إلى/ صديقتي الياسمينة العزيزة جداً ،
وهي تحصد شمعةً مِن ربيع العمر!
(1 )
تحت ظلال الليل التي تتمدد
كأخطبوطِ بحرٍ
يسكنني حزنٌ ينسلُّ
مِن ركامِ الليل التي تغوص
في سوادٍ مخيف!
(2 )
سأصير ضجراً كنافذةٍ مشرّعةٍ
تحت صفعاتِ مطرٍ أحمر
أو كستارة تتموّج تحت مقصلة
ريح تهدر بنشوةِ جنديٍّ مخبول!
(3 )
في الليل ، ثمة جنونٌ يخفق
في سماءِ العقل
ثمة إنحدارٌ نحو سحيقِ الذاكرةِ
حيث الحياةُ مصلوبةٌ على شجرةِ الفجيعةِ!
(4 )
تحت هدأة الليل الهاجع
يتنفس الحب ،
برئةٍ مثقوبةٍ كطفل مصاب
بسرطان القولون!
(5 )
ها أنذا نائم على لحافِ الليل
أتوسّد خد القمر ،
أرمق النجمات بنصف إغماضة
وأُلطخ وجه البراءة بمحبرةِ الكتابةِ!
(6 )
أصغي إلى هديرِ صمتٍ
تصطفق في ذاكرةِ الليلِ
إلى هسيسِ هواءٍ باردٍ
تصفع زجاج النوافذ!
إلى صراخِ نهدٍ هائجٍ
بين قبضةِ رجلٍ جلفٍ ،
يتعاطى مع الجسد كجلّاد
في عصورِ اللذّة الآثمة!
(7 )
حين ينتصف الليل ،
ويفضح جسد العالم النافق ،
تتملَّكني فكرة اللا جدوى في كلِّ شيء :
لا جدوى الحياة
ولا جدوى الثورة أيضاً
لا جدوى الحقيقة
ولا جدوى الكذب أيضاً
لا جدوى الكتابة
بل ولا جدوى الإنسان أيضاً!
(8 )
في صمتِ ليلٍ حالكٍ كهذا
لا شيء يزيح صدأة الروح ؛
يغسل غبار النوافذ
التي تنسرب منها قُبلٌ باهتة ؛
لا شيء يمحي شحوب الستائر
التي أحمرّتْ خجلةً ؛
لا شيء يمزّق مياه الوقت الراكد
فتسيل الخطيئة مِن حنجرةِ الله ،
سوى الموسيقى!
/ / /
3/11/2019
عبدالوهاب محمد يوسف
وهي تحصد شمعةً مِن ربيع العمر!
(1 )
تحت ظلال الليل التي تتمدد
كأخطبوطِ بحرٍ
يسكنني حزنٌ ينسلُّ
مِن ركامِ الليل التي تغوص
في سوادٍ مخيف!
(2 )
سأصير ضجراً كنافذةٍ مشرّعةٍ
تحت صفعاتِ مطرٍ أحمر
أو كستارة تتموّج تحت مقصلة
ريح تهدر بنشوةِ جنديٍّ مخبول!
(3 )
في الليل ، ثمة جنونٌ يخفق
في سماءِ العقل
ثمة إنحدارٌ نحو سحيقِ الذاكرةِ
حيث الحياةُ مصلوبةٌ على شجرةِ الفجيعةِ!
(4 )
تحت هدأة الليل الهاجع
يتنفس الحب ،
برئةٍ مثقوبةٍ كطفل مصاب
بسرطان القولون!
(5 )
ها أنذا نائم على لحافِ الليل
أتوسّد خد القمر ،
أرمق النجمات بنصف إغماضة
وأُلطخ وجه البراءة بمحبرةِ الكتابةِ!
(6 )
أصغي إلى هديرِ صمتٍ
تصطفق في ذاكرةِ الليلِ
إلى هسيسِ هواءٍ باردٍ
تصفع زجاج النوافذ!
إلى صراخِ نهدٍ هائجٍ
بين قبضةِ رجلٍ جلفٍ ،
يتعاطى مع الجسد كجلّاد
في عصورِ اللذّة الآثمة!
(7 )
حين ينتصف الليل ،
ويفضح جسد العالم النافق ،
تتملَّكني فكرة اللا جدوى في كلِّ شيء :
لا جدوى الحياة
ولا جدوى الثورة أيضاً
لا جدوى الحقيقة
ولا جدوى الكذب أيضاً
لا جدوى الكتابة
بل ولا جدوى الإنسان أيضاً!
(8 )
في صمتِ ليلٍ حالكٍ كهذا
لا شيء يزيح صدأة الروح ؛
يغسل غبار النوافذ
التي تنسرب منها قُبلٌ باهتة ؛
لا شيء يمحي شحوب الستائر
التي أحمرّتْ خجلةً ؛
لا شيء يمزّق مياه الوقت الراكد
فتسيل الخطيئة مِن حنجرةِ الله ،
سوى الموسيقى!
/ / /
3/11/2019
عبدالوهاب محمد يوسف