إهداء إلى الذين لا يتكلّمون أبدا بألسنتهم
تقلّب الأخرس ليلا في فراشه، تذكر نظراته المختلسة في النهار الفائت نحو النساء الجميلات، وتذكر ضحكات النساء الجميلات عليه في النهار الفائت ذاته.
انفطر قلبه، تجسد قلبه في نصفين، رأى نصفيّ قلبه معلقين على صدر فتاة ركبت إلى جانبه في حافلة القرية القديمة.
تذكر، في الحافلة، ليلة الأمس: كيف تعطش صدره حين طفرت في ذهنه صورة النساء الجميلات، وكيف انبثق الدم سريعا من قلبه المشطور نصفين إلى أسفل بطنه، وكيف أصبح الدم ماء.
وتذكر غزارة عرقه الذي عبّأ وسادة السرير وانهمر حتى غمر أرض الغرفة.
أراد الأخرس أن يسترجع قلبه: توجه الدم من قلبه، تكوّر في يده، مدّ يده، انسحلت يده على الخاصرة، ارتفعت إلى الصدر، لامست النهد، مشت على الخد، مشّطت رموش العين، داعبت خصلات الشعر، انطفأت على الشفتين، ونامت على الرقبة عند مفترق قلبه.
كان الأخرس مغمضا عينيه يعتلي عرش السعادة، وهو يسمع صوته لأول مرّة حين جره رجلان خارج الحافلة، وكانت فتاة جميلة تبكي وتلم أشلاء عقدها.
تقلّب الأخرس ليلا في فراشه، تذكر نظراته المختلسة في النهار الفائت نحو النساء الجميلات، وتذكر ضحكات النساء الجميلات عليه في النهار الفائت ذاته.
انفطر قلبه، تجسد قلبه في نصفين، رأى نصفيّ قلبه معلقين على صدر فتاة ركبت إلى جانبه في حافلة القرية القديمة.
تذكر، في الحافلة، ليلة الأمس: كيف تعطش صدره حين طفرت في ذهنه صورة النساء الجميلات، وكيف انبثق الدم سريعا من قلبه المشطور نصفين إلى أسفل بطنه، وكيف أصبح الدم ماء.
وتذكر غزارة عرقه الذي عبّأ وسادة السرير وانهمر حتى غمر أرض الغرفة.
أراد الأخرس أن يسترجع قلبه: توجه الدم من قلبه، تكوّر في يده، مدّ يده، انسحلت يده على الخاصرة، ارتفعت إلى الصدر، لامست النهد، مشت على الخد، مشّطت رموش العين، داعبت خصلات الشعر، انطفأت على الشفتين، ونامت على الرقبة عند مفترق قلبه.
كان الأخرس مغمضا عينيه يعتلي عرش السعادة، وهو يسمع صوته لأول مرّة حين جره رجلان خارج الحافلة، وكانت فتاة جميلة تبكي وتلم أشلاء عقدها.