سالم الشبانه - كلب أسود يهرّ في وجهي..

الريح من فم جحيم قطبي تهب عاصفة
وأنت مازلت تمشي تحت هذا المطر البارد
بألم يعتصر قلبك
ثم لا يتلاشى قليلا
يفور الغضب كبركان مكتوم
والكذب لا ينتهي كدرب بين النجوم
فالفطريات الشرهة
التي تنهش جثة الحب المتحلل
تملأ الهواء برائحة الموت النتن
فهذا الحب الذي نما في الكلمات
بساقين ضعيفين
الذي نرفعه فزاعة في ليل الوحدة
تقول امرأة: أنا وحيدة، وأحبك كثيرا!
ربما، هذا سبب الخوف،
فالحب لا يثبت أمام الهواجس
أمام الرغبة في ملئ الفراغ الليلي
بالكلام الطويل عن الحب
الحب ضعيف أمام الكذب المعدني الثقيل
هل الحب أن تكمل الكلام عنك امرأة
في الأثير الذي يلتهب قليلا،
ويفتر طويلا؟
هل الحب الرغبة في الامتلاء
حين نشعر بفراغ هائل؟
هل الحب الغريزة
التي تنمو عشبا همجيا؟
ما الحب إذن!
لا يكتمل الحب إلا في التصور عن الحب
في النهايات المفترضة:
الخيانة
الفراق العبثي
فتور الإرادة
البطء في عصر السرعة
المقارنات
التوازنات...
ما زلت تتألم كوعل في قمة الجبل؛
الوعل وحيد، الغريب عن القطيع
طيب!
لماذا هذا الألم الذي يقطع قلبك،
وأحشائك؟
لماذا هذه الكيمياء التي تحرق دمك
وتصبه في شرايين دماغك بقوة هوجاء!
لماذا هذا البكاء الصامت بلا دموع!
وهذه الرجفة في يدك
ليست سوى ندم قديم صنعه ذكريات رخوة
أنا لا شيء؛ مجرد رجل يتألم في قسوة
رجل لم يخرج من الكهف القديم
وامرأة مشغولة بما تظنه حبا
وهي ترقص في الكهوف البعيدة العميقة:
بالحب في عصر الرأسمالية
الحب في الأخلاق البيوريتانية
الحب في زمن العشوائي
الحب البراجماتي
الحب في زمن الجوع
الحب في الأفكار المريضة
الحب الأعرج
الحب فيما بعد الحداثة الكاذبة
الحب في الفنادق
الحب في الأغاني
الحب في الندم
الحب في الشك المريض
الحب في الطرقات السريعة
الحب في الغرف المغلقة
الحب نقيض التفهم
الحب لأمهات حداثيات
الحب في لوم الصديقات من أجل الحب
الحب في الفلانتاين داي
الحب في الكلمات، والكلمات
الحب في صداقة الرجال الافتراضية
الحب في الكلام البذئ
الحب القاتل كسمّ بطئ
الحب الأسود كقطط الليل
الحب الغريب
الحب المخادع المخدوع
الحب في زمن الحرب
الحب في الحب
الذي لا يعرف كنه الحب!
رجل في زمن الحرب،
والراسمالية المتوحشة،
وسياسية الفوضى الخلاقة،
يفكر في الحب كلبا أسود يهر في وجهه
أينما ولي وجهه في جهات الله...

سالم الشبانه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى