وساط جيلالي - البحث عن التزكية..

لو كنت أديبا أو كاتبا يُحْسِنُ رواية الأحداث ، لَسَجّلْتُ حكاية الحاج عمر كما رواها لي و لأذعتها في كتاب للناس.
حكى لي أنه قرّر الترشح في الانتخابات البرلمانية السابقة نِكايةً في أحد أبناء عمومته الذي كان ينوي الترشح بدوره ، لكن كان لا بد له من تزكية أحد الأحزاب ليكون وكيل لائحة ، وهكذا إذن بدأ رحلته العجيبة إلى الرباط .
اصطحب معه أحد أصدقائه ليكون مرافقا ودليلا له ، وقد اختاره بعناية لكونه مستشارا في الجماعة القروية ويفهم شيئا ما في السياسة .
حدّثني عن دوخته بين مقرات الأحزاب ، وعن تفاصيل اتصالاته التي كانت تبدأ بحارس المقر ثم بالمداوم تمهيدا للقاء الزعماء، وعن المساومات والنصب الذي تعرض له عدة مرات ، وعن أسعار المطاعم التي كان يدعو إليها معارفه الجدد من أهل السياسة ، وعن المواقف المحرجة و المضحكة التي كان ضحية لها ، وعن غرامه بموظفة بأحد المقرات و ما كان سيترتب عليه من أمور لا تحمد عقباها وعن..............
عاد إلى قريته بعد رحلة مٌنْهِكَةٍ دامت لأسابيع ، وقد خسر مبلغا كبيراَ من المال و التزكية مطوية بعناية في جيب معطفه الداخلي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى