ليس المذياع وحده رفيقها هذا المساء..ثمة حزن يفوح من عينيها معلنا حضوره غصبا السهرة .. حزن يهطل من أعماقها .. ويبطن ملامحها وينبعث من ارتعاشات أصابعها العابثة بلا تركيز بقرص المذياع .. اللحن المنساب داهمها … جعلها تجوب مخيلتها مستحضرة التداعيات المحتضرة في ذاكراتها … علاقة قويه جدا تربطها بهذه الغرفة … علاقة يراها الآخرون اخاذه مدهشة , وتراها هي مغرقه في الحزن … أليست علاقة حزينة أكثر من كونها رائعة أن يربطك انتماء لأربعة جدران … التقطت أول أمنياتها….وعاشت علي ضفافها…وفيها كانت ترتكب الغوص إلي قاع اللهفة …. وعليها خطت بأناملها الصغيرة أول كلمه لهج بها لسانها (ماما ) وهنا طرزت وجه معلمتها وهنا…هنا في هذا الركن بالذات لعبت لعبه الظل الذي يظل يتعاظم حتي يغدو ذئبا تصنعه بأصابعها..لكن كوة عميقة كانت تفتح فمها عبر الجدار ملتهمة أمنياتها أولا بأول…وأحلاما كانت تتلون لتغدو حكايا فرح…., لم تتخيل ان تسجن روحها فى هذا المكان … وأن يغدو الظل نصبا تذكاريا لأناتها…وتحرمها متعه التحليق إلى ابعد من هذه الغرفة.. تكبل صوتها ….و تلزمها القعود في انتظار النصيب الذي قد لايأتى أبدا… هنا تمارس التوحد مع الجرح مع الوجع الأزلي وألان ها هى تشعر بأنها مبحرة في غيبوبة بدأت تستفيق منها وتصحوا لتفك طلاسمها رغم أنها نزفت بحرا من الامانى وأسقطتها من حساباتها وهمشتها. الماسأة تكمن فى أنها تمارس ألان سجن نفسها رغم الصحوة التي تشعر بها … تعلمت وتحصلت على الشهادة جامعيه نعم … ولكن جرح بحجم الوطن يتجذر في طين قلبها , هل ستكتفي باستحضار رسومات الحيطان التي واراها الطلاء منذ أعوام , وهل ستنحى جانبا فى إحدى الزوايا وتحشر نفسها مع أمانيها التي تدور فى فلكها دون ان تستطيع تحقيقها , ولا حتى الخلاص منها , وفيها اندفاع هائل إلى الحياة إلى ان تبرح هذا المكان قبل انقضاء العمر . إياك والتراجع .. جربى طرق كل الأبواب … اسلكي أكثر من سبيل مدى يديك إلى أي يد تمتد إليك , وارحلي إلى كل لذه تلوح بوادرها، إياك والخذلان والخيبة , إياك والقنوط .. هكذا تخاطب نفسها وتخاطب جرحها كل ليله جرحها المتعمق فى نفسها وهكذا كل ليله تتساقط دموعا وتتكسر ألما , وتتأبط ذراع الحزن مكتفيه بلعبه تتقن تفاصيلها جيدا .. لعبه الظل الخفي الوحيد الذي تحسن التحكم فيه وفى تحركاته من ادني اشاره؟!
دلفت لباحة المستشفي بسرعة وعلي امتداد بصري ثمة ثلة من وجوه تتصنع الجزع……يسترعيني وجه متعب….وبقليل من الفراسة ….أدرك أنه أخاها….لهما نفس الملامح الفتية والعيون المنكسرة….أحيد عنهم وأتجه ألي ذلك الوحيد…الواقف هناك….حالة من القرف تنتابني وأنا أرمقهم من بعيد لعل أتفه دواعيها تكاسلهم عن دفع مصاريف علاجها وهي المعطاءة الكريمة….يتمنطقون بهالة من المنح الكاذب فقط كي يدعون فيما بعد أنهم” فعلوا ما عليهم” بعض من حزن مختزل لم تفلح السنون في اختراقه…ولم تستطع كل صنوف البهجة التي تمنُ بها اللحظات أن تطفئ جذوته…..والفرح المباغت….ينكسر عنده منكس الرايات…….مرت أعوام وأعوام ومازالت ذاكرتي تقف عندها… لا تشيخ كانت عيونها مغلفة بألم منيع …ضحكاتها تلك كانت مستترة بما يثقل أكتافها الفتية… وكانت خيوط صداقة حميمة أصيلة تنسج بين روحي وروحها ….وكل صباح كان تطل عليَ بوجه منهك تقف بعيدا بشرود حين تجدني مشغولة… كنت قد بدأت ألتقط عشقها للفن وألتمس رغبتها في امتهانه ….وكنت كل يوم أطلب منها أن تتفرغ كي تبثني بعض لواعجها ….اجلس معها …اعرفها عن كثب…تمنحني بعض أمنياتها لكنها كانت ترفض بلباقة وبيأس مفضوح…. أي أحلام ….وأي أمنيات….! توفي والداها ….تاركين ثمانية أطفال هي أكبرهم…كان ذلك كافيا لهدم طموحاتها….ليست ممن يهوون المجاهرة بمعاناتهم ….فقد كانت تلك الأثقال تقتات علي أحلامها وما كانت تتطلع لتحقيقه في الحياة …وعندما أصابها المرض وبدأ يلتهم جسدها الفتي….انهار كل شئ وصار كتاب حياتها مشرعا يقرأه الجميع وكم قتلني ذلك ….ما كانت تكابد لإخفائه انقشع فجأة …بعضهم استمتع بقراءته وهو يدعي التحسر … قلت له….كيف حالها…لم يتكلم لكنه أشار آلي باب غرفة الإنعاش بحركة لاآرادية وكأنه يقول لي …ماذا سيكون حالها وهي ممددة وأحلامها وكل ماتاقت إليه ولا يربطها بالحياة سوي بعض خراطيم وأجهزة تنفس صناعي.. لم يكن مسموحا لأحد بالدخول إليها غير إني توسلت للطبيب المناوب فوافق بتململ ثم أشار إلي معطف ازرق شفاف معقم وقال …ارتدي هذا واخرجي بسرعة … ودخلت…يالاخيبتي….يالارعبي….يالاحزني عليك ياصديقة لم تكن أمامي تلك التي عرفت مسجي هي بين كومة من الخراطيم ماذا حدث لها مالذي أوصلها لهذه الحالة أستغفر الله…لكنها مع ذلك كانت تتكلم…لم افقه ماكانت تقول لعلها تهذي من شدة المرض…أو تتلو صلاة …أو وصية…بعثرتني رؤيتها هكذا وأجهضت تأملي في عودتها للحياة…مسحت بيدي رجليها المتشنجة وكأني امنحها بعض نبضي …ثم خرجت مسرعة وغضب هائل …يكاد يفجرني لاشى في ذهني سوي القرف من وعودهم الواهية سنرسلها للعلاج في الخارج طائرتها يوم الخميس يوم الثلاثاء السبت …لم تكن من ذلك النوع الذي يستلذ بالتباكي علي الأعتاب واستدرار لبن رحمة مكشوطة البذل…واستحلاب شفقة بلا خثارة…فلم يكن ديدنهم العطاء …ولم يكن الإيثار مدرجا في جداول أعمالهم…أبدا… صباح اليوم التالي…لم يصدمني الخبر!!….لم يفاجئني..!!..فمنذ رأيتها هناك شبه ميتة كان الحزن قد أعلن الاحتشاد في قلبي….واستعد مركبي للارتحال في مساربه…… حسبك ياصديقة طائرة الورق التي نسجناها بدفق مشاعرنا وبنياط قلوبنا لتتسع أحلامك…حلقي بها بعيدا …فهذا ليس زمانك انه زمن الخسارات الفادحة ياصديقتي!!عذرا فلم نستعد للامتحان كما يجب لم نتسلح…لم نتكيف مع الصدمات….وهانحن نأتيك مطأطئي الرقاب…نتخفى من آثامنا …ومن نظراتك التي تلاحقنا في كل مكان….نظراتك الصادقة كعهدنا بها…..لكنها اكتسبت شيئا من الحدة وكثيرا من العتاب واللوم ….عذرا فقد كنا صغارا أمام الله…ضعافا أمام القضاء ….وكان يجب أن ترحلي عنا حتى ندرك فداحة الخطب وحجم الندبة التي ستخلفينها فينا….كان لابد من رحيلك لأننا لا نفهم الشئ بغير ضده…تواطأنا جميعا علي أحلامك ….تآمرنا عليها….وخنا الأمانة….وكان الله أرأف منا بك فأختارك لجواره…وها نحن نذرف أنهار الزيف علي صبية عشرينية كنتها….وهكذا رسبنا جميعا في مدرسة حبك ولم ينجح منا أحد…. هربت ولم تخبريني بسر ابتسامتك العذبة…رغم انك واعدتني بأنك ستفعلين ورغم انك بثثتني بعض حزنك حين قلتي”لم يعد في العمر متسع لأحلام”الآن فقط فهمت منبع ابتسامتك فشر البلية مايثير القهقهة….ألم أقل لك بأننا لا نفهم الشئ ألا بعكسه..!! مازالت أسئلتي تنتظر إجاباتك….ومازال قلمي يرتجي بوحك…مازلت أنتظر أن تفي بوعدك وتمنحيني بعض أحلامك أنقشها لك عبر أحدي الصحف…يالا وقاحتنا كيف ننتظر منك العطاء وقد منعناه عنك وحرمناك بكبرنا لذته….!!كنت ألملم نفسي وأبحث عنك بين الوجوه الجزعة أيقضني العويل والنواح…صفعني آعادني الي هول اللحظة…أتحسس جسدي ووجهي فقد صار لدمي دبيبا مؤلما لم يكن أمامي سوي وجوه فزعة وأعين الدامعة… أيتها الحياة التي نعشقها إلي حد الهوس ونحملها في عروقنا أنهار خمول….مالذي يشدنا بك…مالذي يجعلنا نتشبث بتلابيبك إلي حد الجزع وأنت بلا رأفة تشعلين فينا كل يوم لهيب ذكريات الأحبة الذين يرحلون عنا….ماذا فيك يغري بالبقاء…وأنت مفخخة أيامك بالأسى…مكتظة ساعاتك بالنحيب والألم.. سعيدة أنت…فقد تركت أحلامك الشاحبة تتدثر بالضباب طالما انها لن تتحقق…تخليت عنها غير آسفة عليها ….لكنك خلفت ورائك قلوبا أحبتك وعشقت فيك ابتسامة …وأنهار دموع جفت منابعها لكن آثارها ظل باق….لكن مقامك سيكون طيب الثري ان شاء الله كطيب روحك العفيفة…وانبشي لنا الأعذار عند الله…فقد أدمنا الثرثرة وسخرنا من القدر وتفننا في سلب الأحلام شفافيتها وابتدعنا أزياء للخداع والتدليس واقتلعنا من أفئدتنا بذور الرأفة وزرعنا القسوة فهنيئا لك…أنت التي كسبتي –صدقيني- ونحن الراسبين…
* عن بلد الطيوب
دلفت لباحة المستشفي بسرعة وعلي امتداد بصري ثمة ثلة من وجوه تتصنع الجزع……يسترعيني وجه متعب….وبقليل من الفراسة ….أدرك أنه أخاها….لهما نفس الملامح الفتية والعيون المنكسرة….أحيد عنهم وأتجه ألي ذلك الوحيد…الواقف هناك….حالة من القرف تنتابني وأنا أرمقهم من بعيد لعل أتفه دواعيها تكاسلهم عن دفع مصاريف علاجها وهي المعطاءة الكريمة….يتمنطقون بهالة من المنح الكاذب فقط كي يدعون فيما بعد أنهم” فعلوا ما عليهم” بعض من حزن مختزل لم تفلح السنون في اختراقه…ولم تستطع كل صنوف البهجة التي تمنُ بها اللحظات أن تطفئ جذوته…..والفرح المباغت….ينكسر عنده منكس الرايات…….مرت أعوام وأعوام ومازالت ذاكرتي تقف عندها… لا تشيخ كانت عيونها مغلفة بألم منيع …ضحكاتها تلك كانت مستترة بما يثقل أكتافها الفتية… وكانت خيوط صداقة حميمة أصيلة تنسج بين روحي وروحها ….وكل صباح كان تطل عليَ بوجه منهك تقف بعيدا بشرود حين تجدني مشغولة… كنت قد بدأت ألتقط عشقها للفن وألتمس رغبتها في امتهانه ….وكنت كل يوم أطلب منها أن تتفرغ كي تبثني بعض لواعجها ….اجلس معها …اعرفها عن كثب…تمنحني بعض أمنياتها لكنها كانت ترفض بلباقة وبيأس مفضوح…. أي أحلام ….وأي أمنيات….! توفي والداها ….تاركين ثمانية أطفال هي أكبرهم…كان ذلك كافيا لهدم طموحاتها….ليست ممن يهوون المجاهرة بمعاناتهم ….فقد كانت تلك الأثقال تقتات علي أحلامها وما كانت تتطلع لتحقيقه في الحياة …وعندما أصابها المرض وبدأ يلتهم جسدها الفتي….انهار كل شئ وصار كتاب حياتها مشرعا يقرأه الجميع وكم قتلني ذلك ….ما كانت تكابد لإخفائه انقشع فجأة …بعضهم استمتع بقراءته وهو يدعي التحسر … قلت له….كيف حالها…لم يتكلم لكنه أشار آلي باب غرفة الإنعاش بحركة لاآرادية وكأنه يقول لي …ماذا سيكون حالها وهي ممددة وأحلامها وكل ماتاقت إليه ولا يربطها بالحياة سوي بعض خراطيم وأجهزة تنفس صناعي.. لم يكن مسموحا لأحد بالدخول إليها غير إني توسلت للطبيب المناوب فوافق بتململ ثم أشار إلي معطف ازرق شفاف معقم وقال …ارتدي هذا واخرجي بسرعة … ودخلت…يالاخيبتي….يالارعبي….يالاحزني عليك ياصديقة لم تكن أمامي تلك التي عرفت مسجي هي بين كومة من الخراطيم ماذا حدث لها مالذي أوصلها لهذه الحالة أستغفر الله…لكنها مع ذلك كانت تتكلم…لم افقه ماكانت تقول لعلها تهذي من شدة المرض…أو تتلو صلاة …أو وصية…بعثرتني رؤيتها هكذا وأجهضت تأملي في عودتها للحياة…مسحت بيدي رجليها المتشنجة وكأني امنحها بعض نبضي …ثم خرجت مسرعة وغضب هائل …يكاد يفجرني لاشى في ذهني سوي القرف من وعودهم الواهية سنرسلها للعلاج في الخارج طائرتها يوم الخميس يوم الثلاثاء السبت …لم تكن من ذلك النوع الذي يستلذ بالتباكي علي الأعتاب واستدرار لبن رحمة مكشوطة البذل…واستحلاب شفقة بلا خثارة…فلم يكن ديدنهم العطاء …ولم يكن الإيثار مدرجا في جداول أعمالهم…أبدا… صباح اليوم التالي…لم يصدمني الخبر!!….لم يفاجئني..!!..فمنذ رأيتها هناك شبه ميتة كان الحزن قد أعلن الاحتشاد في قلبي….واستعد مركبي للارتحال في مساربه…… حسبك ياصديقة طائرة الورق التي نسجناها بدفق مشاعرنا وبنياط قلوبنا لتتسع أحلامك…حلقي بها بعيدا …فهذا ليس زمانك انه زمن الخسارات الفادحة ياصديقتي!!عذرا فلم نستعد للامتحان كما يجب لم نتسلح…لم نتكيف مع الصدمات….وهانحن نأتيك مطأطئي الرقاب…نتخفى من آثامنا …ومن نظراتك التي تلاحقنا في كل مكان….نظراتك الصادقة كعهدنا بها…..لكنها اكتسبت شيئا من الحدة وكثيرا من العتاب واللوم ….عذرا فقد كنا صغارا أمام الله…ضعافا أمام القضاء ….وكان يجب أن ترحلي عنا حتى ندرك فداحة الخطب وحجم الندبة التي ستخلفينها فينا….كان لابد من رحيلك لأننا لا نفهم الشئ بغير ضده…تواطأنا جميعا علي أحلامك ….تآمرنا عليها….وخنا الأمانة….وكان الله أرأف منا بك فأختارك لجواره…وها نحن نذرف أنهار الزيف علي صبية عشرينية كنتها….وهكذا رسبنا جميعا في مدرسة حبك ولم ينجح منا أحد…. هربت ولم تخبريني بسر ابتسامتك العذبة…رغم انك واعدتني بأنك ستفعلين ورغم انك بثثتني بعض حزنك حين قلتي”لم يعد في العمر متسع لأحلام”الآن فقط فهمت منبع ابتسامتك فشر البلية مايثير القهقهة….ألم أقل لك بأننا لا نفهم الشئ ألا بعكسه..!! مازالت أسئلتي تنتظر إجاباتك….ومازال قلمي يرتجي بوحك…مازلت أنتظر أن تفي بوعدك وتمنحيني بعض أحلامك أنقشها لك عبر أحدي الصحف…يالا وقاحتنا كيف ننتظر منك العطاء وقد منعناه عنك وحرمناك بكبرنا لذته….!!كنت ألملم نفسي وأبحث عنك بين الوجوه الجزعة أيقضني العويل والنواح…صفعني آعادني الي هول اللحظة…أتحسس جسدي ووجهي فقد صار لدمي دبيبا مؤلما لم يكن أمامي سوي وجوه فزعة وأعين الدامعة… أيتها الحياة التي نعشقها إلي حد الهوس ونحملها في عروقنا أنهار خمول….مالذي يشدنا بك…مالذي يجعلنا نتشبث بتلابيبك إلي حد الجزع وأنت بلا رأفة تشعلين فينا كل يوم لهيب ذكريات الأحبة الذين يرحلون عنا….ماذا فيك يغري بالبقاء…وأنت مفخخة أيامك بالأسى…مكتظة ساعاتك بالنحيب والألم.. سعيدة أنت…فقد تركت أحلامك الشاحبة تتدثر بالضباب طالما انها لن تتحقق…تخليت عنها غير آسفة عليها ….لكنك خلفت ورائك قلوبا أحبتك وعشقت فيك ابتسامة …وأنهار دموع جفت منابعها لكن آثارها ظل باق….لكن مقامك سيكون طيب الثري ان شاء الله كطيب روحك العفيفة…وانبشي لنا الأعذار عند الله…فقد أدمنا الثرثرة وسخرنا من القدر وتفننا في سلب الأحلام شفافيتها وابتدعنا أزياء للخداع والتدليس واقتلعنا من أفئدتنا بذور الرأفة وزرعنا القسوة فهنيئا لك…أنت التي كسبتي –صدقيني- ونحن الراسبين…
* عن بلد الطيوب