القهوة بعضم تناولها .. والبعض رفض .. أحدهم تلقي مكالمة علي هاتفه الجوال .. دون مواريه . رد ولكن بصوت عال .. ” أنني مشغول لا .. سوف أتصل بك .. كيف أترك مثل هذه المناسبة ، لن أتأخر .. لا .. انتظرني .. ” تأمل يده اليسري ، كان يتطلع إلي ساعته .. قفظ بحركة واحدة .. كان خارج المجلس .. أليس للموت حشمة ؟ هل الحياة بمثل هذه السهولة ؟ وهل نمارس طقوس التعزية كواجب حياتي لا أكثر ؟
(6)
* تعرف لو أن أمريكا كانت صادقة في تهديداتها لما صبرت كل هذه المدة ؟
* يا سيدي أمريكا لابد وأن تحسب حساب كل شئ .
* وقرارات الأمم المتحدة ؟
* القوي لا يهتم بالضعيف ..
* إذا علينا أن نخزن العيش والسكر ..
فالحرب قد تطول ..
* تعددت الكلمات ، وخرج أكثر المعزين وأنا معهم أجر أبني الصغير بإعجاب التقت أحدهم إلي صاحبه وقال : ” الظلم شين ” .
* الله ما يضرب بالعصا .
* هذا درس لأمثاله .
* أمثاله لا يصحون من غفلتهم .
أردت مرة أخري أن أصرخ .. ولكن ما جدوي صراخهي .. والكل يمارس حياته كالمعتاد .. يضحك .. ويندفع لحضور عرس آخر .. لميت أو حي .. سيأن .
كعادته تعلق بي … فتح الباب .. ومدد ساقيه الصغيرتين … قمت بتسخين السيارة .. تأملني جيداً وهو مبتسم كان في قرارة نفسه يعلق انتصاره ..
(2)
أوه … تذكرت أن عليّ واجباً أن أؤديه .. قلت في لطف : ” إنزل .. وأنه أرجع لك تحولت سحنته وكشر عن وجه آخر .. وقال في تحد واضح .. لا ..
(3)
حاولت إغراءه كالعادة .. تروح ناكل آيس كريم بعدين ، إزداد تمسكاً برأيه .. وكأنه زعيم تم انتخابه مدي الحياة في دولة من دول العالم الثالث .. لم أجد بداً من الإذعان والاستسلام بل قل والهزيمة .. وانطلقت بالسيارة ..
(4)
توقف أمام الباب عرضت عليه بلطف البقاء في السيارة أيضاً مارس اضطهاده علي . لا .. نزل معي من السيارة .. ضم خنصري في راحه كفه الصغيرة وقطعنا الخطو معاً .. قال في براءة وقبل الدخول ” بل .. وأيد نعل وجواتي ” .. لم أعلق . فقد كان لزاماً عليّ الصمت .. دخلت سلمت ، احتضن صاحب العزاء واخترت مكاني .. ومارست الصمت ..
(5)
” بيا متي نروح ” هكذا نطق .. أصمت .. إلا تعرف فضيلة الصمت .. كررها مرة أخري بيا ابغي .. ؟ آه . يعرف كيف يمارس اضطهاده عليّ .. سألت شاباً من أقارب صاحب العزاء المساعدة .. فقام بالدور .. عاد ابني .. وكأنما اللعبه لم تعجبه .. التفت إلي في همس وقال : ” هم زعلانين منذ أردت أن أضحك ولكني كتمت ضحكي .. نهرته .. أصمت في تلك اللحظة . كنت في مسيس الحاجة إلي كاميرا فيديو حتي أستطيع أن أسجل وأدون هذه اللحظة من عمر الزمن .. علي الكرسي يتهالك الأب
.. والجلوس ينطلقون في مساراتهم .. كل مجموعة تثير لغطها الخاص . أحدهم يتحرك بدلال القهوة العربية المرة .. يرتشف البعض قليلاً منها .. ثم يدفعون الفنجان بلا مبالاة إلي الساقي .. كان صاحب العزاء منهاراً .. الموت حق .. ولكن أليس للميت أي احترام ، أم أن الميت قد قطع التذكرة قبلنا وغادر . فلماذا نحزن !! تأملت صاحب العزاء .. وانطلقت أتأمل الوجوه كان أمامي أثنان يضحكان دون أن يوليا الأمر أهمية ؟ أربعة في صفي يتجاذبون أحاديث خاصة .. ثلاثة يتحدثون عن أزمة الشرق الأوسط . أحدهم بعد أن جلس للحظات طرح تساؤلاً لا علاقة له بالمناسبة هل أمريكا تضرب العراق أم لا ؟ في هذه اللحظة فكرت أن أقوم بعمل طائش .. أما أن أصرخ فيهم أو أقول .. أدعوا للميت بالرحمة ولأهله وذويه بالصبر والسلوان .. لم استطع أن أنجز الفكرة .. تذكرت فيلماً عربياً من بطولة يحيي الفخراني وهو يقوم بالتعزية . ولأنه قد استهلك كمية من المخدرات فقد حول المكان إلي مسرح كوميدي .. كان الساقي يدور بدلته . ودار علي المعزين مرة أخري يقدم لهم فناجين القهوة بعضم تناولها .. والبعض رفض .. أحدهم تلقي مكالمة علي هاتفه الجوال .. دون مواريه . رد ولكن بصوت عال .. ” أنني مشغول لا .. سوف أتصل بك .. كيف أترك مثل هذه المناسبة ، لن أتأخر .. لا .. انتظرني .. ” تأمل يده اليسري ، كان يتطلع إلي ساعته .. قفظ بحركة واحدة .. كان خارج المجلس .. أليس للموت حشمة ؟ هل الحياة بمثل هذه السهولة ؟ وهل نمارس طقوس التعزية كواجب حياتي لا أكثر ؟
(6)
* تعرف لو أن أمريكا كانت صادقة في تهديداتها لما صبرت كل هذه المدة ؟
* يا سيدي أمريكا لابد وأن تحسب حساب كل شئ .
* وقرارات الأمم المتحدة ؟
* القوي لا يهتم بالضعيف ..
* إذا علينا أن نخزن العيش والسكر ..
فالحرب قد تطول ..
- وما فائدة العيش والمواد التموينية ونحن عرضة للموت في أي لحظة .. الصواريخ والقنابل لا تعرف الرحمة .
- أحسن الله عزاكم ، عساها آخر الأحزان ، لا أراكم مكروه في عزيز .
* تعددت الكلمات ، وخرج أكثر المعزين وأنا معهم أجر أبني الصغير بإعجاب التقت أحدهم إلي صاحبه وقال : ” الظلم شين ” .
* الله ما يضرب بالعصا .
* هذا درس لأمثاله .
* أمثاله لا يصحون من غفلتهم .
أردت مرة أخري أن أصرخ .. ولكن ما جدوي صراخهي .. والكل يمارس حياته كالمعتاد .. يضحك .. ويندفع لحضور عرس آخر .. لميت أو حي .. سيأن .
- كان سؤال ابني سوطاً آخر ” بيا .. ليش جينا إهني ؟ ” ..