مرّةً
في انتظار هرّاس ليعدل الموازين المقلوبة
كان الأهطل أحمد بدير...
يأتينا في صالة الدّار كلّ ليلة...
برسالة من سعيد عبد الغني...
َمفادُها أنّ هرّاس الغائب دائماً... قادم
نعم نعم..
ذلك ما أكّدته مصادر العَتَه..
ودرْوَشةُ (الرّيالة) في حنكِه
(هرّاس جَيْ. هرّاس جَيْ)
وكعادة الجاموس الذي لا يُدركُ..
كم هو غاشم القوّة..
وكم للحوافر من هيمنةٍ..
لو شاءت قلب الطّاولة على الأمم المتّحدة
يُتابع الفلّاحون قشعريرة العمدة بشغف..
ورعب شيخ الخفر بتشفِّي
لكنّ هرّاس يُمعِنُ في الغياب و لا يجيء
دائماً ما تذهبُ أحلام شلبي للنوم قبل التّاسعة
ويُغلق التلفزيون التمثيليّة كلّ ليلة...
على (حتِّةْ قفْلَة)!...
تُوعِزُ للمتفرّجين بأنّ هراسَ (جيْ بُكْرَه)...
للعراك مع العمدة
فيعاودون ذهابهم اليوميّ لخيزرانةِ الخُولِي..
في إستعجالٍ لقدوم المغرب
عند الظّهيرة...
وأمّي منهمكة في شيِّ السمك..
وأبي منتبهٌ للطريق فوق فيزبته...
ليس غيري في جرنِ الشاشة الفسيح
حين.. لا فلّاحين في صالة بيتنا
حيث يُكلّمهم القيظ على إنفراد
ويمنحهم بركة سياطه المباركة
كان أحمد بن شبيب يعود من الجبل
بشلوتين لعجيزة الوالي
وكفّين يحفظُ قفاهُ ما يُمليَانِهِ عليه
ويأخذ بعض الماعز من حوزته..
ويَفُكّ وثاق البقر من الزّريبة
لكن.....
رغم أنّ عوالِي قُطِع لسانها...
لا أذكر متى ولا منْ قطعه
لا أعرف كيف يأتي المأمور فجأة..
ويُحاصِر بعساكِرِهِ المشهد
ولا كيف كأنه.. لم يكن هنا ابن شبيبٍ من أساسه
دائماً ما يذهبُ ابن شبيب...
قبل موت الوالي ب (بونيّة) أخيرة
وأسألُ نفسي كطفلٍ يقرأ لأجاثا كريستي
ويعرف ألاعيب الجوستابو
لماذا لا يُظهِر ابن شبيبٍ سطوته في حضرة المأمور؟!
وهل لو كان هراسٌ قادرٌ على أنْ يضع العمدة في الفلقة...
(مش كان مدّهُ وخِلِصنا)؟
هل كان عليه أنْ يُهاجر؟
هل كان على عنترة مجابهة النعمان بن المنذر..
والقبيلة برمّتها (مش حِملْ لطشة قلم مِنُّه)
أخبرُ أبي حين عودته.. بقدوم ابن شبيب
وأنني ناديتُ أمي لتعِدّ له الشاي فلم تسمع
أخبرهُ أنّهُ (مَرْمَغَ كرامةَ) الوالي
انظرْ كيف يجلِسُ مُعوجّاً
بُصْ يا أبي قفاه... وخدودهُ
والهيستامين النافر كحساسيةٍ مقيمة
يُقنعني أبي أنّ سندباد أثّر في قوايّ العقليّة
وأنني منْ ألّفتُ مارد الجبل
هرّاسُ ليس إلّا حكاية يتشعلقُ فيها الفلّاحون..
كحيلة للمزيد من الصبر
فليس عندهم صبرٌ ينفد...
ابن شبيب يعمل لصالح الحكومة
ابن شبيبٍ (جِفْت)..
تماماً كالّذي عند ربيع الأطير..
كزيت تدهنهُ لك خالتك أمّ حراصنة
تستعمله الحكومة قبل إنفجار الدّمامل
مع كوننا دمامل لا تُحبّ الإنفجارات
وهراسُ يا ولدي فكرة مخابراتية..
تقنعك بالفرجة..
وأنّه الوحيدُ منْ في إستطاعته أنْ يجلد الوالي..
ويستردَّ عنزاتك المنهوبة
وعليك أنْ تنتظره
غداً عندما تكبر...
سترى كيف إنقلب أحمد بدير على الثّورة
وأنّ سعيد عبد الغني تعلّم اللّكنة الفرنسية
وإعتذر عن الدّور (منْ بَدْرِي)
وأنّ شادية لن تفتح الهويس من جديد...
لأشباه رجال علّقوا شجاعتهم بامرأة
ليس من هرّاسٍ يُساعدُ المتفرّجين
إنْ كان ابنُ شبيبٍ قد أتى فعلاً...
فأنت اخترعته...
الفلّاحون يُدركون أنّهم يختانون أنفسهم
إسأل عمك عبد العظيم عبد الحق
سيقول لك نصّاً في كُهْنٍ لا يخفَى
(بإدينا إيه نعمله يا إبني).
............................
السيد فرج الشقوير
مصر
في انتظار هرّاس ليعدل الموازين المقلوبة
كان الأهطل أحمد بدير...
يأتينا في صالة الدّار كلّ ليلة...
برسالة من سعيد عبد الغني...
َمفادُها أنّ هرّاس الغائب دائماً... قادم
نعم نعم..
ذلك ما أكّدته مصادر العَتَه..
ودرْوَشةُ (الرّيالة) في حنكِه
(هرّاس جَيْ. هرّاس جَيْ)
وكعادة الجاموس الذي لا يُدركُ..
كم هو غاشم القوّة..
وكم للحوافر من هيمنةٍ..
لو شاءت قلب الطّاولة على الأمم المتّحدة
يُتابع الفلّاحون قشعريرة العمدة بشغف..
ورعب شيخ الخفر بتشفِّي
لكنّ هرّاس يُمعِنُ في الغياب و لا يجيء
دائماً ما تذهبُ أحلام شلبي للنوم قبل التّاسعة
ويُغلق التلفزيون التمثيليّة كلّ ليلة...
على (حتِّةْ قفْلَة)!...
تُوعِزُ للمتفرّجين بأنّ هراسَ (جيْ بُكْرَه)...
للعراك مع العمدة
فيعاودون ذهابهم اليوميّ لخيزرانةِ الخُولِي..
في إستعجالٍ لقدوم المغرب
عند الظّهيرة...
وأمّي منهمكة في شيِّ السمك..
وأبي منتبهٌ للطريق فوق فيزبته...
ليس غيري في جرنِ الشاشة الفسيح
حين.. لا فلّاحين في صالة بيتنا
حيث يُكلّمهم القيظ على إنفراد
ويمنحهم بركة سياطه المباركة
كان أحمد بن شبيب يعود من الجبل
بشلوتين لعجيزة الوالي
وكفّين يحفظُ قفاهُ ما يُمليَانِهِ عليه
ويأخذ بعض الماعز من حوزته..
ويَفُكّ وثاق البقر من الزّريبة
لكن.....
رغم أنّ عوالِي قُطِع لسانها...
لا أذكر متى ولا منْ قطعه
لا أعرف كيف يأتي المأمور فجأة..
ويُحاصِر بعساكِرِهِ المشهد
ولا كيف كأنه.. لم يكن هنا ابن شبيبٍ من أساسه
دائماً ما يذهبُ ابن شبيب...
قبل موت الوالي ب (بونيّة) أخيرة
وأسألُ نفسي كطفلٍ يقرأ لأجاثا كريستي
ويعرف ألاعيب الجوستابو
لماذا لا يُظهِر ابن شبيبٍ سطوته في حضرة المأمور؟!
وهل لو كان هراسٌ قادرٌ على أنْ يضع العمدة في الفلقة...
(مش كان مدّهُ وخِلِصنا)؟
هل كان عليه أنْ يُهاجر؟
هل كان على عنترة مجابهة النعمان بن المنذر..
والقبيلة برمّتها (مش حِملْ لطشة قلم مِنُّه)
أخبرُ أبي حين عودته.. بقدوم ابن شبيب
وأنني ناديتُ أمي لتعِدّ له الشاي فلم تسمع
أخبرهُ أنّهُ (مَرْمَغَ كرامةَ) الوالي
انظرْ كيف يجلِسُ مُعوجّاً
بُصْ يا أبي قفاه... وخدودهُ
والهيستامين النافر كحساسيةٍ مقيمة
يُقنعني أبي أنّ سندباد أثّر في قوايّ العقليّة
وأنني منْ ألّفتُ مارد الجبل
هرّاسُ ليس إلّا حكاية يتشعلقُ فيها الفلّاحون..
كحيلة للمزيد من الصبر
فليس عندهم صبرٌ ينفد...
ابن شبيب يعمل لصالح الحكومة
ابن شبيبٍ (جِفْت)..
تماماً كالّذي عند ربيع الأطير..
كزيت تدهنهُ لك خالتك أمّ حراصنة
تستعمله الحكومة قبل إنفجار الدّمامل
مع كوننا دمامل لا تُحبّ الإنفجارات
وهراسُ يا ولدي فكرة مخابراتية..
تقنعك بالفرجة..
وأنّه الوحيدُ منْ في إستطاعته أنْ يجلد الوالي..
ويستردَّ عنزاتك المنهوبة
وعليك أنْ تنتظره
غداً عندما تكبر...
سترى كيف إنقلب أحمد بدير على الثّورة
وأنّ سعيد عبد الغني تعلّم اللّكنة الفرنسية
وإعتذر عن الدّور (منْ بَدْرِي)
وأنّ شادية لن تفتح الهويس من جديد...
لأشباه رجال علّقوا شجاعتهم بامرأة
ليس من هرّاسٍ يُساعدُ المتفرّجين
إنْ كان ابنُ شبيبٍ قد أتى فعلاً...
فأنت اخترعته...
الفلّاحون يُدركون أنّهم يختانون أنفسهم
إسأل عمك عبد العظيم عبد الحق
سيقول لك نصّاً في كُهْنٍ لا يخفَى
(بإدينا إيه نعمله يا إبني).
............................
السيد فرج الشقوير
مصر