مؤمن سمير - أتحسَّسُ عنقي.. شعر

ضَعُفَ حَدْسي مؤخراً، كنتُ أُحِسُّ بكِ على بُعْدِ بَلديْن
وكنت أَشُمُّ ريحَ أبي فأتحسَّسُ عنقي.
كانت الكلاب تطيرُ عندما يعضها ظلي، والأشباح تبيتُ في حضني
وعيونها مفتوحة...
لكني بعيدٌ هذه الأيام ،خاملٌ وبصيرتي منطفئة.
الأولاد يعبرونَ النهرَ أمامي بلا دعاءٍ ولا حتى نظرة
وأمي تنسى كل فجرٍ أن تصير عجوزاً .
ذكرياتي كلها خرجت أمامي من الباب، وأنا مقعيٌّ
كأني ظلُّ طائرٍ أعمى.
سأركعُ للصقورِ في الأعالي وأنحرُ الذبائحَ ، لتلمعَ كفي
سأتدحرجُ جنب الريح وأفتحُ عيني في العاصفةِ ، لتلمعَ روحي
سأبتهلُ للموتِ أن يفوتَ جسدكِ تحتَ جِلْدي، لتلمعَ دمائي
سأحفرُ للمرجومينَ جحيماً بهياً
وأهزُّ رأسي كلما عَلقْتُ بالبئرِ
بحكمةٍ
ورضا...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى