أمل عايد البابلي - طابور أشباح طويل.. شعر

في بلادي تبني في قلبي
العصافير أعشاشها ..
ليس على أسلاك خوفنا
فبلادي تزدحم بها القلوب
والغرباء تستغيث
،
العصافير تخيط أجنحتها
من دموع الأمهات في بلادي
وتلبس أضلعهن لتهرب بعيداً إلى المقابر بلا تحية
،
وفي بلادي الفتيات ترتدي تنهدات
لتسد فقد رجالها
فلا تشعر بالوحدةِ بعدما تلعب الأرواح بطولاتها الجوف .
،
في بلادي تحمل النسوة أياما ثقيلة
ويجرّنّها كسلاسل سجين
واحلامهن ترتجف في قلوبهن
كطفل جائع غفى بعد بكاء كثير
،
في بلادي موجة تتدحرج في خاصرة الحياة
ليصحو الشباب على لهب الفجيعة
أمواتنا بلا قبور أو مرايا،
وفي بلادي سماء بلا قمر وأرض بلا شجر
وظلالها تتكرر بلا تردد
فتصرخ الجدران :
أيها الآله أعدنا كما كنا
لا نسمع
لا نرى
لا نتكلم
فكل ضجيج العالم أصبح الآن بين صخورنا
يئن طويلاً
فما عاد الأنهار تحتمل الآنين .
،
في بلادي الرَّب لا يسمع
سوى رمي القمامة في المكابس
أو صوت صحون على طاولة عرجاء
أو في طابور اشباح طويل ..
،
في البلاد أنا وأنت
ولا سوانا يحسن الظن
فالجميع صار يغني بلا صوت
والطيور هاجرت من خوف.ٍ
بلا عودة .


.... امل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى