محمد داني - فن القصة القصيرة جدا عند عبد الله فراجي من خلال (خطوط ومنعرجات)

1- خطوط ومنعرجات لعبد الله فراجي:

عندما نقف إلى هذه المجموعة القصصية ، نتساءل :

- هل وفق الشاعر عبد الله فراجي أن يخلق عبد الله فراجي القاص؟

- لم الالتفات إلى القصة القصيرة جدا بعد جولان جميل في الشعر والقصيدة؟...

- هل إمسك بفن القصة القصيرة جدا بفنية كما امسك من قبل بفن الشعر ؟

- هل يمكن لنا تحديد مقاييس القصة القصيرة جدا وقوانينها لدى عبد الله فراجي؟

- بماذا يتميز عبد الله فراجي في كتابته القصصية ؟..ما ذا أضاف إلى عبد الله فراجي الشاعر؟

إن (خطوط ومنعرجات)، تتضمن صوتا قصصيا خفيا...يتطلب اكتشافه ..واعتماد آليات لذلك..كما ان هذه الكتابة القصصية ليست وليدة الصدفة،أو المغامرة في جنس ادبي جديد..بل هي كتابة تكشف لنا عن شيءهام،وهو أن صاحبها قد خبرالكتابة السردية،وتمرس الكتابة القصة القصيرة جدا..وليست هي خطواته الأولى..لأنها تنم عن احترافية،وعن تجربة دفينة،وعن رؤية قصصية لافتة للنظر...وتؤكد أن صاحبها متمرس ومحترف لكتابة القصة القصيرة جدا...ولكنه غلب الشاعر على القاص وذلك لاختيارات شخصية خاصة...

صحيح أن هذه الرؤية تتفاوت من حيث الطول والقصر،والموضوع.. ومن حيث عدد الكلمات والأسطر.. وعمق الرؤية أو ضحالتها... وكذا من حيث الفكرة، والصياغة...

والأشياء التي ميزت كتابته القصصية (القصر- الإيجاز.- حضور المعنى المقتضب.- الاختصار وتجنب الإطناب.- الإيحائية والرمزية.- المفارقة.- الدهشة.- الاستعارة.- عمق الفكرة.- توهج اللغة).

وأول ما يلفت انتباهنا هو حجم القصص عنده.. والجدول التالي يوضح ذلك:

الجدول رقم: 2 جدول حجم القصص في (خطوط ومنعرجات)(محذوف)

كما أن عدد الكلمات يعطينا إشارة قوية على انتماء هذه الكتابة لجنس القصة القصيرة جدا...والجدل التالي يعطي صورة إحصائية لذلك:(جدول محذوف)

هكذا نلاحظ أن عدد النصوص القصصية هو 80 نصا،مجموع كلماتها يبلغ 2345كلمة، وعدد السطور يصل إلى 575 سطرا..
[/SIZE]

- العنونة في ( خطوط ومنعرجات):

عندما نتمعن في معجمية كلمة (خطوط ومنعرجات)، ونتتبع مسارهما المعجمي.. نجد أنها تحمل معاني كثيرة... ففي (تاج العروس) الجزء 16 ، من الصفحة 4375 إلى الصفحة 4377،نجد أن كلمة (خط) تعني:السطر والرسم والحفر والكتابة،وترك الأثر،والطريق المستقيم،والاستقامة...

و(المنعرج) المائل والمنعطف،والمعوج،والمنحرف جانبا،والملتوي...

ومن خلال هذا التنوع المعجمي، نجد أن الخطوط والمعرجات التي يرومها عبد الله فراجي هي هذه النصوص القصصية القصيرة التي تكون المجموعة القصصيةنوالتي هي رؤى متنوعة فيها الرؤية المستقيمة التي تسير في خط واحد وعناك المنعرجات والتي تميل نحو اليمين ونحو الشمال...

وهذ الخطوط/ الكتابات والمنعرجات أعطتنا تلوينا كتابيا وإبداعيا متنوعا.. ويمكن استخراج كثير من المواقف والصور الاجتماعية والسياسية والإنسانية منها.

كما أن بواسطة هذه الخطوط التي هي تسجيلات المؤلف لواقع محدد،نستنبط منها كثير من المزالق والظواهر الاجتماعية.و المتناقضات التي مست المجتمع وإنسانه...

ومن هذه الخطوط التي نجدها في المجموعة القصصية:

- السخرية:

أمام الفوضى التي يعرفها العالم، وأمام تناقضاته العارمة، وامتزاج قيمه، وتلبسها، وتشظي الرؤى فيه، والتي خلقت في الإنسان / المتلقي نوعا من القلق والتوتر ، واللبس، اضطر إلى خلق قيمه الخاصة... والتي من خلالها يعيد شيئا من التوازن إلى نفسه، وكيانه، ووجوده كإنسان له قيمة...

هذا الاضطرار دفع بالإنسان/ المتلقي إلى ابحث عن أساليب دفاعية، تعبيرية وجد فيها متنفسه، وملاذه.. عوضته عن أشياء كثيرة، منها : المجابهة الصريحة. ومن هذه الأساليب: السخرية والكاريكاتورية، أو التصوير الكاريكاتوري...

وعبد الله فراجي لا يهدف من السخرية الاستهزاء، والانتقاص، ولكن يهدف إلى كشف الخلل وفضحه، حتى يتم الانتباه إليه، ثم تجاوزه وإصلاحه.

فهل توفرت السخرية عندهم جميعا؟...

- يقول في قصته القصة القصيرة جدا (عناية):

" سأل عن المكاتب الفارغة...

قال حارس الأطلال: من حقهم أن يصلوا...

ريح باردة في الممرات وعيون شاخصة..

بحث بلا جدوى عن مكان في قاعة الانتظار،ثم أسند ظهره إلى الجدار..

واجهته يافطة نقشت بالبنط العريض:" نعتني بكم وبذويكم"..

أراد أن يصرخ..فرشقته النظرات."(ص:4)..


ويقول في قصة(2011):

" في هذا الزمن كثر اللغط والشطط..

واختلف القوم وهم ينظرون للمرحلة:

الأول:خريف في ربيع متفتح..

الثاني:سبحان مبدل الأحوال..

الثالث:أوراق تتساقط..

الرابع:وفاكهة الشر أيضا..

الخامس:بعد هز الأشجار...طبعا..

انتهت المرحلة ولم ينته الخلاف.."(ص:11)


ومن خلال هذين النصين أعلاه، نجد أن السخرية تتنوع عند عبد الله فرجي من نص إلى آخر ومن موقف إلى موقف ، ويمكن أن نجملها في نمطين من السخرية:

1- السخرية الاجتماعية، والتي تسخر من بعض المظاهر الاجتماعية،وبعض ملامح المجتمع...إنها سخرية تنتقد المشروع المجتمعي في واقعيته...

2- السخرية السياسية، والتي تتخذ من الانتقاد للوضع السياسي هدفا لها، وتعرية بعض السلوكات لسياسيين، أو بعض مظاهر التدبير السياسي في المجتمع العربي..والذي عرفت بعض مناطقه الربيع العربي وأثرت في حياته الاجتماعية والسياسية..وفي استقراره العام.

من خلال هذه القصتين السابقتين،نجد أن عبد الله فراجي يقوم بعملية النقد والفضح، والتعرية بهدف الإصلاح، والتوعية.. خاصة إذا ما عرفنا أنه يرى في السخرية حقيقة وبلاغة تتجاوز الكتابة..كما يكشف عن السخرية السياسية عن الوضع العام في بعض البلدان التي عرفت الربيع العربي..حيث انقلب فيها الوضع من سيئإلى أسوء...

ويرى الأستاذ نور الدين بوصباغ في ورقته النقدية الرقمية(مقامات السخرية في المجموعة القصصية(الإقامة في العلبة) للقاص المغربي حسن البقالي، بأن:"السخرية شكل من أشكال التعبير التي تجسد وعي الذات اتجاه ذاتها لحظة ضعفها، وفقدانها لملكاتها.. وبالتالي فهي موقف استرجاعي يهدف من خلاله المبدع إعادة التوازن للذات اتجاه ذاتها، واتجاه العالم..وأيضا لتحويل ما يفترض أنه عجز وألم وانكسارات إلى لحظات قوة، وانتصار وتسامي"...

والسؤال المطروح هو:

- هل فعلا كاتبنا عبد الله فراجي في مجموعته القصصية (خطوط ومنعرجات) يتغيى من السخرية استرجاع التوازن المفقود،وإزالة الخلخلة التي أحدثتها التناقضات التي لاحظها، ودفعته إلى الكتابة؟...

- ما هو الحامل الإسنادي الذي تنبني عليه سخريته؟..

إن السخرية التي يعتمدها في مجموعته القصصية، تتأسس على ركائز ثلاث، وهي:

- نقد الذات وانتقادها.

- محاكمة المجتمع سياسيا واجتماعيا، وإدانته...

- فضح القيم المبتذلة، والمسوخات الاجتماعية التي بدأ يعرفها المجتمع المغربي، والعربي، وتعرية الواقع...

وبالتالي تصبح السخرية من خلال كتابته، ومن خلال منظوره:"فن إبراز الحقائق المتناقضة، والأفكار السلبية في صور تغري بمقاومتها، والرد عليها، وإيقاف مفعولها"[1]...وقد استطاع في نصوص مجموعته القصصية (خطوط ومنعرجات) من حسن توصيل هذه السخرية، ما دام يعرف ويعي أن السخرية هي: فن المواجهة الإنسانية للأحداث والظواهر...

- المفارقة:

كما هو معلوم فإن القصة القصيرة تقوم على المفارقة.. فماذا نعني بهذا المصطلح؟..

المفارقة:" في أبسط صورها القصصية: جريان حدث بصورة عفوية على حساب حدث آخر هو المقصود في النهاية. أو هو تعرف الشخصية تعرف الجاهل بحقيقة ما يدور حوله من أمور متناقضة لوضعها الحقيقي.

فالمفارقة هنا درامية، والمفارقة عموما صيغة بلاغية تعني: قول المرء نقيض ما يعنيه لتأكيد المدح بما يشبه الذم، وتأكيد الذم بما يشبه المدح...وفي القصة القصيرة جدا لعبة فنية أو تقنية قصصية لا غاية لها إلا الخروج على السرد، وهو خروج يبعث على الإثارة والتشويق"[2]
...

ويرى الأستاذ محمد غازي التدمرني في مقاله الالكتروني(عناصر القصة القصيرة جدا)، إلى أن المفارقة، العنصر الأهم في بنية القصة القصيرة جدا، لأنها الحامل الأهم في تحريك كمون شحنة اللغة باتجاه الفعل الذي يحرك بدوره أنساق الدلالات بهدف الانتقال من الانفعال إلى الفعل، مشكلا حركة تصادمية تسعى إلى تعميق إحساس المتلقي بالأشياء المحيطة به. لذلك كان من وظائفها التقنية ، تشكيل الصدمة الإدهاشية..

فالمفارقة هي معطى، نتيجة لتوفر بعض الأمور من فعل التضاد والثنائيات اللغوية... وهي خلاصة موازنة ومقارنة بين حالتين يقدمهما الكاتب من تضاد واختلاف، يلفتان النظر.

صحيح أن بعض النصوص في (خطوط ومنعرجات) لا تفرز قصة قصيرة جدا... ولا تعطينا فنية نتلمسها في سردها.. بل لا نجد فيها إلا نثرية خطابية. وبالتالي تضيع منها كل أركان القصة القصيرة جدا الفنية...

هذا يجعلنا نستحضر مقولة الدكتور خليل موسى:"إن أي جنس أدبي لا بد أن تتوافر فيه سمتان: التوهج والإثارة(الفعل ورد الفعل)(النص والقارئ). فالتوهج خاصية ناجمة من التجربة الصادقة، والبناء المرصوص المكثف في النص.

والإثارة هي ما تتميز به في نفس المتلقي من إعجاب ودهشة ولذة. وأي نص يفتقد أحد هذين العاملين لا نقبله في حقل أي جنس أدبي"[3]
....

إن التوهج والإثارة والتشويق، والإدهاش، يجعل القصة القصيرة جدا تتحقق فيها المفارقة التي يمكن أن تحمل تعدد الأبعاد، واختلافها.. وذلك من تقابل أو تضاد، أو رفض أو قبول، أو طوع أو تمنع...

يقول في قصته(نظرة ف...):

" التقيا بعد المرة الأولى..ثم التقيا..

قررا الشروع في كتابة قصة حياتهما معا..

اختلفا بحدة حول كثير من التفاصيل..

قبل النهاية..تراشقا بالكلمات..

وتبادلا الطعن بالأقلام.."(
ص:66)

ويقول أيضا في قصة (اتجاه ممنوع):

" قلت لرفيقي في الطريق:

- هيا لنلعب؟

- وماذا نلعب؟

- لنهرب وسط الزحام..ونقول للناس اهربوا..

تقدم رفيقي..وسرنا..

وما هي إلا لحظات حتى تبعنا الناس..وتبعتنا الهراوات.."(
ص:2)

ففي النصين معا نجد مفارقة،والتي تشكل خيبة انتظار توقع القارئ..والذي كان يتوقع أشياء ستحصل...فالصديقان بعد التقائهما قررا كتابة قصة حياتهما..القارئ كان ينتظر ان يتم الاتفاق ويبدأ الشروع في الكتابة..لكن غير المنتظرهو خصام الصديقين وتراشقهما بالتهم والكلمات الخارجةعن الذوق،بل نشر أمور كتابة عن بعضهما البعض...وفي القصة الثانية أيضا كان القارئ يتوقع أن يهرب الناس ويصدقوا كلام الصديقين..لكن غير المتوقع وغير المنتظر هو أن الناس عرفوا بكذبهما فتبعوهما بالهراوات للاقتصاص منهما على كذبهما...

من هنا كانت المفارقة أساس القصة القصيرة جدا..لأنها في القصتين ، قامت بمهمة تحريك اللغة...وتأجيج دلالاتها..وأنساقها...إذ تفاعل فيها الانفعال والفعل... الشيء الذي جعل المتلقي يحس بالتصادمية في التعبير.. والحركة في السرد...والارتجاج في محيط النصين..وهذا ولد فيه صدمة إدهاشية، حركت مشاعره، ومخياله...

- الواقع السياسي المتردي:

اهتم عبدالله فراجي بتصوير الواقع كما يراه، ويلاحظه.. وبذلك فهمو يدين في قصصه القصيرة جدا استغفال المواطن، واستبلاده.. كما يدين بشدة الواقع السياسي القائم على النفاق، والغش والتزوير. كما يتبرأ من كل ممارسة تمس حرية الإنسان وكرامته. ويدين بشدة كل ألوان التعذيب والقهر والتسلط، والاغتصاب السياسي، الذي يسلب الإنسان حريته أو إرادته، أو حياته، أو حقوقه الإنسانية.

يقول في قصته(تفتيش)"- ضع كل ما تملك فوق الطاولة..

- لا أملك شيئا..

..........................................

.........................................

أمر الآمر:- افتحوا جمجمته.."(ص:16).


هنا يصور الكاتب فراجي مرحلة من مراحل زمن الرصاص ..حيث كانت زنازن الاعترافات يتم فيها تعذيب الأبرياء لإجبارهم على الاعتراف بأشياء وأشياء...إنه الفراغ الروحي، وانعدام الحس الوطني الذي يصل إليه بعض المسؤولين لإظهار أنهم يقومون بمسؤولياتهم دون تورع أو صيانة لكرامة الإنسان..

كما يجعلنا عبد الله فراجي كمتلقين نستحضر سنوات الرصاص، التي عاشها المغرب..حين كانت المعتقلات السرية تعج بالمعتقلين من كل الجهات..تجرى فيها الاستنطاقات ، وطبخ الملفات...والجبر على الاعتراف تحت طائل التعذيب والقهر... الشيء الذي دفع بالكثير، من المناضلين والسياسيين، والمفكرين إلى الهجرة، واختيار المنفى...كما اختار بعض الشباب الهجرة السرية على أن يبقى في الوطن يعاني الفراغ، والضياع، والبطالة. والموت البطيء...

وفي نص(هجرة) والذي يقول فيه:

" سألها:مم تهربين أيتها البلابل؟

- أهرب من نفسي وأهلي..

إلى هناك..إلى من يعرف من أكون..

- ولكن الأسماك تموت إذا خرجت من البحر..

أحنت رؤوسها في صمت..وشدت الرحال إلى الشمال
.."(ص:24)

إنه في هذا النص القوي يندد بالسياسة المتبعة في حق الشباب..وما يشعر به هذا الأخير من غبن وإقصاء وتهميشن وعطالة فيفضل الهجرة إلى الشمال بحثا عن فرصة حياتية أفضل.. وهو في إشارة ضمنية يربط الأوضاع، الاجتماعية المتردية، والبطالة، والهجرة السرية بالوضع السياسي العام..

- اللغة والقيم:

اللغة تلعب دورا هاما في الخطاب القصصي.. وجزء من سياقه الفني...وهي تحمل مجموعة من الدلالات المعرفية، والفنية والجمالية، والقيمية في ملفوظيتها، ونظميتها.

كما أنها تؤسس لحضور الوعي، ليتم من خلاله الإدراك والمعرفة.. والفهم..وعندما يصل المتلقي من خلال اللغة داخل القصة إلى هذه المراتب العقلية، يصبح قريبا من الرؤية القصصية التي يبطنها الكاتب لغته. وهذا ينهي صراع المتلقي بين الخارج والداخل، وبين البراني والجواني.. ومن ثم يمس هذا المتلقي وعي الشخوص في القصة، ويقف على حدود تفكيرها..ويتمثل أفعالها، وحركاتها وسكناتها..

ففي قصة (هاتف) نقرأ التالي:

"حشد كبير ينتظر الفرج على ظهر السفينة..

تكسر الصمت حين هتف هاتف أن تمسكوا بالحبال...

خفتت رهبة الموج..

ساد الصمت من جديد..

موجة عابرة أظهرت سوءة الربان وفييده هاتف يصور به المشهد.."(ص:74)"...


إن اللغة في هذه القصة القصيرة جدا تشكل مجموعة من القيم المعرفية المؤطرة لتجربة كمال الصقلي:"وتدفعها لأن تأخذ بعدها التقني على مسار القص الفني الموازي لحالات النفس الفاعلة في جوانية السياق الدلالي"[4]...وهذا يجعل من اللغة حقلا متنوع الدلالات، ومتعدد القيم حيث تتدرج من حالة وعي بحالة معيشة، والتي خلقت نوعا من الصدمة والهلع في الشخصيات .. عندما اكتشفت ان السفينة أصبحت في خطر وأن الربان الذين ينتظرون منه إنقاذهم وقيادة السفينة بأمان قد عرته موجة،وعوض ان يهتم بحالهم ويزيل فزعهم هو يصور بهاتفه الذكي المشهدويسجل رعبهم.وهذا جعل النفس الفاعلة تعيش لحظة هلع كبير ، وقلق.. وخوف.. واضطراب...فنتج عنه ارتعاش.. وعدم قدرة على تصديق ما يرون.

لتصل اللغة إلى قيمتها المعرفية، عندما أدركت الشخصية فداحة الأمر، وهول المصيبة.. وهنا عمل عقله الباطن،وتمثلت أمامه الصور والتمثلات..فأدرك أن الأمر خطير جدا.. يتطلب في قابل الأيام اختيار الربان الذي يقود السفينة باقتدار..


[1]- د. عبده الهوال،(حامد)، السخرية في أدب المازني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (د-ط)، 1982،ص:35
[2]- محيي الدين مينو،(محمد)،فن القصة القصيرة،منشورات دبي، 2000، ص:45
[3]- د. موسى،(خليل)، جريدة البعث، العدد8460، تاريخ: 1/11/2002
[4]- غازي التدمري،(محمد)، جريدة الأسبوع الأدبي، العدد 672، تاريخ 21/8/1999

للوقوف على فن القصة القصيرة جدا في المغرب ، اخترنا سبعة أعمال لمناقشتها، ومحاورتها واستجلاء تكنيك كتابة فن القصة القصيرة جدا...

وهذه الأعمال القصصية المغربية هي:

- خطوط ومنعرجات للأستاذ عبد الله فراجي.

- قليل من الملائكة، للأستاذ عبد الله المتقي.

- ضفائر الغابة. للأستاذ محمد فاهي.

- الرقص تحت المطر. للأستاذ حسن البقالي.

- مظلة في القبر. للأستاذ مصطفى لغتيري.

- وطن وسجائر بالتقسيط. للأستاذ أحمد السقال.

وقبل أن ننطلق في تحليل هذه المجاميع القصصية لا بد من إعطاء لمحة إحصائية عنها..يجملها الجدول التالي:


يتبع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى