زفت سلامة بائعة اللبن الى حسون البلام بعد جذب وتراخي من عمها المتسلط القاسي القلب في حفل بهيج حضره شيخ القرية وكل من في القرية ..
كانت سلامة بنت السادسة عشر من عمرها فتاة أية في الجمال الريفي الطبيعي .. وجه مدور أبيض تقاطيعه متناسقة جذابة .... فرعاء ناهدة الصدر ...ضفائرها سوداء طويلة تنحدر وراء ظهرها بدلال ..
تقدم اليها الكثيرون لكن عمها كان يرفض دائما بحجة أنها ما زالت صغيرة حتى وافق أخيرا على زواجها من حسون البلام الذي أعتبره الزوج المناسب لها وهي فرصة جيدة لترك اللبن والتجوال بين البيوت
وكان حسن البلام قد جاوز العشرين من العمر شاب يتمتع برجولة متوقدة .. طويل القامة عريض الصدر يمتلك ساعدين قويين تساعده في التجديف في زورق الصيد الذي يمتلكه ويكسب من مهنة صيد الأسماك دخله الذي يعيش من ورائه ..
مات أبواه في حادث مروري في المدينة قبل أكثر من خمسة أعوام .. يعيش لوحده في بيت متواضع صغير
لم تكن سلامة تعشقه لكنها أحبته بعد الزواج وأثارها قوته البدنية ورجولته الفذة وحبه المتواصل لها .
توطدت العلاقة بين حسن البلام وسلامة .. أحبته حبا عميقا وكان يبادلها الشيء نفسه .. كانت تنتظره على أحر من الجمر وهو يغيب عنها عند الصيد ..
قال لها يوما وهو يطوقها بذراعيه
ــ لم أتصور في يوم من الأيام ستكونين لي .. أنها حقا هبة من السماء
هزت رأسها مغمورة بنشوة الحب قائلة
ــ سنعيش الى الأبد متحابين
قبلها وهمس في أذنها
ــ أحبك يا سلامة
اعتادت سلامة صباح كل يوم أن تستقبل زوجها حسن بابتسامة وأحلى الكلام ، وتعد له الفطور ومن ثم تودعه حتى الباب بابتسامة وأحلى الكلام ، وتظل عيناها تراقبه حتى يغيب وقلبها يدعو له بالعافية وطول العمر .
أخذت الأيام تمر وسلامة تنضج وتنمو وتتفتح أنوثتها وتتفجر طاقاتها فملأت عليه الفراغ وجعلته أسير هواها لا يقوى أن يتركها لحظة واحدة ...
وغدا ينظر اليها وكأنه يريد أن يلتهمها .. لقد أججت فيه نار الحب وأفاضت عليه من سحرها الذي يفتن العيون .
وجلس الاثنان ذات مرة قرب الساقية وهو يسحب الشبكة ورنا الى عينيها قائلا:
ــ سلامة ... أحبك
تبتسم وتقول:
ــ وأنا أعبدك
ــ وهل أنت راضية على هذه العيشة ؟
ــ أنت زين الرجال سأعيش معك على المر والحلو
ومضى شهران على زواجهما ..
وجاءها في يوم ليقول لها
ــ كيف تنظرين اليوم ..
ـ الحمد لله على هديته
ــ هل في الطريق شيء ؟
ابتسمت وقالت
ــ آه. أراك مستعجلا .. ما زال الوقت مبكرا
ــ نريد ولدا يضيف علينا البهجة والسرور
ــ أنتظر يا حسون ... سيأتي عاجلا أم آجلا
قبلها وأنصرف الى صيده ... شعر حسون وهو يتمشى بنشوة الانتصار وهو يجلس بالقرب من سلامة التي جعلت البيت وردا والحياة أنسا .. أحس بأنه ملك جوهرة لا تقدر بثمن ..لا بد من الحفاظ عليها ..
ومضى خمسة أشهر ولم يظهر الحمل على سلامة ...
أصابه القلق وراح يضرب أخماسا في أسداس .. أستشار شيخ القرية . أجابه عليك بالصبر ..لم يرتح له بال وراح يفكر .. واهتدى الى طريق أن يعرض سلامة على طبيبة نساء في القرية .
استجابت سلامة للأمر وتم عرضها على الطبيبة التي أجابته بأنها سليمة لا غبار عليها وطلبت منه أن يعرض نفسه هو على طبيب
استشاط غضبا .. أعتبر أن كرامته قد أهينت .. أن كبرياءه قد مرخ في الوحل .. أصبح عصبي المزاج ثائر النفس هائجا ساخطا على الدنيا وعلى سلامة
زار شيخ القرية وطرح عليه الموضوع وأجابه بأن الموضوع بسيط ولا فيه أي أهانه .. لكنه عاد وقال في سره
ــ كل هذه الضخامة والقوة وأخيرا أصبح فارغ يا للعار
لم يقتنع بكلام الشيخ وهام على نفسه وأصبح متوترا جريح القلب والكرامة ..
وعلى ضوء القمر تمدد حسن على شاطئ دجلة وقد بدا وجهه حزينا متجهما وبانت لمحات من ذعر واكتئاب على وجهه ....
أنقبض صدره وأضطرب فكره ...
صار شاحب الوجه شارد البال تائه النظرات ..لا يعرف كيف يتصرف ..بدأ يفكر طويلا ..طويلا
وذات مرة تمتم
ــ لا مفر من التسليم للواقع
لكنه عدل وتكبر ....
اشتكت سلامة سلوكه معها لدى عمها واستدعاه وأنبه على الطريقة التي يتعامل بها مع الموضوع ودعاه للكشف عن حالته للاطمئنان قائلا له
ــ أنك ترهق نفسك .. أتبع الطريق السليم وأستعذ من الشيطان وأفحص لتقطع الشك باليقين ...
رفض في بادئ الأمر لكنه سرعان ما أذعن مؤخرا وطرق باب العيادة وهو يشعر بالحياء والخجل...
لكن الفرحة كانت مفاجأة على قلبه عندما سمع الطبيب يقول
ــ مبروك .. صحتك ممتازة
سقطت دمعة من عينه اليمنى وأطرق رأسه ولم يزد على كلمة واحدة
ــ شكرا لك يا رب
انشرحت أساريره وراح يوسع في خطواته حتى أقبل على سلامة باسم الثغر وقد تهلل وجهه بالسعادة والأحلام قائلا
ــ تعالي يا سلامة .. اقتربي مني
نظرت اليه وهي خائفة وداخلها يقول
ــ هل جن الرجل ؟
رأت عيناه المعذبتان بألم الكبرياء تصدح بهموم الانكسار فأرخت مزاجها تطبيبا له بينما تجلى وجهها أمامه صافيا فطوقها بذراعيه ورفعها الى الأعلى ودار بها دورات ثم أنزلها وضمها الى صدره وأقترب فمه من جيدها فلثمه وهو يتكلم بكلمات غير مفهومة ويكثر من كلمة
ــ أحبك يا سلامة .. أحبك من كل قلبي
قالت بصوت خافت وهي تضغط على ظهره
ــ وأنا أحبك أكثر
ــ بان المستور
ــ ماذا تقصد ؟
ــ انتهت العقدة يا سلامة
ــ الحمد لله
ــ لا أدري كيف أقول
ــ المهم أنت بخير ...صحتك عال ؟
ــ صحتي حديد
ــ زال المكروه
ــ أجل ... سأزفك الليلة يا سلامة
ضحكت سلامة ضحكة سمع رناتها لتصك أذنيه بينما ظهرت في عينيه نظرة اهتمام وتفاؤل بالقادم فربت على ظهرها قائلا
ــ سترين الجنة بدءا من هذا اليوم .. لا غضـــب ..لا زعل .. لا كدر .. نريد أن نعيش يومنا فقط ونطرح الماضي التعيس القريب جانبا ..
ولم يمض عام حتى رزقهم الله بطفلة جمعت فيها كل حلاوة الأم وبدت جميلة بيضاء كبياض الثلج ...
فرح الأبوان بالمولود الجديد وهمست سلامه في أذن حسن
ــ وأخيرا وصل الذي تتمناه
أبتسم حسن وطبع على جبهتها قبلة الرضا
انفرجت شفتا سلامة قائلة
ــ ماذا نسميها ؟
أجابها بسرعة
ــ سلامة ...
ضحكت وقالت
ــ كما تحب
لكنه قال لها مؤكدا
ــ أني والله أعشق هذا الاسم ..لا أعرف !
مضت أربعة أيام على الولادة وكانت سلامه ترقد في الفراش تعاني من الم الولادة ...
وفي اليوم الخامس بدا وجهها شاحبا مصفرا ...لا تقوى على الحركة ..
أنتبه حسن وطالع وجهها وقال باستغراب
ــ أراك مصفرة الوجه يا سلامة .... ما بك ؟ ... ماذا تشعرين ؟
قالت وهي تداري الموقف
ــ أطمئن ... لا شيء ...أنها فترة النفاس
ــ يا رب لطفك
بدأ الخوف والقلق والجزع يلف قلب حسن وهو يرى سلامة تذبل يوما بعد يوم مما أضطر لاستدعاء طبيبة للكشف عليها والتي أفادت بأنها تعاني من مرض النفاس وكتبت لها بعض الأدوية .
لزم حسن البيت وراح يسهر على راحة سلامة لكن صحتها لم تتحسن حيث أزداد عليها المرض وظهر عليها النحول وغارت عيناها ...
ذاب الجمال وغاب بريقه ...
نظر حسن الى سلامة بقلب مكسور ونفس موجعة ورفع رأسه الى الله متمتما
ــ ألهي رحماك
أشار عليه عمها بضرورة نقلها الى المستشفى ... لكن القدر كان أقوى فقد فاضت روحها وهي في الطـــريق ....
وقف حسن مشدوها من أثر الصدمة .... لا يعي ماذا يقول ؟ . كيف يتصرف ؟ ...بدا هائجا. ثائرا ...حانقا على الزمن ..على الحياة ... على الناس ..على كل شيء
وزفر زفرة قوية ، ورفس برجلة الجرة رفسة عنيفة تدحرجت على أثرها لتتحول الى شظايا متناثرة على الأرض ...
أحس بشخص يربت على كتفه ... ألتفت وسمع عمها يقول له
ــ كن صبورا .... أنها في الجنة
وبقي حسن يعيش ذكراها كلما نظر الى وليدته سلامة.
كانت سلامة بنت السادسة عشر من عمرها فتاة أية في الجمال الريفي الطبيعي .. وجه مدور أبيض تقاطيعه متناسقة جذابة .... فرعاء ناهدة الصدر ...ضفائرها سوداء طويلة تنحدر وراء ظهرها بدلال ..
تقدم اليها الكثيرون لكن عمها كان يرفض دائما بحجة أنها ما زالت صغيرة حتى وافق أخيرا على زواجها من حسون البلام الذي أعتبره الزوج المناسب لها وهي فرصة جيدة لترك اللبن والتجوال بين البيوت
وكان حسن البلام قد جاوز العشرين من العمر شاب يتمتع برجولة متوقدة .. طويل القامة عريض الصدر يمتلك ساعدين قويين تساعده في التجديف في زورق الصيد الذي يمتلكه ويكسب من مهنة صيد الأسماك دخله الذي يعيش من ورائه ..
مات أبواه في حادث مروري في المدينة قبل أكثر من خمسة أعوام .. يعيش لوحده في بيت متواضع صغير
لم تكن سلامة تعشقه لكنها أحبته بعد الزواج وأثارها قوته البدنية ورجولته الفذة وحبه المتواصل لها .
توطدت العلاقة بين حسن البلام وسلامة .. أحبته حبا عميقا وكان يبادلها الشيء نفسه .. كانت تنتظره على أحر من الجمر وهو يغيب عنها عند الصيد ..
قال لها يوما وهو يطوقها بذراعيه
ــ لم أتصور في يوم من الأيام ستكونين لي .. أنها حقا هبة من السماء
هزت رأسها مغمورة بنشوة الحب قائلة
ــ سنعيش الى الأبد متحابين
قبلها وهمس في أذنها
ــ أحبك يا سلامة
اعتادت سلامة صباح كل يوم أن تستقبل زوجها حسن بابتسامة وأحلى الكلام ، وتعد له الفطور ومن ثم تودعه حتى الباب بابتسامة وأحلى الكلام ، وتظل عيناها تراقبه حتى يغيب وقلبها يدعو له بالعافية وطول العمر .
أخذت الأيام تمر وسلامة تنضج وتنمو وتتفتح أنوثتها وتتفجر طاقاتها فملأت عليه الفراغ وجعلته أسير هواها لا يقوى أن يتركها لحظة واحدة ...
وغدا ينظر اليها وكأنه يريد أن يلتهمها .. لقد أججت فيه نار الحب وأفاضت عليه من سحرها الذي يفتن العيون .
وجلس الاثنان ذات مرة قرب الساقية وهو يسحب الشبكة ورنا الى عينيها قائلا:
ــ سلامة ... أحبك
تبتسم وتقول:
ــ وأنا أعبدك
ــ وهل أنت راضية على هذه العيشة ؟
ــ أنت زين الرجال سأعيش معك على المر والحلو
ومضى شهران على زواجهما ..
وجاءها في يوم ليقول لها
ــ كيف تنظرين اليوم ..
ـ الحمد لله على هديته
ــ هل في الطريق شيء ؟
ابتسمت وقالت
ــ آه. أراك مستعجلا .. ما زال الوقت مبكرا
ــ نريد ولدا يضيف علينا البهجة والسرور
ــ أنتظر يا حسون ... سيأتي عاجلا أم آجلا
قبلها وأنصرف الى صيده ... شعر حسون وهو يتمشى بنشوة الانتصار وهو يجلس بالقرب من سلامة التي جعلت البيت وردا والحياة أنسا .. أحس بأنه ملك جوهرة لا تقدر بثمن ..لا بد من الحفاظ عليها ..
ومضى خمسة أشهر ولم يظهر الحمل على سلامة ...
أصابه القلق وراح يضرب أخماسا في أسداس .. أستشار شيخ القرية . أجابه عليك بالصبر ..لم يرتح له بال وراح يفكر .. واهتدى الى طريق أن يعرض سلامة على طبيبة نساء في القرية .
استجابت سلامة للأمر وتم عرضها على الطبيبة التي أجابته بأنها سليمة لا غبار عليها وطلبت منه أن يعرض نفسه هو على طبيب
استشاط غضبا .. أعتبر أن كرامته قد أهينت .. أن كبرياءه قد مرخ في الوحل .. أصبح عصبي المزاج ثائر النفس هائجا ساخطا على الدنيا وعلى سلامة
زار شيخ القرية وطرح عليه الموضوع وأجابه بأن الموضوع بسيط ولا فيه أي أهانه .. لكنه عاد وقال في سره
ــ كل هذه الضخامة والقوة وأخيرا أصبح فارغ يا للعار
لم يقتنع بكلام الشيخ وهام على نفسه وأصبح متوترا جريح القلب والكرامة ..
وعلى ضوء القمر تمدد حسن على شاطئ دجلة وقد بدا وجهه حزينا متجهما وبانت لمحات من ذعر واكتئاب على وجهه ....
أنقبض صدره وأضطرب فكره ...
صار شاحب الوجه شارد البال تائه النظرات ..لا يعرف كيف يتصرف ..بدأ يفكر طويلا ..طويلا
وذات مرة تمتم
ــ لا مفر من التسليم للواقع
لكنه عدل وتكبر ....
اشتكت سلامة سلوكه معها لدى عمها واستدعاه وأنبه على الطريقة التي يتعامل بها مع الموضوع ودعاه للكشف عن حالته للاطمئنان قائلا له
ــ أنك ترهق نفسك .. أتبع الطريق السليم وأستعذ من الشيطان وأفحص لتقطع الشك باليقين ...
رفض في بادئ الأمر لكنه سرعان ما أذعن مؤخرا وطرق باب العيادة وهو يشعر بالحياء والخجل...
لكن الفرحة كانت مفاجأة على قلبه عندما سمع الطبيب يقول
ــ مبروك .. صحتك ممتازة
سقطت دمعة من عينه اليمنى وأطرق رأسه ولم يزد على كلمة واحدة
ــ شكرا لك يا رب
انشرحت أساريره وراح يوسع في خطواته حتى أقبل على سلامة باسم الثغر وقد تهلل وجهه بالسعادة والأحلام قائلا
ــ تعالي يا سلامة .. اقتربي مني
نظرت اليه وهي خائفة وداخلها يقول
ــ هل جن الرجل ؟
رأت عيناه المعذبتان بألم الكبرياء تصدح بهموم الانكسار فأرخت مزاجها تطبيبا له بينما تجلى وجهها أمامه صافيا فطوقها بذراعيه ورفعها الى الأعلى ودار بها دورات ثم أنزلها وضمها الى صدره وأقترب فمه من جيدها فلثمه وهو يتكلم بكلمات غير مفهومة ويكثر من كلمة
ــ أحبك يا سلامة .. أحبك من كل قلبي
قالت بصوت خافت وهي تضغط على ظهره
ــ وأنا أحبك أكثر
ــ بان المستور
ــ ماذا تقصد ؟
ــ انتهت العقدة يا سلامة
ــ الحمد لله
ــ لا أدري كيف أقول
ــ المهم أنت بخير ...صحتك عال ؟
ــ صحتي حديد
ــ زال المكروه
ــ أجل ... سأزفك الليلة يا سلامة
ضحكت سلامة ضحكة سمع رناتها لتصك أذنيه بينما ظهرت في عينيه نظرة اهتمام وتفاؤل بالقادم فربت على ظهرها قائلا
ــ سترين الجنة بدءا من هذا اليوم .. لا غضـــب ..لا زعل .. لا كدر .. نريد أن نعيش يومنا فقط ونطرح الماضي التعيس القريب جانبا ..
ولم يمض عام حتى رزقهم الله بطفلة جمعت فيها كل حلاوة الأم وبدت جميلة بيضاء كبياض الثلج ...
فرح الأبوان بالمولود الجديد وهمست سلامه في أذن حسن
ــ وأخيرا وصل الذي تتمناه
أبتسم حسن وطبع على جبهتها قبلة الرضا
انفرجت شفتا سلامة قائلة
ــ ماذا نسميها ؟
أجابها بسرعة
ــ سلامة ...
ضحكت وقالت
ــ كما تحب
لكنه قال لها مؤكدا
ــ أني والله أعشق هذا الاسم ..لا أعرف !
مضت أربعة أيام على الولادة وكانت سلامه ترقد في الفراش تعاني من الم الولادة ...
وفي اليوم الخامس بدا وجهها شاحبا مصفرا ...لا تقوى على الحركة ..
أنتبه حسن وطالع وجهها وقال باستغراب
ــ أراك مصفرة الوجه يا سلامة .... ما بك ؟ ... ماذا تشعرين ؟
قالت وهي تداري الموقف
ــ أطمئن ... لا شيء ...أنها فترة النفاس
ــ يا رب لطفك
بدأ الخوف والقلق والجزع يلف قلب حسن وهو يرى سلامة تذبل يوما بعد يوم مما أضطر لاستدعاء طبيبة للكشف عليها والتي أفادت بأنها تعاني من مرض النفاس وكتبت لها بعض الأدوية .
لزم حسن البيت وراح يسهر على راحة سلامة لكن صحتها لم تتحسن حيث أزداد عليها المرض وظهر عليها النحول وغارت عيناها ...
ذاب الجمال وغاب بريقه ...
نظر حسن الى سلامة بقلب مكسور ونفس موجعة ورفع رأسه الى الله متمتما
ــ ألهي رحماك
أشار عليه عمها بضرورة نقلها الى المستشفى ... لكن القدر كان أقوى فقد فاضت روحها وهي في الطـــريق ....
وقف حسن مشدوها من أثر الصدمة .... لا يعي ماذا يقول ؟ . كيف يتصرف ؟ ...بدا هائجا. ثائرا ...حانقا على الزمن ..على الحياة ... على الناس ..على كل شيء
وزفر زفرة قوية ، ورفس برجلة الجرة رفسة عنيفة تدحرجت على أثرها لتتحول الى شظايا متناثرة على الأرض ...
أحس بشخص يربت على كتفه ... ألتفت وسمع عمها يقول له
ــ كن صبورا .... أنها في الجنة
وبقي حسن يعيش ذكراها كلما نظر الى وليدته سلامة.