الكتابة أمرٌ سهلٌ جداً ،
ولكن إن لم تستطع أن تتحمّل وصمة العار
إن لم تتقبل وصمة الإلحاد ، فلا تكتب .
لا تكتب إن لم تتقبل وصمكَ
بزيرِ النساء ،
الماجن والمنحط الذي لا يعرف
غير العهر والجنس .
إن لم تستطع أن تقول الحقيقة كاملة
عارية في وضحِ النهار ، فلا تكتب .
لا تكتب أبداً ، إن لم تكن مستعداً
لتخسرَ أمك وأبيك ،
أن يطردك والدك ، بلا رحمة ، مِن المنزل
في صباحٍ باكر ،
فتشيعه بإبتسامةِ فخرٍ وتحدٍّ .
لا تكتب ، إن لم يكن بوسعكَ
إبتلاع تقريعات الجميع بلا مبالاة .
أبداً لا تكتب ، إن لم ترَ الكتابة ؛
تجديفٌ ضد كل شيء ،
حتى الرب .
بحقِ الجنون ، لا تكتب ، إن لم ترَ الكتابة؛
جنونٌ مِن نوع آخر
موتٌ مِن نوع آخر
جحيمٌ مِن نوع آخر .
صِدقاً لا تكتب ، إن لم ترها ؛
إنتحارٌ بعد ممارسة حب عاصفة .
لا تكتب أبداً ، إن لم تهبكَ لذة الجنس
إن لم تهبكَ لذة الإحتضار
إن لم تحب ذلك ، فلا تكتب .
لا تكتب ، إن لم تعشق رائحة الكتب
التي تشبه رائحة الطمث .
لا تكتب أبداً ، إن لم تحس يوماً برغبة
في قتل أحدهم والتمثل بجثته
إن لم تشعر بالحنق مِن الجميع .
اللعنة؛ لا تكتب ، إن لم تقبض يوماً
مهبل عذراء
وأنتَ تغوص في وحلِ الثمالةِ
بين أحشاء حانة تنبعث منه موسيقى صاخبة .
إن كنتَ مرتاحاً مترفاً متنعماً بالحياة
ولم تشعر يوماً برغبة في الإنتحار
أو بعبثية الحياة ولا جدواها ، فلا تكتب .
إن لم تحس يوماً بالموت يتربص بك
بأصابعه تقبض بقوة على عنقكَ
فلا تكتب .
إن لم تمتص دمكَ ، يوماً ، بين أحضان الليل ،
أمرأة أعتادتْ التنقُّل
مِن رجل إلى آخر ، فلا تكتب .
إن لم تكن ضد كل شيء ؛
ضد الأمل
وضد اليأس أيضاً
إن لم تكن ضد البؤس
وضد السعادة أيضاً
إن لم تكن ضد الكتابة
وضد أن تكون شاعراً
إن لم تكن ضد الإنسان
والشر معاً
إن لم تكن ضد الخطيئة
والبراءة معاً
إن لم تكن ضد الذين يبتهجون
بلا سبب يدعو لذلك
وضد الذين لا يبتهجون أبداً
حتى وإن توافرت الأسباب
إن لم تكن ضد الحضارة
ووهم المُثل العُليا
صِدقاً؛ إن لم تكن ضد
كل شيء ، فلا تكتب أبداً!
إن لم تخرج منكَ حاراً طازجاً
دافقاً كالدمِ ،
إن لم تُبكيكَ ، تُصرخكَ بحدةٍ وعنف
وتسوقكَ مباشرة إلى المقبرة
فلا تكتب أبداً .
بئساً؛ لا تكتب إن لم تحس بأنك الله
بأنك الشيطان
وبأنك نقيضهما معاً .
إن كنتَ تفكِّر بالحياة
أو الموت ، فلا تكتب
حتى إن كنتَ تفكِّر بالحب ،
المرأة والجنس ، فلا تكتب
فالأفضل أن تنفث سيجارة
وأنتَ تحدِّق في البعيد ، عبر النافذة
تحصد سواد الليل
أو بعض المارة يجوسون الطريق
فقط إن كنتَ لم تفكِّر بأي شيء
تكتب مِن أجل الكتابة
حينها - فقط - يمكنكَ أن تفعل .
23/1/2020
عبدالوهاب محمد يوسف
ولكن إن لم تستطع أن تتحمّل وصمة العار
إن لم تتقبل وصمة الإلحاد ، فلا تكتب .
لا تكتب إن لم تتقبل وصمكَ
بزيرِ النساء ،
الماجن والمنحط الذي لا يعرف
غير العهر والجنس .
إن لم تستطع أن تقول الحقيقة كاملة
عارية في وضحِ النهار ، فلا تكتب .
لا تكتب أبداً ، إن لم تكن مستعداً
لتخسرَ أمك وأبيك ،
أن يطردك والدك ، بلا رحمة ، مِن المنزل
في صباحٍ باكر ،
فتشيعه بإبتسامةِ فخرٍ وتحدٍّ .
لا تكتب ، إن لم يكن بوسعكَ
إبتلاع تقريعات الجميع بلا مبالاة .
أبداً لا تكتب ، إن لم ترَ الكتابة ؛
تجديفٌ ضد كل شيء ،
حتى الرب .
بحقِ الجنون ، لا تكتب ، إن لم ترَ الكتابة؛
جنونٌ مِن نوع آخر
موتٌ مِن نوع آخر
جحيمٌ مِن نوع آخر .
صِدقاً لا تكتب ، إن لم ترها ؛
إنتحارٌ بعد ممارسة حب عاصفة .
لا تكتب أبداً ، إن لم تهبكَ لذة الجنس
إن لم تهبكَ لذة الإحتضار
إن لم تحب ذلك ، فلا تكتب .
لا تكتب ، إن لم تعشق رائحة الكتب
التي تشبه رائحة الطمث .
لا تكتب أبداً ، إن لم تحس يوماً برغبة
في قتل أحدهم والتمثل بجثته
إن لم تشعر بالحنق مِن الجميع .
اللعنة؛ لا تكتب ، إن لم تقبض يوماً
مهبل عذراء
وأنتَ تغوص في وحلِ الثمالةِ
بين أحشاء حانة تنبعث منه موسيقى صاخبة .
إن كنتَ مرتاحاً مترفاً متنعماً بالحياة
ولم تشعر يوماً برغبة في الإنتحار
أو بعبثية الحياة ولا جدواها ، فلا تكتب .
إن لم تحس يوماً بالموت يتربص بك
بأصابعه تقبض بقوة على عنقكَ
فلا تكتب .
إن لم تمتص دمكَ ، يوماً ، بين أحضان الليل ،
أمرأة أعتادتْ التنقُّل
مِن رجل إلى آخر ، فلا تكتب .
إن لم تكن ضد كل شيء ؛
ضد الأمل
وضد اليأس أيضاً
إن لم تكن ضد البؤس
وضد السعادة أيضاً
إن لم تكن ضد الكتابة
وضد أن تكون شاعراً
إن لم تكن ضد الإنسان
والشر معاً
إن لم تكن ضد الخطيئة
والبراءة معاً
إن لم تكن ضد الذين يبتهجون
بلا سبب يدعو لذلك
وضد الذين لا يبتهجون أبداً
حتى وإن توافرت الأسباب
إن لم تكن ضد الحضارة
ووهم المُثل العُليا
صِدقاً؛ إن لم تكن ضد
كل شيء ، فلا تكتب أبداً!
إن لم تخرج منكَ حاراً طازجاً
دافقاً كالدمِ ،
إن لم تُبكيكَ ، تُصرخكَ بحدةٍ وعنف
وتسوقكَ مباشرة إلى المقبرة
فلا تكتب أبداً .
بئساً؛ لا تكتب إن لم تحس بأنك الله
بأنك الشيطان
وبأنك نقيضهما معاً .
إن كنتَ تفكِّر بالحياة
أو الموت ، فلا تكتب
حتى إن كنتَ تفكِّر بالحب ،
المرأة والجنس ، فلا تكتب
فالأفضل أن تنفث سيجارة
وأنتَ تحدِّق في البعيد ، عبر النافذة
تحصد سواد الليل
أو بعض المارة يجوسون الطريق
فقط إن كنتَ لم تفكِّر بأي شيء
تكتب مِن أجل الكتابة
حينها - فقط - يمكنكَ أن تفعل .
23/1/2020
عبدالوهاب محمد يوسف