آلاء فودة - بحة في عواء ذئب.. شعر

إلى تغريد عبد الجواد

1
لا أدري أيَّ شيءٍ دفعني للكتابةِ إليكِ
ربما الخوف
ربما التعثرُ في فتحِ حديثٍ مع ربة منزل
كلَّما رأتني لعَنَتْ خوفي
واستمرت في بصقِ النصح.

2
ربما كتمثالٍ عاطلٍ عن العمل
لا أحدَ يعزِّزُ وجودَه غير مناقيرِ الطير
وربما كخاسرٍ يحاولُ أن يلملمَ أوراقَه
ليعيدَ ترتيبَ صفوفِه
والبحث عن ثغرةٍ تعيدُ الرهان.
3
ليس لدي ما أقوله
القصائد ضعيفةٌ جداً
في إزالةِ ركامِ الدخانِ من صدري
وأنا طفلةٌ
تملكتني ريحٌ
وقذفت بي في آخرِ الممر.
4
سأتحدثُ عنكِ
ربما البدايةُ تسمحُ بالشفاء
وربما يشفعُ لي البحر
وربما الخذلان
وربما نستطيعُ أن نفثأَ معاً
أصنامَ الهيليومِ التي شيَّدناها
5
لن أتحدث عن العالمِ يا عزيزتي
العالمُ بريءٌ منا جميعاً
بريءٌ من العجزِ و الألم
العالمُ انعكاسٌ هشٌّ للذات
حجرٌ في الطريق
ريشةٌ في جناحِ غراب
بحةٌ في عواءِ ذئب
كهلٌ أرهقَه الطريقُ فاستراحَ لظلِّ شجرةٍ
أصابها الطمث
فكنَّا أولَ ورقتين تسقطان منها على رأسِه
_على رأسِ العالم_.
6
في كلِّ مرَّةٍ أكتبُ فيها نصَّاً
أقولُ هذا هو النصُّ الأخير
سأتركُ روحي هنا
سأقطعُ من لحمي في تلك السطور
وألفظُ أنفاسي الأخيرةَ على عتباتِه
وحين ينتهي النصُّ أشرعُ في تمزيقه
هذا النصُّ غيرُ جيد
هذا النصُّ لا يليقُ بنهايةٍ مجيدة.
بنهايةٍ لأمٍ تبحثُ طيلةَ النهارِ عن فمٍ لابنتِها
بصيدلانيةٍ تتحسَّسُ مواضعَ الألم
لتغرزً فيها عصباً جديداً
عصباً يثورُ كلَّما نفخنا فيه
بنهايةٍ تليقُ بزوجةٍ نسيت أصابعَها في المواعين
وحين احترقت الوجبةُ طبخت نفسها كبديلٍ واقعي.
7
وهذا النصُّ ضعيف
سأتركه وحيداً ينزوي في ركنٍ أزرقَ يابس
سأتركُه في أيادي اللصوصِ ينهشون منه خيالاً مهترئاً
سأتركُه على عتباتِ المساجد
في صناديقِ الزكاة
في كروتِ الڤلانتاين
في نفاياتِ الحروب
في النشراتِ الداخليةِ لأدويةِ السعال
سأتركُه على شاهدِ قبري.
9
قبري الذي أدخرُ أموالاً كثيرةً لبنائِه
قبري الذي يتسعُ لأطنانِ الذنوب
وأنصافِ القصائد
ووحده الله
وحده يعرفُ الطريقَ جيداً
وسيغفرُ لي عدمَ اكتمالِ النص.

آلاء فودة
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى