هي المرة الأولى التي أتأكد فيها بأن فاطمة تعشق الحناء بهذه الدرجة .... ويبدو أن رابطتها بهذه المادة تاريخية غائرة وممتدة حتى الصبا ؟ا
حاولت مرارا أن أعي تفاصيل هذه العلاقة الاحتفالية.. لكن ذلك مالم أحصله ومالم يكن لي للأسف....
فقط كنت أحن إلى زوجة العم هذه بطرائق انجذابية وإيعاز سحري غريب . لدرجة أني كنت أعيد السر في ذلك عن أنها سيدة كاملة الأنوثة ( وامرأة ونصف كما يقال)..لها طقوسها الخاصة. بحجة أنها تملك شبه سلطة و جريئة أكثر من الغير . وفي كثير من المواقف مخترقة لعديد من الحواجز. لكن تقاليد العائلة . الكبرى أجبرتني على التحدث إليها بطرائق وفرص محتشمة.
كنت أكتنز جيدا ما كانت تمدني إياه من تبجيل وتقدير .. إلى درجة أنها في أكثر من مرة وبطريقة بدوية تعرض عليّ الاقتران بإحدى بناتها الحسنوات . لكن محطات القطيعة والتواصل كانت تحيا بيننا كشعرة معاوية ... فمرات تكثر زيارات العائلتين ومرات تتباعد نحو أبعد نقطة؟ا لذلك ألفيتني صراحة متخوفا من الزواجات التي تتم تحت هذا النوع من الطلب ...لأن أمثلة كثيرة يحفظها معي الجميع داخل هذه المدينة .. أغلبهم تزوجوا ثم صاروا في ظرف وجيز ألد الأعداء ولم تفصل بينهم إلا العدالة.
** ** ** ** ** **
وحتى لا أطيل الحديث عن مناقب فاطمة وأعيد سرد ماضيها .فهي الآن( وأرجو ألا تتفاجأوا)جثة هامدة أمامي ؟ا ـ ماتت قبل يومين بالمستشفى الولائي . بعد مرض ألزمها آلاف اللقاحات والفحوصات الدموية لمدة خمس سنوات أو أكثر .... وهذا ما جعلني أتأسف كثيرا عن رحيلها بعد أن اشتدت علاقتي بها يوم كنت أزورها وكلي أمل للرفع من معنوياتها .
ظلت تعاني من قصور كلوي بالمعنى العلمي. وفشل في خدمات هذين النعمتين(الكليتين)بالمعنى الشعبي.. وتباطؤ وجود هذه الخدمة يعني الموت المسبق في جميع الحالات... ـ هكذا فهمت من أحد الأطباء ـ
لكن مع التطور العلمي يظل الأمل قائما اجتهادا وإسراعا في إنقاذ الأرواح .. وكنت كلما شد انتباهي عنوانا عن عالم الكلى إلا وهضمته بالكامل باحثا عن كيفية الإستطباب به وكيف لي أن أقدم خبرا سارا لفاطمة.
مرة دخلت عليها وقلت لها على المباشر (هناك مواطن من الشرق الجزائري يرغب في بيع كليته مقابل ثمن مليار سنتيم تقريبا ؟ا ) وزوجها الذي هو عمي سمع الخبر قبل أن أحادثته في نفس الموضوع وأؤكد له المعلومة.. لكنه كان من النوع الذي لايؤمن بالتجارب الطبية ولابتطوراته ولا حتى باجتهاداته بل كان يحبذ لزوجته أن تشفى بقدرة قادر أو على يد راقِ ؟اـ
قال أحد الجيران.... (هذا جهل)ـ كيف يستصغر هذا الثمن الذي لايجلب سيارة محترمة من السوق على امرأة عاشرته قرابة الخمسين سنة .
مرة ونحن معها بمصلحة الإستعجالات تتوجع وتحتضر جراء آلام حادة ,وبعد أن اعتقدناها لحظات العمر الأخيرة ها قد اقتربت .. كانت تطلب شيئا وبإلحاح منقطع النظير ... وفي النهاية تخيلوا كانت ترفع بيدها المرتعشة لتمسك بيد زوجها والذي فهم قصدها على المباشر . ثم راحت تقبلها وبعنف ظهرا وباطنا .... استدار الزوج بعدها ليتسمر وراء النافذة وربما كان يخبيء دموعا أبت أن تنفضح.
قلت في نفسي ما أوفى هذا النوع من النساء في هذا العصر المادي القذر؟ا......................
فاطمة انتظرت هذا العم القاسي ؟ا قرابة السبع عشرة سنة وهو يكد في شوارع باريس . وبعد أن عاد وجلب معه صورا يقف فيها جنبا لجنب أمام مراهقات فرنسيات.يشتغلن في المقاهي الليلية حسب مآزرهن
كان هو يقف بسترة الأتراك الشباب.ا لم تهتز أو تبرز غيرتها .بل واصلت سنوات الكدر رفقته.
ولازلت هنا أتذكر يوم أطللنا على الألبوم وتصفحناه.. زمن كنا كتاكيتا نضحك ضحكات اللصوص ونحن نشاهد لأول مرة نساء يرتدين (الميني جيب) ولايقنعني أحد بأن فاطمة لم تشاهد ذلك أو تطلع على شبه الأسرار هذه .. ورغم ذلك هضمت معه مشوار العمر بحلوه ومره.. وبحكم أننا جيران فلم نسمع بتاتا أنهما تشاجرا يوما أو تقاطعا... (يالهن من نساء واقفات صامدات).
فاطمة كانت تملك بلا شك غيرة المنطق ,لاغيرة الأهواء والغرائز وغيرة الوقار لدى الكبيرات . فهي من عرفت كيف تحافظ على حب واحترام زوجها غاضة الطرف عما اقترفه هناك في بلاد الجن والملائكة.
والأكيد المؤكد أنه لو امتهن هذا العم تصرفاته هنا لكان ربما الموقف متغير .. وعجب العجاب أن فاطمة لم تكن تعرف لا الكتابة ولا القراءة ؟؟ فهي احدى سمراوات الريف البسيط وفقط؟ا
** ** ** ** ** **
فمن أين تحصلت على هذه الصلابة في الشخصية .. ثم أليس أمر هذا العم بعجيب .. هل تراه معقدا ياترى .. ومتعجرفا .. أم محافظ شوفيني ؟ا ـ مرة سرحت مع خيالي أشرّح هذه التركيبة البشرية ولم أتوصل إلا أن الإنسان هو حقا أغرب المخلوقات .. وكل ماجاءت به نتائج الدراسات الأنثروبولوجية أوالمثيولوجية
لايجنح بالكاد نحو مرابض الحقيقة . في المقابل هي ليست كذبا على كذب .. لأنه لاأحد نسخة من الآخر . فتجربة تنجح في إقليم ما ليس لها أن تنجح في ضيعة أخرى من العالم .. وماهو سيء قد يكون مع مرور السنين أحسنا .... المثالي الطيب قد يتحول إلى مفسد مخرب ومجرم .. لكن المجانين المفسدين يستحيل أن يتحولوا إلى بناة ودعاة فضيلة . ..والأدباء وحدهم من يعرفون لماذا ..وكيف ومتى .....وكذلك نوع من البشر....... قد تكون فاطمة واحدة منهم .
** ** ** ** **
فاطمة وهي داخل الصندوق الخشبي مغدقة بالحناء.. . وكأن بها زهرة غـُرست وسط كتلة من الطمي ؟ا كانت دموع بناتها الواقفات والأقارب قريبة للصمت المطبق . ...لا نحيب...ولاعويل.... بحكم أن الجميع كان ينتظر هذا المصير المحتوم وأن هذه اللحظة كانت مؤجلة إلى غرة حين فقط . ـ لذلك لم يكن موتها مفاجئا ؟ا ـ.............................................................................
وقفتُ مع زحمة المودعين وأنا أشعر بأن الدنيا فعلا ابنة كلب كم وصفها أحد الشعراء وأقصد (عمر البرناوي عليه ألف رحمة) حتى وهي حق أريد بها باطل .. ولكن الذي أراه غير واقعي ومقبول على الإطلاق وغيرعقلاني هو أن يذهب عمر الإنسان هكذا هدرا .. وأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء حقا . وبالمقابل المرض هو العدو رقم واحد للإنسان. خاصة إذا استوطن الجسد في عز الأعمار .. ثم فهمت بأن الخيانة ليست صفة تلصق بالنساء فقط .... ـ هناك رجال يخونون ـ
وبآلاف الطرق والألوان .. كنت أرى بأن هذا العم سوف يضحي بأجمل مايملك من أجل رفيقة العمر حتى ولو استدعى ذلك بيع المسكن ؟ا و هذا لا يعني بأنه سوف يقف في وجه الأقدار (حاشا) وإنما الجميع انتظر منه موقفا بطوليا ما دام أن الأمر كان يتعلق بأرقام مالية وهو من كان يحوزها حسب مظهره الخارجي ( لكن وما أصعب هذه اللاكن) رأى بأن عملية زرع كلية لزوجته عملا خياليا ولو في الأحلام
.. حتى ولو ربما تعلق الأمر بجسمه ـ والله أعلم ؟ا .. فيا لا تعاسة الإنسان وغرائبية منطقه.. يا لافضاعة بخله ورذيلته حين يقدس المادة عن أنها سببا للسعادة والدوام والخلد وليست سببا للشقاء؟ا
** ** ** **
رحلت فاطمة في موكب جنائزي بسيط زمن العصر .. وأغرب ما تنبهت إليه هو أنه نفس التاريخ الذي رحلت فيه المطربة العربية اسمهان السبت 14 جويلية .
دُفنت وقبل غسق المساء ... لا أدري ما الذي أجبرني على العودة لأجل الوقوف على قبرها ثانية وفي نفس اليوم ؟ا .. بعدها تعهدت أن أفعل ذلك صبيحة كل عيد .. وبعض المرات أتفاجىء من وجود بعض الزجاجات العطرية صغيرة الحجم كتلك التي تحوي مستخلصات الورود . والأزارو بعضا من علب الحناء .. فأرجعت الأمر لأحد الأبناء أو البنات أو الحفيدات .. أو من ياترى؟أ ـ الزوج ربما ؟ا
وما نكس من حالي أكثر وكان له تأثير أكثر... هو كيف العائلة أن الكبرى تشتت حالها وافترقوا تباعا .. بعد رحيل فاطمة بأشهر.... الكل شق طريقه نحو وجهة مجهولة ذكورا وإناثا .. ولم يكتمل الحول الأول حتى تزوج العم بامرأة ثانية . وكانت الحادثة المؤلمة أن المولود الأول له سقط عن طريق الإجهاض ولم تكتب له الحياة ... أما الثاني فقد خرج إلى الوجود حيا ...
بلا لون أو ملامح إنسانيةــ يا سبحان الله ؟ا ... أي أنه مشوه الوجه قبيح الملامح .. وتلك مشيئته عز وجل ... ؟ا
.تمــــــــــــــــــــــــــــت.
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاولت مرارا أن أعي تفاصيل هذه العلاقة الاحتفالية.. لكن ذلك مالم أحصله ومالم يكن لي للأسف....
فقط كنت أحن إلى زوجة العم هذه بطرائق انجذابية وإيعاز سحري غريب . لدرجة أني كنت أعيد السر في ذلك عن أنها سيدة كاملة الأنوثة ( وامرأة ونصف كما يقال)..لها طقوسها الخاصة. بحجة أنها تملك شبه سلطة و جريئة أكثر من الغير . وفي كثير من المواقف مخترقة لعديد من الحواجز. لكن تقاليد العائلة . الكبرى أجبرتني على التحدث إليها بطرائق وفرص محتشمة.
كنت أكتنز جيدا ما كانت تمدني إياه من تبجيل وتقدير .. إلى درجة أنها في أكثر من مرة وبطريقة بدوية تعرض عليّ الاقتران بإحدى بناتها الحسنوات . لكن محطات القطيعة والتواصل كانت تحيا بيننا كشعرة معاوية ... فمرات تكثر زيارات العائلتين ومرات تتباعد نحو أبعد نقطة؟ا لذلك ألفيتني صراحة متخوفا من الزواجات التي تتم تحت هذا النوع من الطلب ...لأن أمثلة كثيرة يحفظها معي الجميع داخل هذه المدينة .. أغلبهم تزوجوا ثم صاروا في ظرف وجيز ألد الأعداء ولم تفصل بينهم إلا العدالة.
** ** ** ** ** **
وحتى لا أطيل الحديث عن مناقب فاطمة وأعيد سرد ماضيها .فهي الآن( وأرجو ألا تتفاجأوا)جثة هامدة أمامي ؟ا ـ ماتت قبل يومين بالمستشفى الولائي . بعد مرض ألزمها آلاف اللقاحات والفحوصات الدموية لمدة خمس سنوات أو أكثر .... وهذا ما جعلني أتأسف كثيرا عن رحيلها بعد أن اشتدت علاقتي بها يوم كنت أزورها وكلي أمل للرفع من معنوياتها .
ظلت تعاني من قصور كلوي بالمعنى العلمي. وفشل في خدمات هذين النعمتين(الكليتين)بالمعنى الشعبي.. وتباطؤ وجود هذه الخدمة يعني الموت المسبق في جميع الحالات... ـ هكذا فهمت من أحد الأطباء ـ
لكن مع التطور العلمي يظل الأمل قائما اجتهادا وإسراعا في إنقاذ الأرواح .. وكنت كلما شد انتباهي عنوانا عن عالم الكلى إلا وهضمته بالكامل باحثا عن كيفية الإستطباب به وكيف لي أن أقدم خبرا سارا لفاطمة.
مرة دخلت عليها وقلت لها على المباشر (هناك مواطن من الشرق الجزائري يرغب في بيع كليته مقابل ثمن مليار سنتيم تقريبا ؟ا ) وزوجها الذي هو عمي سمع الخبر قبل أن أحادثته في نفس الموضوع وأؤكد له المعلومة.. لكنه كان من النوع الذي لايؤمن بالتجارب الطبية ولابتطوراته ولا حتى باجتهاداته بل كان يحبذ لزوجته أن تشفى بقدرة قادر أو على يد راقِ ؟اـ
قال أحد الجيران.... (هذا جهل)ـ كيف يستصغر هذا الثمن الذي لايجلب سيارة محترمة من السوق على امرأة عاشرته قرابة الخمسين سنة .
مرة ونحن معها بمصلحة الإستعجالات تتوجع وتحتضر جراء آلام حادة ,وبعد أن اعتقدناها لحظات العمر الأخيرة ها قد اقتربت .. كانت تطلب شيئا وبإلحاح منقطع النظير ... وفي النهاية تخيلوا كانت ترفع بيدها المرتعشة لتمسك بيد زوجها والذي فهم قصدها على المباشر . ثم راحت تقبلها وبعنف ظهرا وباطنا .... استدار الزوج بعدها ليتسمر وراء النافذة وربما كان يخبيء دموعا أبت أن تنفضح.
قلت في نفسي ما أوفى هذا النوع من النساء في هذا العصر المادي القذر؟ا......................
فاطمة انتظرت هذا العم القاسي ؟ا قرابة السبع عشرة سنة وهو يكد في شوارع باريس . وبعد أن عاد وجلب معه صورا يقف فيها جنبا لجنب أمام مراهقات فرنسيات.يشتغلن في المقاهي الليلية حسب مآزرهن
كان هو يقف بسترة الأتراك الشباب.ا لم تهتز أو تبرز غيرتها .بل واصلت سنوات الكدر رفقته.
ولازلت هنا أتذكر يوم أطللنا على الألبوم وتصفحناه.. زمن كنا كتاكيتا نضحك ضحكات اللصوص ونحن نشاهد لأول مرة نساء يرتدين (الميني جيب) ولايقنعني أحد بأن فاطمة لم تشاهد ذلك أو تطلع على شبه الأسرار هذه .. ورغم ذلك هضمت معه مشوار العمر بحلوه ومره.. وبحكم أننا جيران فلم نسمع بتاتا أنهما تشاجرا يوما أو تقاطعا... (يالهن من نساء واقفات صامدات).
فاطمة كانت تملك بلا شك غيرة المنطق ,لاغيرة الأهواء والغرائز وغيرة الوقار لدى الكبيرات . فهي من عرفت كيف تحافظ على حب واحترام زوجها غاضة الطرف عما اقترفه هناك في بلاد الجن والملائكة.
والأكيد المؤكد أنه لو امتهن هذا العم تصرفاته هنا لكان ربما الموقف متغير .. وعجب العجاب أن فاطمة لم تكن تعرف لا الكتابة ولا القراءة ؟؟ فهي احدى سمراوات الريف البسيط وفقط؟ا
** ** ** ** ** **
فمن أين تحصلت على هذه الصلابة في الشخصية .. ثم أليس أمر هذا العم بعجيب .. هل تراه معقدا ياترى .. ومتعجرفا .. أم محافظ شوفيني ؟ا ـ مرة سرحت مع خيالي أشرّح هذه التركيبة البشرية ولم أتوصل إلا أن الإنسان هو حقا أغرب المخلوقات .. وكل ماجاءت به نتائج الدراسات الأنثروبولوجية أوالمثيولوجية
لايجنح بالكاد نحو مرابض الحقيقة . في المقابل هي ليست كذبا على كذب .. لأنه لاأحد نسخة من الآخر . فتجربة تنجح في إقليم ما ليس لها أن تنجح في ضيعة أخرى من العالم .. وماهو سيء قد يكون مع مرور السنين أحسنا .... المثالي الطيب قد يتحول إلى مفسد مخرب ومجرم .. لكن المجانين المفسدين يستحيل أن يتحولوا إلى بناة ودعاة فضيلة . ..والأدباء وحدهم من يعرفون لماذا ..وكيف ومتى .....وكذلك نوع من البشر....... قد تكون فاطمة واحدة منهم .
** ** ** ** **
فاطمة وهي داخل الصندوق الخشبي مغدقة بالحناء.. . وكأن بها زهرة غـُرست وسط كتلة من الطمي ؟ا كانت دموع بناتها الواقفات والأقارب قريبة للصمت المطبق . ...لا نحيب...ولاعويل.... بحكم أن الجميع كان ينتظر هذا المصير المحتوم وأن هذه اللحظة كانت مؤجلة إلى غرة حين فقط . ـ لذلك لم يكن موتها مفاجئا ؟ا ـ.............................................................................
وقفتُ مع زحمة المودعين وأنا أشعر بأن الدنيا فعلا ابنة كلب كم وصفها أحد الشعراء وأقصد (عمر البرناوي عليه ألف رحمة) حتى وهي حق أريد بها باطل .. ولكن الذي أراه غير واقعي ومقبول على الإطلاق وغيرعقلاني هو أن يذهب عمر الإنسان هكذا هدرا .. وأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء حقا . وبالمقابل المرض هو العدو رقم واحد للإنسان. خاصة إذا استوطن الجسد في عز الأعمار .. ثم فهمت بأن الخيانة ليست صفة تلصق بالنساء فقط .... ـ هناك رجال يخونون ـ
وبآلاف الطرق والألوان .. كنت أرى بأن هذا العم سوف يضحي بأجمل مايملك من أجل رفيقة العمر حتى ولو استدعى ذلك بيع المسكن ؟ا و هذا لا يعني بأنه سوف يقف في وجه الأقدار (حاشا) وإنما الجميع انتظر منه موقفا بطوليا ما دام أن الأمر كان يتعلق بأرقام مالية وهو من كان يحوزها حسب مظهره الخارجي ( لكن وما أصعب هذه اللاكن) رأى بأن عملية زرع كلية لزوجته عملا خياليا ولو في الأحلام
.. حتى ولو ربما تعلق الأمر بجسمه ـ والله أعلم ؟ا .. فيا لا تعاسة الإنسان وغرائبية منطقه.. يا لافضاعة بخله ورذيلته حين يقدس المادة عن أنها سببا للسعادة والدوام والخلد وليست سببا للشقاء؟ا
** ** ** **
رحلت فاطمة في موكب جنائزي بسيط زمن العصر .. وأغرب ما تنبهت إليه هو أنه نفس التاريخ الذي رحلت فيه المطربة العربية اسمهان السبت 14 جويلية .
دُفنت وقبل غسق المساء ... لا أدري ما الذي أجبرني على العودة لأجل الوقوف على قبرها ثانية وفي نفس اليوم ؟ا .. بعدها تعهدت أن أفعل ذلك صبيحة كل عيد .. وبعض المرات أتفاجىء من وجود بعض الزجاجات العطرية صغيرة الحجم كتلك التي تحوي مستخلصات الورود . والأزارو بعضا من علب الحناء .. فأرجعت الأمر لأحد الأبناء أو البنات أو الحفيدات .. أو من ياترى؟أ ـ الزوج ربما ؟ا
وما نكس من حالي أكثر وكان له تأثير أكثر... هو كيف العائلة أن الكبرى تشتت حالها وافترقوا تباعا .. بعد رحيل فاطمة بأشهر.... الكل شق طريقه نحو وجهة مجهولة ذكورا وإناثا .. ولم يكتمل الحول الأول حتى تزوج العم بامرأة ثانية . وكانت الحادثة المؤلمة أن المولود الأول له سقط عن طريق الإجهاض ولم تكتب له الحياة ... أما الثاني فقد خرج إلى الوجود حيا ...
بلا لون أو ملامح إنسانيةــ يا سبحان الله ؟ا ... أي أنه مشوه الوجه قبيح الملامح .. وتلك مشيئته عز وجل ... ؟ا
.تمــــــــــــــــــــــــــــت.
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ