بمجرد أن انتهيتُ من قراءة الرسالة القديمة؛ اشتعلت النيران في أعماق دماغي: لمَن كتبتُ هذه الكلمات دون أن أُرسلها؟ هذا خطي وهذا أسلوبي فعلا، والورقة كانت نائمة بين أوراق مُهملَة:
..
"وأنا مشحون بالغضب والسخط على كل شيء، يُمكنني أن أتوقع ما الذي سيكون عليه حالنا؛ لو أننا معا في فراش واحد، تحت غطاء ثقيل يعزلنا تماما عن يناير المُعربد في الخارج.. وأنتِ تقرئين لي قصة "فَم الضُّفدع" للكاتبة الشيطانة إيزابيل الليندي، بصوتك التعبيري المُلون في نغماته، المُتدرج مع الكلمات والمشاهد.. حيث "هيرميليندا" وألعاب غُواياتها الجنسية الرهيبة التي لن تنتهي، إلا بوصول الفارس العارف "بابلو"، صاحب القُدرات فوق العادية، الذي سيجعلها تكفّ نهائيا عن الألعاب، وترحل معه في تسليم وسلام.
وعند السطر الأخير من القصة، وأنتِ تنظرين للسقف بعينين مُشعتين، حتما سيكون الصيف قد اقتحمَنا دون إذن من يناير.. بصهده وعرقه ولهاثه المُمتد حتى مشارف الفجر".
..
استعدتُ حروف الرسالة وكلماتها عدة مرات، حتى تطاولت ألسنة اللهب وحَفَّت بوجهي، بل وامتدت إلى جسدي كله. راجعتُ كل الاحتمالات والأزمنة التي يمكن أن تذهب بي إلى حقيقة ومناسبة تلك السطور، ولم أُفلح في تَذكُّر أي شيء.
حسام المقدم
..
"وأنا مشحون بالغضب والسخط على كل شيء، يُمكنني أن أتوقع ما الذي سيكون عليه حالنا؛ لو أننا معا في فراش واحد، تحت غطاء ثقيل يعزلنا تماما عن يناير المُعربد في الخارج.. وأنتِ تقرئين لي قصة "فَم الضُّفدع" للكاتبة الشيطانة إيزابيل الليندي، بصوتك التعبيري المُلون في نغماته، المُتدرج مع الكلمات والمشاهد.. حيث "هيرميليندا" وألعاب غُواياتها الجنسية الرهيبة التي لن تنتهي، إلا بوصول الفارس العارف "بابلو"، صاحب القُدرات فوق العادية، الذي سيجعلها تكفّ نهائيا عن الألعاب، وترحل معه في تسليم وسلام.
وعند السطر الأخير من القصة، وأنتِ تنظرين للسقف بعينين مُشعتين، حتما سيكون الصيف قد اقتحمَنا دون إذن من يناير.. بصهده وعرقه ولهاثه المُمتد حتى مشارف الفجر".
..
استعدتُ حروف الرسالة وكلماتها عدة مرات، حتى تطاولت ألسنة اللهب وحَفَّت بوجهي، بل وامتدت إلى جسدي كله. راجعتُ كل الاحتمالات والأزمنة التي يمكن أن تذهب بي إلى حقيقة ومناسبة تلك السطور، ولم أُفلح في تَذكُّر أي شيء.
حسام المقدم