تدلى ألرجلُ ألضخمْ على حبل المشنقة برغبةِ موت جامحة بعد أن أزلت ترباس المشنقة بهدو وخبره . كان موته جميلاً، لذيذاً و مخملياً فقد مات بانتعاش بارد. كان ذلك عند الساعة السادسة صباحاً. بعد ذلك مباشرة تم تجهيز الرجل الثانى ، سمعته يصرخ بهلع أمى .. أبى ... يا ناس ألحقونى .. أنا بريء. نظرت اليه من كوة صغيره اسمها كوة الشناق، كان شابا وسيماً.شعره أسود مجعد أضفت عليه أهوال انتظار تنفيذ الاعدام نوعاً من اللانظام والفوضى الموتية الهادفة فبدى أشبه بغجرى مترع بنبيذ قديم .. كان حزيناً حزناً جميلاً مثل أندروماك وهى تقاوم مغتصبيها.انهارت أرجله فجرًه الجلادان جراً الى منصة المشنقة .. أحسست بسعادة غامره ، هذا النوع من المشنوقين حتماً تسرنى ميتتهم لأنها تؤكد قوتى كشناق مبدع ... بالطبع ليس بمقدور كل الناس أن يعملوا كشناقين. تأكدت من اكتمال ترتيبات لف الحبل حول عظم ألرقبة ، وغطاء الرأس ، كان يصرخ صراخا غسل عنى استفزاز ميتة ضحيتى الاولى.. كنت أنظر اليه وانا أنقط فرحاً وأتلمظ تلمظ حيوان مفترس أدرك تمكنه من فريسته.. ثم أزلت ترباس المشنقة بهدوء ، تدلى بسرعه وهو يقول (غيغ) فمات الى الأبد والحمدلله ... عند الظهر عدت الى منزلى منشرح الفؤاد ... تناولت وجبة الغداء تحت سماء افريقية تتبعثر فيها السحب وهى تأخذ شكل المشانق. لابد من النوم ألعميق استعدادا ليوم غدٍ .... لا زال هناك عدد هائل من ألمنتظرين ، وانا شناقهم الوحيد... سأشنقهم جميعاً حتى الموت... قردة تافهين .. انهم خُلقوا كى يُشنقوا ... لماذ ينعمون بالحياة ، نعم كيف ينعم كل الناس بالحياة، لابد من موت البعض حتى يستأثر الآخرون بالنعم ... والا كيف يتدافعون؟.. جاء صباح غد متفل بدعاش الموت المستطاب ، أحسست ببرودة فى أعصابى وأنا أتذكر ميتة الرجل ألضخم يوم أمس. كان تافهاً فى موته مثل فارس رعديد. دخلت غرفتى ، وانا أنظر الى المشنقة من كوتى ، وهى منتصبة كطود أشم .... ما أجملك مشنقتى .. ما أجملك وأنت تقطعين الرقاب ، وتفصليها من (الطايوق) بلزوجة معفرة... حبلك المتهدل مثل خصلة مثل فتاة غانج.. تدلت خصلتك بانتظام وجمال يا فارعة ألقوام ، يا طويلة مهوى الحبل!! ما أجملك أيتها الحبيبة البلوطية ... كيف يكون حالى دونك .. أنا أحبك حتى ألشهقة الاولى لضحيتى ألسرمدية